يبدو أن المصائب لا تسقط فرادى على رأس كريم بن زيمة نجم النادي الملكي المدريدي و"الديكة " الفرنسية ، فبعد إصابته ثم ورود اسمه في قضية محاولة ابتزاز زميله في منتخب فرنسا ماتيو فالبوينا بشريط إباحي وكل ما تلا ذلك من اعتقال و استنطاق ووضع تحت النظر للاعب الذي كان حينها تحت التهديد بالعقوبة في اسبانيا بعد أن ضبطته الشرطة يقود سيارته الفاخرة الجديدة دون رخصة سياقة وأمهلته 5 أيام لإحضار الوثيقة وتفادي عقوبة قد تدخله السجن...هاهو يمضي أياما سوداء منذ مساء السبت الفارط بعد البهدلة الكبيرة له ولرفاقه في "كلاسيكو " العالم وفي " البيرنابيو "أمام الغريم الأزلي برشلونة برباعية كاملة ونظيفة مع درس في الكرة بلغة "التيكي تاكا".. ولم تكن هذه الهزيمة النكراء وحدها مصيبة بن زيمة في أمسية السبت 21 نوفمبر بل تلتها أخرى في فرنسا أين ارتفعت أصوات تطالب بإبعاده من منتخبها ليس لأنه لا يعرف اللعب و لا يعرف الطريق إلى الشباك ولا يستحق تقمص الألوان الثلاثية ..بل لأنه لم يردد النشيد الوطني "لامارسييز " وأكثر من ذلك "أكرمكم الله " بصق أرضا بعد الانتهاء من عزف هذا النشيد قبيل انطلاق "الكلاسيكو " للترحم على ضحايا تفجيرات باريس في الجمعة 13.. وكانت صور النقل المباشر ل" الكلاسيكو " قد بينت على شاشات التلفزيون أن بن زيمة لم يردد كلمات "لامارسييز " التي بتث في ملعب "البيرنابيو " معزوفة بالبيانو فقط بل أنه قام بلقطة تبدو غريبة عندما تبصق أرضا على العشب بمجرد انتهاء المعزوفة وبطريقة توحي أن الأمر كان مقصودا وفيه "رسالة " معينة أراد زفها .. هذه الصور أثارت الكثير في فرنسا ممن استيقظت فجأة حماستهم الوطنية من سباتها العميق وذلك عبر" الفايس بوك و تويتر " ونسج على منوالهم بعض المشاهير وشنوا جميعهم حملة شعواء على اللاعب الذي بات محل استهجان وطالبوا بإبعاده من من منتخب فرنسا لأنه حسب هؤلاء أهان النشيد الوطني و أرواح الضحايا الذين سقطوا في "الباتاكلان " و في سان دوني ؟؟ ومن ضمن الذين هاجموا بن زيمة هناك بيير مينيز المحلل والناقد الرياضي الكبير في قناة "كنال بلوس " المشفرة ونادين مورانو الوزيرة اليمينية التي تولت عدة حقائب ما مابين 2008 و 2012 وهي نائبة الآن في البرلمان الأوروبي وعمدة مدينة "بيزييه " ورئيس منظمة محققون بلا حدود السابق اليميني المتطرف روبير مينارد....وقد كادوا يصفون جميعهم بن زيمة ب "الداعشي "... الحملة على بن زيمة ما كانت ربما لتكون لو لم تكن أصوله جزائرية ...رغم ان اللاعب قد يخرج عن صمته و يفند أن يكون قد قصد ما رآه الناس وفهمه بعضهم في فرنسا و في خارجها في واقعة "الكلاسيكو"..وقد يتحول الآن إلى اللاعب "الجزائري " في منظور المتحاملين عليه اليوم بما يذكر بما كان حاصلا من قبل حين نعت مثلا خالد قلقال بالإرهابي الجزائري رغم أنه فرنسي الجنسية حتى مصرعه على يد قوات "الجي جي أن " في ضواحي غرونوبل. بن زيمة لم يرد بعد و أطبق في صمته دون أن يغرد في "تويتر " أو يوضح في تصريح حول ما يقال بشأنه ربما لإدراكه المسبق ان المثل القائل "العربي عربي ولو كان الكولونيل بن داود " مازال يعمر في فرنسا التي حمل ألوانها ودافع عنها دون أن يشفع له ذلك نيل الرضا الكامل عنه مثله مثل لاعبين آخرين من ضمنهم سمير ناصري الذي أقسم على عدم حمل ألوان "الديكة " حتى لو كان المدرب والده.