لا أهتم بحجم الدور بقدر اهتمامي بتأثيره على المشاهد أكدت الممثلة الشابة نوال عواق بأنها تدرس خطواتها جيدا في عالم الفن وتعرف المرحلة التي بلغتها ، فهي لم تجازف بأداء الأدوار الرئيسية،إيمانا منها بضرورة التدرج في التطور الفني و عدم «حرق» المراحل ، مشيرة إلى أنها شاركت في العديد من المسرحيات لأن المسرح أقوى مدرسة في التمثيل، ثم وافقت على عروض للتمثيل في ستة مسلسلات جزائرية و سبعة أفلام. الفنانة التي أسند إليها مؤخرا دور في فيلم «البوغي» للمخرج علي عيساوي الذي يجري تصويره حاليا في قسنطينة ،أسرت إلينا لدى زيارتها للنصر، بأن الحجم أو المساحة التي تعطى للدور الذي تقدمه لا يهمها بقدر ما تهمها أهميته و النتيجة التي يحققها . نوال عواق بينت من جهة أخرى بأن المسرح لا يمكن تجنيسه أو وضعه في قالب معين وتحديده بأفكار مسبقة، بل يجب ترك الفنان يؤدي رسالته التي يؤمن بها ،بعيدا عن أي قيود وأثنت في نفس الوقت ،على التجارب المسرحية النسوية و رائدة في الجزائر. النصر :مثلت في مسرحيات كثيرة من إنتاج مسرح قسنطينة الجهوي، كيف كانت بداياتك قبل الالتحاق بالمسرح المحترف؟ نوال عواق: الفضل يعود لتكويني بمسرح البليري بالدرجة الأولى، فأنا أعتبره مدرسة حقيقية . يمكن لأي مسرحي أن يفتخر بأنه تعامل مع هذا المسرح. لقد تعاملت مع مخرجين مسرحيين كبار آمنوا بموهبتي، على غرار خالد بلحاج الذي وثق بي منذ البداية، فالمسرح بشكل عام هو فن ،لكنه يقوم على التكوين الفني والعمل المتواصل. هل انتقالك إلى المسرح المحترف كان صعبا ؟ المسرح المحترف كان تتويجا لمسيرة امتدت طيلة سنوات، فبمجرد انتقالي إلى المسرح المحترف أصبح العمل المسرحي يتطلب أمورا أخرى ، أصبحت أسعى للمشاركة في مسرحيات تكون إضافة للمشهد الدرامي في الجزائر. لقد شاركت في مسرحيات ناجحة على غرار مسرحية «الكلمة والعرضة» للمخرج فوزي بن إبراهيم ،بالإضافة إلى مشاركتي في مسرح الطفل على غرار مسرحية «صانع الخيال» و غيرها. -المسرح النسوي عادة يهتم بقضايا المرأة ويقدم عروضا تهمها ،هل تعتقدين أن المسرح يفقد خواصه إذا تم تجنيسه أو ربطه بقضايا محددة ؟ المسرح بشكل عام ، لا يمكن تجنيسه أو وضعه في قالب معين وتحديده، لكن المسرح النسوي هو تجربة مهمة لتطوير بعض المحاولات التي كانت قليلة في ما مضى ،حيث أن طغيان جانب محدد على المسرح، لم يسمح بظهور أصوات نسائية مهتمة بالشأن النسائي، فالتجارب الحالية التي تبنت هذا الاتجاه ،هي تجارب ترفض التمييز على أساس الجنس، كما أنها تثبت القدرة على خوض تجارب مسرحية نسوية رائدة. -أديت مؤخرا ثلاث أغنيات في مسرحية «صانع الخيال» للمخرج ياسين تونسي..ما تعليقك على ذلك؟ نعم فقد كانت تجربة جديدة بالنسبة إلي، لقد اكتشفت من خلالها بأن لدي صوت جميل أعجب به صاحب الأستوديو الذي سجلت عنده الأغنيات كما استحسن الجمهور ما قدمته من أغنيات وأبدوا إعجابهم الكبير بصوتي. - شاركت في مسلسلات عديدة لاقت ناجحا في التلفزيون الجزائري مثل مسلسل «خارج مجال التغطية» كيف كان الانتقال من المسرح إلى التمثيل التلفزيوني؟ التلفزيون له عالمه الخاص والمسرح كذلك، ففي الفن الرابع أنت أمام جمهور يترصدك و تترصده، تدرك انفعالاته وردات فعله، أما في السينما أو المسلسلات التلفزيونية، فأنت أمام تصورات مخرج وكاميرا ،تتطلب معرفة تقنيات عملها ليكون التمثيل مواكبا لتحركاتها وطريقة تصوير المشهد . هذا الانتقال رغم صعوبته في بادئ الأمر، لكنه انتقال زاد من خبرتي في العمل في ميدانين يبدو أنهما يشبهان بعضهما، لكنهما في الواقع يختلفان بشكل كبير. -لم تكتف بالمسلسلات التلفزيونية وشاركت في 7 أفلام جزائرية .؟ نعم كانت لي تجارب في المسلسلات التي تابعها الجمهور من خلال التلفزيون الجزائري على غرار فيلم «الخطأ» وفيلم «و يبقى الأمل» وفيلم «الحصادة» و غيرها. -هل كانت لديك أدوار رئيسية؟ أنا لا تهمني مساحة الدور بقدر ما تهمني النتيجة من وراء ذلك الدور. في بداياتي الفنية، كنت أرفض أدوارا أكبر من خبرتي ،لأنني أؤمن بأن الفنان الذي لا يتدرج في سلم النجاح، هو فنان قابل للسقوط بسرعة، فأنا حين احترمت إمكانياتي وطورتها ،أصبحت تعرض عليا حاليا أدوار رئيسية في عديد المسرحيات والأفلام، لذلك فحجم الدور لا يهم حقا بالنسبة للفنان الذي يشق طريقه نحو النجاح. - تشاركين حاليا بدور في فيلم «البوغي» لعلي عيساوي حدثينا عن ذلك؟ لدي فكرة عن حكاية «البوغي» ،لكني أنتظر التعرف أكثر عليها انطلاقا من رؤية المخرج لهذه الحكاية ،حسب الأصداء التي وصلتني ،فإن دوري في هذا الفيلم الجديد مؤثر وهذا هو المهم بالنسبة إلي.