إطلاق النار على متظاهرين في طرابلس بعد خروجهم من المساجد مرتزقة يطلقون النار من سيارات الإسعاف أكد شهود عيان أمس أن قوات الأمن الليبية أطلقت النار على متظاهرين في عدد من أحياء طرابلس لدى خروجهم من صلاة الجمعة، وأكد هؤلاء الشهود أن إطلاق النار كان يتم بشكل عشوائي على المتظاهرين الذين كانوا بدون أسلحة. وأن هناك عشرات القتلى والجرحى في العديد من شوارع العاصمة الليبية وخاصة في حي سوق الجمعة، ونفس الأمر في أحياء أخرى من الضاحية الشرقيةلطرابلس مثل بن عاشور وفشلوم حيث أكد الشهود لوكالة الأنباء الفرنسية ووكالة "رويترز" أن قوات الأمن الليبية التي تمركزت حول المساجد لمنع المحتجين من التظاهر بعد انتهاء الصلاة قامت بإطلاق نار كثيف على كل من هم في الشارع، وقال بعض السكان هناك أن مئات المتظاهرين بمنطقة جنزور بالعاصمة بدأوا مسيرة احتجاجية بعد صلاة الجمعة وحينذاك فتحت القوات الموالية للقذافي النار عليهم، كما أطلقت الشرطة حسب الشهود النار على مصلين خارجين من جامع جمال عبد الناصر بميدان الجزائر في قلب طرابلس ما أدى إلى سقوط العديد من القتلى والجرحى، وبينما كان المتظاهرون ينتظرون قدوم سيارات الإسعاف لنقل الجرحى وجثث القتلى إلى المستشفيات، فوجئوا بقدوم سيارات إسعاف وبداخلها أعداد من المرتزقة الأفارقة الذين شرعوا مباشرة في إطلاق النار بشكل عشوائي ما دفعهم إلى التحصن بالعمارات السكنية للاحتماء من الرصاص. وشاهد صحافيون في بنغازي التي تعد مهد الحركة الاحتجاجية والواقعة على بعد ألف كلم شرق طرابلس ألف متظاهر متجمعين أمام المحكمة المحلية التي تحولت إلى مقر عام للانتفاضة والاحتجاجات المطالبة برحيل القذافي، وكان البعض منهم يخيمون هناك فيما شوهد بعض الأطفال يلعبون في دبابات تم التخلي عنها، و تحدثت بعض الأنباء عن تواصل المعارك في مصراتة على بعد 150 كلم شرق طرابلس بين معارضي النظام وأنصاره، وفي مدينة الزاوية على بعد 60 كلم غرب طرابلس أعلنت صحيفة قورينا الليبية عن مقتل 23 شخصا وجرح 44 آخرين في هجوم شنته قوى الأمن الليبية في هذه المدينة. ويتمركز أنصار القذافي في طرابلس حيث يعتقد أن كتيبة "خميس" تنشر تسعة آلاف مقاتل مسلح فضلا عن دبابات وطائرات وأسلحة ثقيلة وفق بعض السكان المعارضين للقذافي في البيضاء، وقد شهدت مدينة طبرق شرق العاصمة هي الأخرى احتجاجات وتظاهر مئات الأشخاص ونفس الأمر في مدينة مصراتة ثالث أكبر المدن الليبية التي شهدت اشتباكات عنيفة بين المطالبين برحيل القذافي والمؤيدين لبقائه. وكانت مدينة الزاوية قد شهدت أعنف المواجهات حين شنت قوات موالية لمعمر القذافي هجوما مضادا على المحتجين هناك، وهو ما خلف أعدادا كبيرة من القتلى حسب بعض التقارير الإعلامية التي أكدت مقتل 23 شخصا وجرح 44 آخرين يوم أول أمس الخميس في الهجوم الذي شنته قوى الأمن الليبية على المدينة حسب حصيلة قدمتها صحيفة "قورينا" الليبية على موقعها الالكتروني، التي أكدت أن المصابين لا يستطيعون الوصول إلى المستشفيات نظرا لإطلاق النار الكثيف في كل اتجاه من قبل الكتائب الأمنية و"المرتزقة". وكانت أنباء أكدت سيطرة المعارضة على مصراتة وزوارة في غرب ليبيا فضلا عن سيطرتها على مراكز رئيسية في شرق البلاد منذ أيام بينها مدينة بنغازي ثاني أكبر المدن، حيث أكد بعض السكان في مصراتة التي كان معارضو القذافي قد استولوا عليها يوم الأربعاء الماضي، أن القوات الموالية للقذافي والمرتزقة الأجانب شنوا هجوما مضادا يوم الخميس لكن تم صده وإفشاله . و أكد مصدر أمني أن المواجهات في مدينة بنغازي وحدها أسفرت في حصيلة مؤقتة عن مقتل ما لا يقل عن 390 شخصا وإصابة 1300 آخرين بالرصاص الحي، فيما أكد شرطي في مدينة البيضاء التي تبعد 200 كلم شرق بنغازي أنه تم التحقق من أن "مرتزقة" تابعين للقذافي، كانوا يطلقون النار بشكل عشوائي على المواطنين مشيرا إلى أن كل فرد منهم كان يتقاضى مكافأة مالية بآلاف الدولارات مقابل كل شخص يقتله. وقد صرح فرانسوا زيمراي الذي يعمل سفيرا لحقوق الإنسان ويعتبر أكبر مسؤول في مجال حقوق الإنسان في فرنسا أول أمس الخميس أن هناك أدلة تشير إلى أن القذافي ارتكب جرائم ضد الإنسانية وأن ما يصل إلى ألفي شخص قتلوا في الثورة ضده، وهو ما يبرر حسبه إجراء تحقيق وتدخل العدالة الدولية، وقال في مقابلة مع وكالة "رويترز" أن المحكمة الجنائية الدولية هي السبيل الوحيد لتحقيق العدالة وأن العقوبات الدولية يجب أن تكون "فورية"، وأضاف أن السؤال ليس ما إذا كان القذافي سيسقط وإنما متى وبأي تكلفة إنسانية. وفي محاولة متأخرة للحد من الاحتجاجات ولتدارك الأمور التي خرجت عن سيطرتها، أقدمت الحكومة الليبية أمس على اتخاذ بعض الإجراءات الاقتصادية العاجلة التي تشمل رفع الأجور بنسب تصل إلى 150 بالمائة وتحديد الحد الأدنى للأجور لأول مرة في البلاد ب 450 دينارا إلى جانب تخصيص منح شهرية بقيمة 150 دينارا لكل باحث عن عمل طيلة فترة بطالته، فضلا عن صرف 500 دينار لكل أسرة ليبية لمدة شهرين لمواجهة ارتفاع أسعار المواد الغذائية . من جهة أخرى دفعت الأحداث المتسارعة والعنف المتصاعد في ليبيا بالعديد من الدول إلى المبادرة بإجلاء رعاياها، حيث أوصت الخارجية الأمريكية مواطنيها الموجودين هناك بالمغادرة فورا، وحذرت الأمريكيين من السفر إلى ليبيا، كما وصلت إلى مطار سراييفو أول دفعة من العاملين البوسنيين في ليبيا على متن طائرة بوسنية، وأفادت وسائل إعلام صينية بأن بكين أجلت حتى الآن 12 ألف صيني من رعاياها العاملين في ليبيا، ما يمثل ثلث رعاياها الموجودين هناك، وقد استخدمت الحكومة الصينية طائرات مستأجرة وفرقاطة تابعة للبحرية الصينية لنقلهم، ومن جهتها أعلنت كندا يوم الخميس الماضي أنها تمكنت من إجلاء نحو مائتين من رعاياها في ليبيا، كما أعلن سلاح الجو الإيطالي إجلاء مجموعة من الرعايا الأوروبيين من ليبيا والذين أكدوا لدى وصولهم إلى روما أن الأوضاع الأمنية خطيرة في طرابلس العاصمة، مشيرين إلى أن المليشيات تجوب الشوارع و أنهم شاهدوا بعض الجثث في الطرقات، كما نقلت طائرة عسكرية رومانية مساء الخميس 51 رومانيا من طرابلس، كما تواصل خروج الآلاف من رعايا العديد من الدول العربية مثل تونسوالجزائر ومصر وغيرها.