سكان الأحياء القديمة بالقالة يطالبون بالتدخل قبل انهيار مساكنهم ناشد أمس سكان أحياء واجهة البحر بالمدينة القديمة بالقالة بولاية الطارف، والي الطارف التعجيل بترحيلهم قبل وقوع الكارثة و انهيار المساكن القديمة التي يقطنونها على رؤوسهم، مشيرين إنهم عاشوا كابوسا وحالة من الرعب والذعر خلال الأمطار الأخيرة، التي تسببت في تصدع بيوتهم وتسجيل إنهيارات جزئية، خاصة على مستوى الأسقف والجدران والسلالم الخشبية، جراء قوة السيول التي تسربت إلى بيوتهم ما تسبب في إتلاف أغراضهم، الأمر الذي جعلهم حسبهم يفرون إلى الخارج والبقاء في العراء خوفا من انهيار سكناتهم الهشة التي يعود بناء البعض منها إلى القرن ال 17 فوق رؤوسهم. و قالت بلدية القالة أنها واجهت مشكلة إعادة احتلال بعض الأشخاص لبنايات قديمة هشة تم ترحيل سكانها السابقين، بينما ذكر ديوان الترقية و التسيير العقاري أن البرنامج الخاص بترميم المدينة القديمة بالشراكة مع الإيطاليين يتضمن ترحيل نسبة 80 بالمئة من السكان. و تحدثت بعض العائلات في اتصال مع النصر عن الظروف السكنية المزرية و الكارثية التي تقبع فيها داخل البنايات القديمة بأحياء واجهة البحر، التي تفتقر لأدنى شروط الحياة الكريمة في غياب الربط بشبكات المياه والتطهير و تسربات مياه الصرف، التي تجمعت و صارت بركا متعفنة بات تهدد حياتهم بالأوبئة، ناهيك عن حالة البنايات التي آلت إلى الانهيار، بعد أن تم تصنيفها من قبل الخبرة التقنية التي قامت بها وكالة المراقبة التقنية للبناء "سي- تي - سي" في الخانة الحمراء ما يستوجب ترحيلهم قبل وقوع الكارثة. وقال السكان أن الأحياء القديمة لواجهة البحر بمدينة القالة الساحلية، كانت قد خصصت لها وزارة السكن بعد معاينة المواقع، عملية واسعة لإعادة ترميم كل البناءات القديمة وعددها 350 بناية مع الحفاظ على النمط المعماري للمدينة القديمة التي تعد بمثابة معالم سياحية و تاريخية تعود لسنة 1780م. وقد انتهت الدراسة التقنية التي أوكلت لمكتب إيطالي الذي تكفل بالدراسة والإنجاز، وتم عرض نتائج هذه الدراسة خلال جمعية عامة بمقر الولاية بحضور ممثلي المجمتع المدني مؤخرا، أين كانت الأشغال مبرمجة الشروع فيها قبل نهاية السنة الجارية. و قال السكان أنهم فوجئوا بقرار الوزارة الوصية تجميد العملية بسبب سياسة التقشف، وهو الخبر الذي نزل عليهم كالصاعقة حسب قولهم، و طالب سكان الأحياء القديمة الوالي التدخل لدى السلطات المركزية لإقناعها بأهمية تجسيد المشروع حفاظا على أرواحهم من أي مكروه، وإعطاء المدينة السياحية الوجه العمراني اللائق بها. و قد أفادت مصادر مسؤولة ببلدية القالة، بأنه سيتم التكفل بترحيل جل سكان الأحياء الهشة بالمدينة القديمة لواجهة البحر نحو سكنات جديدة في إطار السكن الاجتماعي وبرنامج القضاء على السكن الهش في انتظار ترحيل العائلات الأخرى المتبقية عن قريب. وكشفت البلدية أن البنايات القديمة المهددة بالانهيار والتي تم إخلاءها من قاطنيها بعد ترحيلهم نحو سكنات جديدة، سرعان ما تم احتلالها من طرف مواطنين آخرين وأقارب المرحلين و وأشخاص غرباء عن المنطقة بطريقة غير قانونية، رغم ما تشكله هذه البنايات من خطورة على حياة السكان. مضيفة أن إجراءات اتخذت لمعالجة هذا الملف، في انتظار انطلاق أشغال إعادة ترميم أحياء واجهة البحر بالمدينة القديمة. في حين أكد فيه ديوان الترقية والتسيير العقاري عن التكفل بترحيل أزيد من 80 بالمائة من سكان الأحياء القديمة، وقد تم الانتهاء من تحضير الملف الخاص بتهيئة البنايات القديمة التي رصد لها مبلغ يفوق 80مليار سنتيم غير أن العملية تعطلت.