القدرات السياحية المستغلة في الجزائر لا تتجاوز نسبة 2 بالمائة أكدت الهيئة الوطنية للمهندسين المعماريين، أمس بقسنطينة، بأن المهندس المعماري في الجزائر مهمش ولا يستشار في إعداد الدراسات الخاصة بتهيئة مناطق التوسع السياحي خلافا لما ينص عليه القانون، مشيرة إلى أن نسبة استغلال الطاقات و القدرات السياحية لا يتجاوز نسبة 2 بالمائة، واصفة طريقة الترويج السياحي لعاصمة الثقافة العربية بغير المواكب لأهمية الحدث. وذكرت رئيسة الهيئة المحلية لولاية قسنطينة لامية جرادي، في كلمتها الإفتتاحية في ملتقى دولي عقد أمس بجامعة منتوري بقسنطينة حول السياحة والتعمير ومستقبل المدن، بأن هيئة المهندسين المعماريين لم تستدع على الإطلاق، للمشاركة في الدراسات التي تتم على المستويات المحلية، لإبداء رأيها في عمليات تهيئة مناطق التوسع السياحي، خلافا لما تنص عليه المادة 12 المتعلقة بتنظيم مناطق التوسّع السياحي، والتي تنص على أن دراسة المنطقة السياحية، تعتبر مخطط تجزئة والذي يعتبر بدوره من صلاحيات المهندس المعماري فقط، لكن القانون حسبها بقي مجرد حبر على ورق ولم ير النور إلى حد الساعة. وأكدت المتحدثة بأن الهياكل القاعدية في مجال السياحة، تفتقد إلى الطابع العمراني للتراث الحضاري في الجزائر، مؤكدة بأن الهيئة تحمل على عاتقها دفع عجلة القطاع السياحي من خلال استلهام أفكار عمرانية محلية وربطها بمتطلبات العصر، من حيث التصاميم من أجل المساهمة حسبها في الترويج السياحي لدعم القطاع الذي يعتبر البديل الإقتصادي الأمثل لقطاع المحروقات، تجسيدا للخطة التي وضعتها القيادة السياسية بخصوص تعزيز صورة الجزائر كوجهة سياحية بارزة. وأوضحت البروفيسورة بن عباس كغوش سامية، بأن الطاقات والمؤهلات السياحية في الجزائر تعاني الإهمال والنسيان، حيث أن نسبة إستغلالها لا تتجاوز 02 المائة وهي أقل حتى من مؤشر الإستغلال العالمي الذي تبلغ نسبته 10 بالمائة، مشيرة إلى وجود العديد من العراقيل والتعقيدات التي تحول دون إنجاز المشاريع السياحية. ووصفت المتحدثة الكيفية التي تمّ بها الترويج لتظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية بالإدارية وغير المواكبة لمستوى الحدث، سواء من الجانب الثقافي أو السياحي،حيث أكدت بأنها أشرفت رفقة 20 دكتور في الهندسة المعمارية بالإضافة إلى الهيئة المحلية للمهندسين المعماريين وبإمكانياتهم الخاصة على إعداد 30 مسارا سياحيا للمدينة في إطار مرافقة السواح خلال التظاهرة، لكن مديرية السياحة استولت على المشروع ونسبته إلى نفسها دون أن يتجسد على أرض الواقع، منتقدة غياب المسؤولين التنفيذيين، بدءا من وزيري السياحة والثقافة اللذين قدما حسبها، وعودا بالمشاركة في الملتقى، و وصولا إلى المدير التنفيذي للقطاع لولاية قسنطينة، على الرغم من أهمية هذا الملتقى . للإشارة، فإن هذا الملتقى الدولي يشارك فيه أزيد من 500 أستاذ و خبير وسيدوم ليومين آخرين، حيث سيشرف على تنشيطه دكاترة وأساتذة باحثون من دول عربية وأجنبية مختلفة، كما سيتم فيه التطرق إلى مستقبل المدن في المجال السياحي ومدى مساهمة المهندس المعماري في تنمية وتطوير التراث العمراني للنهوض بقطاع السياحة.