شيوخ الزوايا يعلنون تصديهم للتيارات الدينية المنحرفة أكد شيوخ الزوايا أمس عزمهم على التصدي للتطرف الديني والانحراف المذهبي في الجزائر، وإحباط كل المخططات الهدامة التي تصدرها " المخابر الأجنبية ضمن أجنداتها الرامية لنشر الإرهاب وتفكيك المجتمعات››، ودعوا إلى ضرورة تكاثف جهود كل فواعل المرجعية الدينية الوطنية من أجل "إعادة اللحمة للمجتمع الجزائري وإبعاد كل عوامل الفرقة والخلاف بين الجزائريين››، فيما شدّدوا على ضرورة تقوية الجبهة الداخلية في البلاد. وفي هذا الصدد أكد شيخ زاوية الهامل ببوسعادة، محمد الحسيني القاسمي، خلال تدخله في منتدى يومية الحوار، بالعاصمة، أن الزوايا الجزائرية التي ظلت " أشد حرصا و حفاظا على المرجعية الدينية والعلمية الجزائرية، ستبقى صمام أمان من أجل الحفاظ على وحدة وتماسك الأمة الجزائرية، وقال بأنها وضعت في طليعة أهدافها " التصدي لكل من يحاول هدم قيم المجتمع الجزائري››، وكذا" العمل على وضع حد للغلو في الدين و تيار التطرف وكشف الفكر المنحرف والتحذير منه ومن أخطاره التي تهدف إلى تمزيق أوطان وأوصال هذه الأمة باجثتات قيمها››، وذلك – كما قال - بالعمل الدائم على إنتاج خطاب معرفي يسعى إلى ترشيد العقول وتهذيب النفوس، فضلا عن الدعوة إلى اللحمة، والتضامن بين أفراد المجتمع. وحذر المتحدث من أن المخابر الغربية لا تتوقف عن إعداد المخططات الهدامة وتصديرها إلى الأمة الإسلامية من خلال تهيئة بعض المسلمين لكي ينفذون هذه المخططات بالوكالة، مبرزا بأن عمل الزوايا " يتجه دائما إلى درء كل مسعى نحو الفتنة ودرء كل خطر يتهدد التماسك في مجتمعنا وإثارة الحس والوعي لدى السكان بالخطر الذي يتهدد تماسكهم ووحدتهم››. من جهته أكد رئيس المنظمة الوطنية للزوايا عبد القادر باسين، بأن الزوايا التي شاركت في إطفاء نار الفتنة خلال سنوات المأساة الوطنية إلى جانب مشاركتها في إنجاح ميثاق السلم والمصالحة الوطنية، ستعمل باستمرار للمحافظة على وحدة واستقرار الوطن، منوها إلى أن للزوايا رجالا وعلماء يمثلون الإسلام الحقيقي و الوسطي الذي يدعو إلى محاربة العنف والتطرف ويجسدون ثقافة الحوار مع الذات ومع المجتمع . وفي سياق مماثل أكد الشيخ جلول حجيمي الأمين العام للتنسيقية الوطنية للأئمة، على أن الزوايا هي قلعة من قلاع الإسلام، نظرا لإسهامها في تنوير فكر الأمة، مشيرا في الوقت ذاته إلى دورها الريادي في حفاظها على روابط المجتمع الجزائري، وكذا تأثيرها الإيجابي على تربية النشء والعمل على الحفاظ على المرجعية الدينية. أما وزير الشؤون الدينية والأوقاف الأسبق عبد الله غلام الله بصفته أحد رجالات الزوايا في الجزائر، فثمن الأعمال التي تقوم بها الزوايا التي وقال أنها ‘'عماد الأمة، والمعلم الأول في تكريس وحدة الأمة والسمو بالقيم المثلى للمجتمع''. وفيما طلب الشيخ علي عية في مداخلته، بتخصيص مكان لشيوخ الزوايا داخل مبنى وزارته حتى يكون عملهم مباشرة معه، دون واسطة أخرى، رافع وزير الشؤون الدينية والأوقاف محمد عيسى في كلمة ألقاها نيابة عنه مراد معيزة الإطار بالوزارة، أن قطاعه يسهر من أجل الرفع من قيمة الزوايا. كما أبرز الشيخ العلامة محمد الطاهر آيت علجت " دور الزوايا في تمتين وحدة الأمة " مؤكدا أن علماءها يسهرون على لحمة الشعب الجزائري، فيما وتطرق إلى دور هذه المعالم الدينية في ربط أواصر المحبة وبناء جسور التواصل بين الأجيال. من جهة أخرى كشف شيخ زاوية الهامل ببوسعادة، محمد الحسيني القاسمي عن طرح مبادرة، أسماها " ميثاق الأخوة المالكية الإباضية "لأجل إنهاء الأحداث التي وقعت في غرداية "نهائيا " وقال القاسمي بأنه طرح فكرة هذا الميثاق على مختلف الفواعل في غرداية من أعيان وعلماء و أهل العلم وأهل الفضل ومن المعروفين بسمعتهم الطيبة ومكانتهم الاجتماعية والمعروفين أيضا بالمصداقية من الطرفين ( مالكيين وإباضيين) واقترح عليهم التعاون لأجل بلورة هذه المبادرة. وذكر المتحدث بأن مبادرته قد لقيت" كل الترحاب " لدى الطرفين وقال أن هؤلاء يعكفون على صياغة نص هذا الميثاق الرامي لتحقيق تعايش دائم. ونوه شيخ زاوية الهامل إلى أن مبادرته تقترح إنشاء مجلس استشاري يتكون من مالكيين وإباضيين من أهل السمعة وأهل الثقة مهمته دائمة ويشكل الإطار الشرعي الأخلاقي والقانوني على أن يكون هذا المجلس هو الراعي لهذا الميثاق ولبنوده وهو المتابع يوميا لما يجري في المحيط ، وتكون له كامل الصلاحية لمنع أي أيادي خفية من إثارة الفتنة مرة أخرى في المنطقة حتى لا تتكرر تلك الأحداث المؤسفة.