الحكومة الصحراوية تدين بشدة استفزازات و تهديدات محمد السادس عبرت جبهة البوليساريو وحكومة الجمهورية الصحراوية، أمس السبت عن استنكارهما لما جاء في خطاب ملك المغرب ورفضهما لما حفل به من لغة التهديد والوعيد والتعنت في ذكرى احتلال الصحراء الغربية من طرف النظام المغربي. وأكدت جبهة البوليساريو في بيان لوزارة الإعلام الصحراوية أمس، إدانتها لقيام ملك المغرب بزيارة الأراضي المحتلة من الصحراء الغربية باعتبارها خطوة تصعيدية خطيرة و بما سبقها ورافقها ويرافقها من حصار وقمع وتهديدات واعتقالات واستفزازات وتنكيل مادي ونفسي في حق المواطنين الصحراويين العزل.وذكّر البيان بالوضعية القانونية للصحراء الغربية، المصنفة ضمن البلدان والشعوب المستعمرة التي يجب أن تتمتع بحقها في تقرير المصير والاستقلال، مطالبا الأممالمتحدة بتحمل مسؤولياتها والإسراع باتخاذ الإجراءات وممارسة الضغوط اللازمة تجاه المملكة المغربية من أجل استكمال تصفية الاستعمار من الصحراء الغربية وتمكين الشعب الصحراوي من حقه في تقرير المصير والاستقلال. و جاء في البيان لقد «بادر ملك المغرب في خطاب يصادف الذكرى الأربعين للاحتلال المغربي اللاشرعي للصحراء الغربية 6 نوفمبر 2015 إلى الإمعان في التعنت والهروب إلى الأمام وإطلاق التهديدات والاتهامات في كل الاتجاهات». «وقد عكست نبرة خطاب ملك المغرب خيبة أمل واضحة تذكر بحالة الاستعماريين المنهزمين جراء امتناع المجتمع الدولي عن القبول بواقع الاحتلال ورفض الشعب الصحراوي الركوع والتنازل عن حقوقه المشروعة»، تضيف الحكومة الصحراوية. و أشار نفس المصدر إلى أنه إضافة إلى وعود التنمية والرخاء الفارغة الكثيرة والمألوفة فإن «ملك المغرب استعمل لغة مبتذلة ومتهكمة في سياق وصفه لجهود المجتمع الدولي مظهرا استهتاره واستخفافه بها واعتبارها مجرد مخططات لا قيمة لها تعد داخل المكاتب المكيفة».وبلغ ملك المغرب من التعنت، يضيف بيان وزارة الاعلام الصحراوية، «درجة الإصرار على تحديد سقف لحل النزاع في سياق فرض واقع الاحتلال بدل الالتزام بمقتضيات الشرعية الدولية التي تقوم على مبادئ تصفية الاستعمار وتقرير المصير والاستقلال».من جهة أخرى، تجمّع العشرات من مناضلي حقوق الانسان أمام مقر سفارة المغرب بواشنطن أول أمس لمطالبة الرباط بالكف عن عرقلة تنظيم استفتاء تقرير المصير في الصحراء الغربية.ونظم التجمع بنداء من المؤسسة الأمريكية من أجل الصحراء الغربية و استجاب له العديد من مسؤولي منظمات حقوق الانسان.وحاول منظمو التجمع تبليغ طلب للعاهل المغربي بالكف عن عرقلة تنظيم استفتاء في الصحراء الغربية غير أن السفارة أغلقت أبوابها أول أمس.واعتبرت رئيسة المنظمة الأمريكية من أجل الصحراء الغربية سوزان شولت أن مآسي الشعب الصحراوي هي «النتيجة المباشرة لعرقلة ملك المغرب تنظيم استفتاء لتقرير المصير في الصحراء الغربية».و شددت قائلة «نحن نطالب إما بتنظيم استفتاء تقرير المصير أو بكف المغرب عن احتلاله غير الشرعي للصحراء الغربية».من جهته أكد مايكل بيير من المنظمة الدولية نون فيولان «لا للعنف» و من أكبر مدافعي حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير أن هيئته اغتنمت يوم 6 نوفمبر الذي يميز احتفال المغرب بذكرى مسيرته الخضراء المزعومة من «أجل إسماع صوتنا». كما حضر التجمع الأمين المساعد الرئيسي السابق بمكتب الديمقراطية و حقوق الانسان و العمل التابع لكتابة الدولة الأمريكية و الذي أعرب عن استيائه لكون الصحراء الغربية لاتزال آخر مستعمرة في إفريقيا محتلة من طرف المغرب.و اعتبر المسؤول السياسي الأمريكي الذي عمل تحت رئاسة بيل كليتنون أن الحل الوحيد هو انسحاب المغرب من الصحراء الغربية».وتكاثرت مبادرات دعم القضية الصحراوية في الأيام الاخيرة للتنديد ب 40 سنة من احتلال غير شرعي للصحراء الغربية من طرف المغرب.و قد وقعت أربع منظمات حقوقية و من بينها هيومان رايت واش و امنيستي انترناشيونل بيانا مشتركا نددت فيه بالتوقيف التعسفي ضد 21 صحراويا زعم تورطهم في أحداث (إكديم إزيك) سنة 2010 و أكدت أنه تم انتزاع الاعتراف من المشتبه بهم تحت التعذيب. وقبل ذلك كان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قد دعا جبهة البوليساريو و المغرب إلى الدخول في مفاوضات مباشرة في الأشهر القادمة بما يفضي إلى تقرير مصير الشعب الصحراوي، و أعتبر ذلك بمثابة ضربة جديدة للدبلوماسية المغربية التي تصر على طروحاتها التوسعية.