''القذافي: ''الشعب الذي لا يحبني لا يستحق الحياة توعد أمس معمر القذافي المحتجين المطالبين برحيل نظامه بالتصفية وطالب أنصاره بالتجند للقضاء على من وصفهم بالأعداء، ووعدهم بفتح مخازن الأسلحة لهم. وقال القذافي في كلمة مقتضبة ومفاجئة من فوق سور مرتفع بالساحة الخضراء في طرابلس، نقلها التلفزيون الليبي على المباشر، "الشعب الذي لا يحبني لا يستحق الحياة." كما خاطب أنصاره من الشباب "ارقصوا وغنوا وامرحوا واستعدوا."، قبل أن يتوعد من وصفهم بالأعداء وقال "سنهزم أي محاولة خارجية كما هزمنا إيطاليا"، وأضاف لقد "أرغمنا إيطاليا على الاعتذار لنا ودفعت التعويض"، وهذه الثورة (ثورة القذافي ) "أحيت ثورة عمر المختار من جديد." ويأتي هذا الظهور المفاجئ، بعد أن كان القذافي قد جدد أول أمس في تدخل هاتفي على الفضائية الليبية في سابقة أثارت العديد من التساؤلات حول حقيقة وضعه الحرج، استماتته في التشبث بالسلطة دون أن يقدم أي تنازلات، وراح في المقابل يبحث عن ذرائع لتبرير قمع المحتجين باتهام القاعدة بالوقوف وراءهم. فخلافا لكلمته التلفزيونية الأولى التي ألقاها من أمام منزله في طرابلس، تكلم القذافي هذه المرة عبر الهاتف من مكان غير محدد وبنبرة بدا من خلالها مجهدا مثل الذي لم يعرف النوم منذ أيام، ما أثار تساؤلات حول موقعه الحقيقي، وعما إذا كان غير قادر على الاتصال أو أنه قد غادر ليبيا في اتجاه ما. وفي هذه الكلمة الموجهة إلى سكان مدينة الزاوية في غرب العاصمة طرابلس التي شهدت قمع لأبناء المدينة المطالبين بالتغيير الشامل، ورحيل نظامه، اعتبر القذافي المتظاهرين الذين يسيطرون على أغلب المدن الليبية، بأنهم يخدمون مصالح تنظيم القاعدة وقال بأنهم تحت تأثير حبوب الهلوسة. وقد بدا واضحا من خلال كلمته التلفونية أن الزعيم الليبي، ما زال بعيدا جدا عن واقع ما يجري على الأرض في بلاده، حيث قال مخاطبا أهالي الزاوية، "هؤلاء ( المحتجين) لا مطالب عندهم، مطلبهم ليس عندهم بل عند بن لادن"، مضيفا "من يعطي الحبوب لأولادكم هو المجرم والمسؤول عن القتل أو حرب أهلية أو مصيبة". وردا على مطالبة المتظاهرين برحيله لم يقدم أي مؤشر على أنه فهم شعبه أو أنه يريد أن يحدث تغييرات ما، وقال أن سلطته في ليبيا "مجرد سلطة أدبية ومرجعية"، متهما القاعدة وبن لادن "بالتغرير بأبناء الزاوية الذين يقل عمرهم – حسبه - عن 20 سنة لإشاعة الفوضى والدمار" في المدينة، وقال لليبيين "اقبضوا على أتباع بن لادن وقدموهم للمحكمة لأنهم مسؤولون عن الجرائم". وطالب الآباء والأمهات بأن "ينزلوا إلى الشوارع ويمسكوا أولادهم الصغار الذين غرر بهم من عناصر من القاعدة الهاربين من غوانتانامو".