تظاهر أمس عشرات الآلاف من الليبيين في العديد من المدن للتعبير عن تضامنهم مع المواطنين المحاصرين في العاصمة طرابلس من طرف القوات الموالية لمعمر القذافي الذي تحصن هناك ورفض التخلي عن الحكم. ونفس الأمر في مدينة الزاوية القريبة من طرابلس حيث خرج الآلاف للتظاهر ضد نظام القذافي أثناء زيارة لصحافيين نظمتها السلطات الليبية، حسبما أفاد به شهود عيان، حيث هتف المتظاهرون الذين تجمعوا في ساحة الشهداء وسط المدينة بشعارات سقوط النظام. وانطلقت المظاهرة عند وصول أكثر من خمسين صحافيا معظمهم من الأجانب لزيارة المدينة بدعوة من السلطات الليبية، وحسب الشهود فإن المتظاهرين يسيطرون على جزء كبير من المدينة التي شهدت الخميس الماضي مواجهات دامية مع قوى الأمن الليبية أوقعت 35 قتيلا على الأقل بحسب الرابطة الليبية لحقوق الإنسان. واتهمت السلطات الليبية حينها من أسمتهم "إرهابيي القاعدة" بذبح ثلاثة جنود في الزاوية إلا أن مصادر أخرى ومواقع انترنت أفادت عن وقوع قتلى وجرحى في المدينة بعدما هاجمتها قوات الأمن الليبية لتفريق معتصمين كانوا يطالبون برحيل القذافي. وقد أكدت مصادر طبية أمس في مدينة بنغازي أن عدد القتلى وصل إلى 256 فيما بلغت حصيلة الجرحى 2000 شخص منذ بدء الاحتجاجات المطالبة بسقوط القذافي، وذلك في وقت عاد الهدوء للمدينة التي سيطر عليها المحتجون وفتحت الكثير من المحلات التجارية أبوابها للمواطنين، فيما تشهد مستشفيات المدينة نقصا في الأدوية والأطباء والجراحين . وذلك في وقت تتزايد الضغوطات الدولية يوما بعد يوم على العقيد معمر القذافي لعزله ونزع الشرعية عن نظامه وتعليق عضوية ليبيا في مختلف المنظمات الدولية بسبب قمعه العنيف للاحتجاجات الشعبية فيما تواصل عديد من الدول إجلاء رعاياها من هذا البلد. وأمام تدهور الوضع بسبب استمرار الاحتجاجات المطالبة برحيل القذافي أعلنت عديد من الدول تعليق وجودها الدبلوماسي هناك، وهو حال كندا التي قامت أول أمس بإجلاء جميع موظفي سفارتها في ليبيا ونقلت طائرة عسكرية كندية السفير الكندي وخمسة مسؤولين قنصليين بالإضافة إلى ثمانية عشر كنديا آخر خارج ليبيا، كما تم إجلاء أيضا مواطنين بريطانيين ومسؤولين من البعثة الأسترالية في ليبيا، وتم إجلاء ما مجموعه ستة وأربعون شخصا، ومن لندن أعلنت الخارجية البريطانية عن تعليق نشاط سفارتها في طرابلس بعد إجلاء معظم موظفيها بسبب تدهور الوضع في ليبيا، وقد تم إجلاء 150 مدنيا على متن طائرتي نقل بريطانيتين حسب الحكومة، ومن جهتها أعلنت الصين أنها واصلت أمس إجلاء رعاياها العاملين بليبيا والذي بلغ عددهم حسب وزارة الخارجية الصينية قرابة 16 ألف صينى.