تحتضن ولاية غرداية اليوم وغدا ملتقى حول التعايش ما بين المذهبين الإباضي والمالكي، تحت شعار الحفاظ على مقومات الأمة والتعايش السلمي ونبذ التفرقة والتطرف الديني، وهو يهدف إلى قطع الطريق أمام من يعتبرهم سكان المنطقة بالدخلاء الذين يسعون لإشعال نار الفتنة، ضمن مخطط يستهدف الجزائر. وتشرف الكشافة الإسلامية الجزائرية على تنظيم هذا الملتقى الذي تحتضنه مدينة القرارة، ويشارك في تنشيطه مشايخ وأساتذة معروفون، من بينهم مأمون القاسمي، وهو يتزامن مع إحياء الذكرى 33 لاختتام تفسير القرآن الكريم من قبل الشيخ إبراهيم بن عمر بيوض. ويؤكد أحد المشرفين على تنظيم الملتقى "خالد أوجانة"، في تصريح ل"الشروق"، بأن الجزائر لديها مذهبان وهما المالكي والإباضي في ظل تعايش وتوافق بعيدا عن التصادم، قائلا: "نحن لا نريد التفرقة والتطرف الديني مهما كان شكله"، لذلك تم استدعاء مشايخ لتنشيط محاضرات ترمي لتوحيد الجزائريين، ونبذ الأفكار الدخيلة الهدامة، ومن بين المشاركين الأستاذ مأمون القاسمي الذي ستتمحور مداخلته حول أهمية المذهبين الإباضي والمالكي والتعايش ما بينهما، في حين ينشط الأستاذ نور الدين محمدي، مختص في الدراسات القرآنية، محاضرة عنوانها: "أوجه التطرف الديني والفكري وكيف عالجها القرآن". ويرى ممثل الكشافة بالولاية، خالد أوجانة، وهو من أعيان المنطقة، بأن الجزائر أصبحت مستهدفة من قبل الإرهاب والشيعة، وذلك من قبل أشخاص أصر على أنهم ليسوا جزائريين بل دخلاء، يعتقدون بأن الجزائر ليس لديها مقومات، قائلا: "نرفض استقدام الأفكار من الخارج" وإن المذهبين المالكي والإباضي يقومان على الوسطية والاعتدال، موضحا بأن التعايش والتوافق من بين أهم سمات سكان غرداية التي كانت منطقة بريان التابعة لها مسرحا لبعض المناوشات، والتي تمت تهدئتها بتدخل من الأعيان والعقلاء. ويريد الملتقى تكريس مبدإ "أننا كلنا جزائريون ومسلمون"، غير أن الاجتهادات أدت إلى تباين ما بين المذهبين المالكي والإباضي، دون أن يؤدي ذلك إلى تشتيت وحدة الجزائر، وذلك بفضل جهود انطلقت ما قبل الاستقلال، من طرف جمعية العلماء المسلمين التي ضمت ضمن مؤسسيها إباضيين ومالكيين، من بينهم الشيخ إبراهيم بن عمر بيوض أحد أعلام المذهب الإباضي. ويرفض سكان غرداية التفرقة ما بين الإباضيين والمالكيين وكذا بني ميزاب والعرب، ويتهمون دخلاء عن المنطقة وكذا الجزائر بإذكاء نار الفتنة بمنطقة بريان، بعد أن فشلوا في اللعب على وتر الوطنية يريدون اليوم استغلال العامل الديني، وقد برزت نواياهم، حسب السيد أوجانة، في منطقة بريان، التي لم تشهد من قبل أي صدامات أو مواجهات بين سكانها، لكونهم يعتبرون بأن المذهبين الإباضي والمالكي لا يختلفان عن بعضهما كثيرا متهما قنوات إعلامية أجنبية بالعمل على الترويج لأفكار مغلوطة، بسبب تركيزها على إبراز المشاكل التي تعرفها المنطقة، مع أنها هي نفسها التي تعيشها ولايات أخرى.