الكاتب كمال قرور يهدي "حضرة الجنرال" للجمهور مجانا اختتمت مساء أول أمس بالمجمع الثقافي لمدينة العلمة، فعاليات الطبعة الأولى لمهرجان «عين تافتيكا» للأدب والإبداع، والذي جاء تحت شعار «الكلمة في بناء الذات»، من تنظيم جمعية عين تافتيكا الثقافية، وشهد حضور الكثير من الأسماء الأدبية والثقافية المحلية الفاعلة، أمثال: محمد العيد بهلولي، كمال قرور، ناصر معماش، جميلة عظيمي، مايسة بوطيش، ساعد حجاب... وقد احتضنت قاعة النشاطات بالمجمع الثقافي فعاليات ثقافية متنوعة، من قراءات شعرية، إلى مداخلات ومحاضرات أدبية، تخللتها فواصل فنية متنوعة: معزوفات موسيقية، مونولوجات وعروض فنية لمواهب مدينة العلمة. كما تم في اليوم الأول وعلى هامش المهرجان، إقامة حفل بيع بالتوقيع، لكتب وإصدارات الشاعرة جميلة عظيمة، والكاتبة مايسة بوطيش، والكاتب ساعد حجاب. في حين وعلى عكس «حفلات توقيع الكتب» السائدة في الجزائر، حيث يتحول الكاتب إلى موقع وبائع في نفس الوقت، كسر الروائي كمال قرور القاعدة، وجعل من حفل التوقيع الذي بُرمج لروايته الجديدة «حضرة الجنرال»، حفلا مغايرا لم يسبق أن شهدته حفلات توقيع الكتب في الجزائر، إذ أحضر نسخا معتبرة من روايته الجديدة، وأهداها للحضور مجانا، تركها على الطاولة التي كانت مخصصة للتوقيع، وطلب من الحضور الذين لهم رغبة في القراءة أن يتقدموا ويأخذوا نسختهم من الرواية. قائلا بكثير من مرحه المعتاد ومزحه المشاكس: «الرواية أمامكم، ومن يرغب في قراءتها يتفضل ويأخذ نسخته. لكن لن أوقع لكم عليها، إلا بعد أن تقرأوها، فمن قرأ الرواية وأعجبته، سأوقع له، ومن لم تعجبه سأقوم بتعويضه». النشاطات، انتقلت من مدينة العلمة، إلى مدينة حمام السخنة، حيث حل عليهم الكُتاب والشعراء ضيوفا، يحملون القصائد والكلمات، والموسيقى والفن بمختلف ألوانه، وفي قاعة المركز الثقافي للمدينة، نشطوا أمسية أدبية وشعرية، ومحاضرات في الفكر والأدب، وبعض العروض الفنية والمسرحية. المهرجان في طبعته الأولى، وكما جاء في تصريح رئيس جمعية عين تافتيكا، الأستاذ الأشرف بوقارش، يعتبر فرصة لإحياء روح المدينة الثقافية، التي غرقت في سبات طويل، ولم تستفق منه منذ سنوات، وهي مناسبة كما قال، لعودة المدينة إلى الواجهة الثقافية، لأن العلمة، ليست فقط مدينة للتجارة أو لرجال المال والأعمال، إنما هي مدينة للفن والإبداع ولأهل الأدب والثقافة. الأشرف وجه عتابا لأدباء العلمة، قائلا بكثير من الحرقة: «لماذا انسحبتم من المشهد الثقافي، لماذا التزمتم الصمت، وتركتم كل هذه المساحات من الفراغ للجهلة والحمقى، ليعيثوا فيها فسادا وتفاهات، أنتم أهل الفكر والثقافة، يجب ألا تتركوا مكانكم شاغرا ليلعب فيه الذين يتاجرون باسم الثقافة، وما أكثرهم، وهم أبعد ما يكونون عن الثقافة وقيمها وعوالمها». من جهته رئيس المهرجان الكاتب محمد العيد بهلولي، قال بأن الطبعة الأولى، فاتحة للحراك الثقافي الذي تسعى جمعية «عين تافتيكا» لتفعيله والتأسيس له وخلق تقاليد ترتكز عليها لتواصل مسيرة الفن والإبداع، ولتواصل مسيرتها التي أنشئت خصيصا من أجلها، وهي خدمة الثقافة في مدينة العلمة، ومحاولة الإضاءة حول كل الكفاءات الأدبية والفنية التي تزخر بها المدينة، والتي هُمشت، أو انسحبت، أو التي يئست والتزمت الصمت، والجمعية تسعى بكل السبل لإعادة الاعتبار لكل هؤلاء وفتح الأفاق الممكنة أمامهم.