اتسم الصالون الدولي للكتاب بالجزائر في طبعته ال18 بنكهة ثقافية و أدبية كبيرة ، لمسها الزوار منذ أول يوم وهو ما عزز من نجاحه و تألقه ، حيث استطاع في أيام معدودة أن يلفت انتباه الكتاب و الناشرين من كل البلدان العربية والغربية ، ويسجل إقبالا منقطع النظير من لدن القراء المهتمين بعالم الإبداع الأدبي بمختلف أجناسه ، وكذا الباحثين عن خير جليس في الأنام وأحسن سمير في الليالي , ، حيث أصبح هذا الأخير منبرا للحوار بين المفكرين و الكتاب ، وفضاء واسعا للاطلاع على عناوين جديدة ونتاجات حديثة من كل الثقافات ، الأمر الذي حفظ ماء وجه المشهد الإبداعي الجزائري ، وعكس التنوع الثقافي و الفكري للبلاد .. من جهتهم وجد الناشرون ملاذهم في استقطاب الزبائن و تحقيق صفقة تجارية مربحة مع القائمين على صناعة الكتاب ، مع الترويج لمنتوجاتهم ،وعرضها بموضوعية أمام القارئ الجزائري المتعطش لتصفح كل ما هو جديد في مجال صناعة الكتب واقتناء وسائل المعرفة . أدباء جزائريون في الموعد ... لا يمكن الإنكار أن معرض الكتاب أرضية خصبة للتبادل الثقافي والفكري بين الجمهور والكتاب وكذا الناشرين ، لا سيما من خلال فضاء البيع بالإهداء ، حيث تشهد الأجنحة يوميا حضورا مكثفا للعديد من الأقلام الأدبية الجزائرية ، التي كانت حاضرة بقوة لتوقيع مشاركتها المميزة على غرار الروائي الجزائري واسيني الأعرج الذي جاء خصيصا لتوقيع روايته الأخيرة "مملكة الفراشة " بجناح " دار الآداب " ، مثله مثل الكاتب و الروائي المبدع " بشير مفتي "، الذي وقع روايته الأخيرة " سيرة طائر الليل " بجناح منشورات الاختلاف دون أن ننسى الروائي الجزائري " محمد جعفر " بروايته " العبور على متن الحلم " ، والكاتبة " ديهية لويز " بروايتها "سأقذف نفسي أمامك" ، إضافة إلى فراشة الأدب الجزائري " ربيعة جلطي " التي وقعت روايتها " عرش معشق " بنفس الجناح ، و الروائي الفائز بجائزة الطيب صالح العالمية للإبداع الكتابي إسماعيل يبرير برواية "وصية المعتوه كتاب الموتى ضد الأحياء" ، و " حليمة مالكي " برواية " وداعا أيتها العيون الوردية بجناح المؤسسة الوطنية للفنون المطبعية...الخ . أما فيما يخص باقي دور النشر الجزائرية فإن دار العين للنشر تشارك بأكثر من 500 إصدار منها 100 إصدار جديد لعام 2013 ، نذكر منها كتاب " ثورة ما بعد 30 " للدكتور " سمير أمين ، كتاب " جديث النسور " لمحمد زكي عكاشة ، رواية " لا سكاكين في مطابخ هذه المدينة " للكاتب خالد خليفة ، رواية " ثقوب زرقاء " للخير شوار ، رواية " الموت في وهران " للحبيب السائح ...الخ ، في حين تنظم دار البرزخ في جناحها بيعا بالتوقيع مع محمد ساري " القلاع المتآكلة " ، عز الدين جلاوجي "مسرديات بين حب بين الصخور " بجناح دار المعرفة ، الدكتور " حاج صديق أحمد الزيواني " بروايته الأولى " مملكة الزيوان " بجناح منششورات فيسيرا ، الروائي " فارس كبيش " بروايته " جيلوسيد " بجناح منششورات فيسيرا ، الشاعر" الأزهر عجيري الفيروزي " بدواوينه الشعرية " دموع النخلة العاشقة " ، ديوان المعدمين" و " فلسفة شعيب " ... هذا إضافة إلى توقيعات أخرى لأدباء جزائريين آخرين منهم " محمد بوذينة " الذي يشارك بروايتيه " ليلة طش وليلة رش" ، و" لك أعلنت الولاء " ، و الكاتبة " أمينة سيدهم" المشاركة بمؤلفين هما " العزيزة " ، " لاديشيغوغ دي تروا فيلات " ، حبيب صيام ب " فرط الإحساس في شعر الأوراس" ، بودومي كمال ب" الجزائر 50 سنة من الاستقلال " ، فريدة بوقنة بديوانها الشعري " قطوف فريدة " ، إضافة إلى بشير خلف بروايتيه " مؤنسات ثقافية " ، و" وقفات فكرية حوار مع الذات " ....الخ . ندوات ومحاضرات ... وكعادته يعرف الصالون سلسلة من اللقاءات الأدبية و الفكرية مع الكتّاب و الروائيين ،تهدف بالدرجة الأولى لتبادل الأفكار وتنقيحها ، كما تقام على هامشه العديد من الندوات الثقافية والأدبية وحلقات الحوار والنقاش والمحاضرات وغيرها من الفعاليات الثقافية التي يشارك فيها أبرز الأدباء والكتاب والمبدعين في جل المجالات المعرفية والعلمية ، ومن أهم الندوات نذكر الملتقى الدولي " إفريقيا عبر الفنون والآداب "، الذي يسلط الضوء على الفنون الثقافية للقارة السمراء ، و أهم المقاربات الفكرية و الأدبية بها ، الملتقى يشارك به البروفيسور " مونديي " من جامعة دوك بالولايات المتحدةالأمريكية، وهو فيلسوف وكاتب وشاعر وناقد أدبي ولد في جمهورية الكونغو الديمقراطية، سليمان حاشي ، فرانسواز فرجاس ، أمينة بقاط وبن عودة لبداعي . أما فيما يخص المحاضرات فإن الصالون يسطر تنظيم 30 محاضرة علمية ، وعدد من اللقاءات الأدبية ينشطها كتاب جزائريون ، عرب و أجانب بالتعاون مع مراكز البحوث العلمية و الأدبية ، مع العلم أن الطبعة الثامنة عشر للصالون الدولي تعرف مشاركة أكثر من 900 عارض يمثلون 44 دولة عربية و أجنبية ، حيث ستمثل الجزائر 260 دار نشر ..وكما هو متوقعا فقد برمجت محافظة الصالون سلسلة من التكريمات تمس كل من الكاتبة " يمينة مشاكرة " ، و الروائي الجزائري الكبير مولود فرعون .