يجب الاهتمام بالشباب وعدم التقصير في حقهم أشارت الممثلة التلفزيونية والمسرحية نوال بن عيسى، إلى أن إتاحة الفرصة للشباب في مجال المسرح وباقي الفنون مبادرة طيبة وتستحق التقدير، داعية السلطات إلى الاهتمام بهم وعدم التقصير في حقهم. وكشفت في حوار ل”الفجر”، على هامش مهرجان المسرح المحترف ببلعباس، أنّها طلقت شاشة التلفزيون ولا تود العودة إليها، بل ستكرس بقية حياتها في خدمة المسرح وجمهورها. بداية، نوال بن عيسى، لو تقدمين لمحة مختصرة عن مسيرتك الفنية المسرحية حتى وصولك إلى عضوة في لجنة التحكيم هذه السنة؟ البداية كانت مع المسرح الجامعي سنة 2006 كهاوية، أين قدمت عرضا مسرحيا بعنوان ”الوصفة” رفقة الممثل غانم بوعجاج بمسرح بلعباس الجهوي، كان تمثيلا ثنائيا رائعا على الركح ومفيدا في الوقت نفسه، لأنّها أول تجربة لي في التمثيل على الخشبة، ثم بعدها بسنة التحقت بالمسرح الجهوي لسيدي بلعباس، حيث كشفنا عن مسرحية حملت عنوان ”ضربة لفهامة”، نص للراحل كاتب ياسين وإخراج حسان عسوس، جسدت فيه دور البطولة بشخصية ”عتيقة”. وفي عام 2008 شاركت في مسرحية ”فالسو”، وبعدها بسنتين أي سنة 2010، أديت دورا في مسرحية ”شظايا”. تم اختيارك كعضوة لجنة تحكيم مهرجان المسرح المحترف بسيدي بلعباس في طبعته الثامنة، لأوّلّ مرّة. كيف تعتبرين هذه الفرصة التي أتيحت لك من بين عديد الأسماء الفاعلة في المسرح؟ ما يسعني القول هو أنني جدّ مسرورة لمشاركتي كعضوة في لجنة تحكيم المهرجان إلى جانب وجوه مسرحية معروفة، كابراهيم صليحة من مسرح باتنة الجهوي. واختيار المنظمين لي يعني أنني أسير في الطريق الصواب، حيث أشكرهم كثيرا على الثقة التي منحوني إياها، وإن شاء الله سأكون عند حسن ظنّ الجميع.. منظمين والأساتذة الذين معي، وخاصة الفرق المشاركة، حيث أبذل قصارى جهدي لأكون في المستوى المطلوب ولا أظلم أحدا باختياراتي وحكمي رفقة زملائي المحكمين على أدائها فوق الخشبة، فالحكم يمس العمل ومختلف معطياته.. فمن أحسن نقول له أحسنت ومن أساء نقول له أخطأت. هل تشجعين هذه المبادرات التي تمنح الفرصة للشباب لتقلد مسؤوليات إلى جانب كبار المسرحيين؟ بطيعة الحال، أنا أشجع مثل هذه المبادرات الجميلة، فمثلما أتيحت لي الفرصة أتمنى أن تمنح فرص أخرى لممثلين آخرين، لاسيما الذين يملكون الكفاءة والخبرة على الركح والمثقفين منهم، بالإضافة إلى كتاب المسرح وناقديه. وأعتقد أنّ الممثل الشاب المحترف الذي يملك خبرة طويلة باستطاعته أن يكون عضوا في لجنة تحكيم مهرجان معين، وفي هذا الصدد أقول إننا لا يجب أن نقصر في حقهم ويجب دعمهم بكل قوة، كما أنّ تشجيعهم على الركح يعد حافزا لانطلاقات قوية من جانبهم. أنت ممثلة وتدرسين النقد المسرحي، كيف ترين واقع المسرح الجزائري بعين الدارسة في المجال والممثلة الشابة في أبي الفنون؟ كممثلة مسرحية أرى أن هناك نوعا من التقدم والتطور في المجال المسرحي الجزائري مقارنة بالنسبة السنوات الماضية، لاسيما سنوات الثمانينيات والسبعينات، حيث ألاحظ ذلك التطور والقفزة النوعية الحاصلة، خاصة تلك التي جبلها الشباب معهم في عناصر متعددة في المسرح من حيث الإخراج والسينوغرافيا. وحسب اعتقادي فإنّ القائمين على الشأن المسرحي في الجزائري من وزارة ومديريات ثقافة فتحوا الباب على مصراعيه أمام المبدعين المسرحيين بمنحهم فرص البروز والظهور بأعمال مختلفة، تحمل تنوعا يمس عديد الجوانب المهمة، من خلال الفعاليات المقامة على غرار مهرجان المسرح المحترف بسيدي بلعباس، وتظاهرة مسرح الهواة بمستغانم، والأسابيع الثقافية ومهرجان المسرح المحترف الوطني بالعاصمة وغيرها. الفعاليات متعددة، لكن يبقى الدعم المادي هاجس ثلة من الفرق التي تريد أن تصنع وتنتج مسرحيات، كيف تحللين هذه الإشكالية؟ لا أعتقد بوجود غياب دعم مالي ومادي عن الفرق المشاركة، فلما أقوم بجولة فنية أكتشف وجوده، وما يقول البعض قد تبقى أسبابه مختلفة لا تعرفها إلا هذه الفرق، مثلا حسب تجربتي الشخصية لما كنت هاوية في المسرح الجامعي كان المخرج المسرحي حسان عسوس يمنحني الإمكانيات ويساعدني، سواء يتيح لي فضاء العرض والتدريب أو وسائل أخرى، بالرغم من أنني لم أكن محترفة. هل ما زلت تنشطين في فرقة المسرح الجامعي أوفي فرقة مسرحية أخرى؟ لا، أنا أواصل خلال الفترة الحالية دراسة الدكتورة بالجامعة، تخصص النقد المسرحي، وبالتالي أنا أسعى لأن أطبق على أرض الواقع ما درست من خلال هذه الفعالية التي تتاح لي لأول مرة، وحتما ستكون مفيدة لي باعتبار أنّ تخصصي يتناسب معها. هل هناك مشاريع فردية في الأفق بعيدا عن الفرقة والجانب الأكاديمي؟ لدي مشروع مسرحي ثنائي ينتجه مسرح بلعباس الجهوي، يجمعني مع الفنانة عبد المؤمن خديجة، حيث لم يتم تحديد المعالم النهائية للنص وعنوان العمل، إلى جانب عمل مسرحي آخر تشارك فيه كوكبة من الممثلين الشباب، للمخرج والفنان عبد القادر جريو، هو في طور الإنجاز على مستوى الكتابة والاقتباس، من نص ”محكمة عدل سياسي”. كما لم يكشف لي المخرج عن الدور الذي سأتقمصه أوالموضوع المتناول لأنّه في بدايته. سبق لك أن شاركت في مسلسل ”أشواك المدينة”، أيمكن أن نراك ممثلة في عمل تلفزيوني جديد؟ لا أظن ذلك باعتبار أنني أنزعج من الدور في الشاشة، وأفضلّ المسرح بشكل كبير لسبب وحيد هو أنني ألتقي بالجمهور وجها لوجه وأتواصل معه بطريقة مباشرة، وهذا ما يغيب في الشاشة التلفزيونية من خلال المسلسلات أوالأفلام، وبالتالي لا أفكر في العودة إلى الشاشة مطلقا فقد طلّقتها وأظلّ وفية فقط لأبي الفنون.