طالب رؤساء مؤسسات التعليم الابتدائي البلديات بوقف تحويل اليد العاملة العاجزة وغير المؤهلة والعمال الذين يعانون من مختلف الإعاقات الذهنية والحركية، و حتى ذوي السوابق العدلية للعمل في المدارس الابتدائية في إطار برامج تشغيل الشباب والشبكة الاجتماعية، دون أن تكون لمديري المدارس السلطة الفعلية عليهم، الأمر الذي جعل المدارس الابتدائية تعيش حالة الضياع والإهمال وغياب الحراسة بها ليلا وكذا تعرض الكثير منها للسرقة. وهو ما انعكس سلبا على الفعل البيداغوجي، بل أن رؤساء بعض البلديات حولوا هذه المؤسسات التربوية لقاعات حفلات من خلال التراخيص التي منحوها لإقامة الأعراس فيها، ناهيك عن تحويلهم لوجهة الإعانات المالية المقدمة من المجلس الشعبي الولائي لفائدة المدارس وتلامذتها لتستعمل في وجهات أخرى دون أن يحاسبهم في ذلك أحد.مديرو الكثير من الابتدائيات فشلوا كما قالوا في لقاء الأميار لطرح انشغالات ومشاكل مؤسساتهم عليهم، علما وأن كثير من البلديات لا تقدم الدعم المالي اللازم لتحسين نوعية وجبات المطاعم المدرسية ولا حتى مواد النظافة الضرورية للمجمعات الصحية للمدارس. مديرو الابتدائيات الذين جمعهم نهار أمس السبت بدار الثقافة مبارك الميلي لقاء مباشر بوالي ميلة وأعضاء الهيئة التنفيذية، اشتكوا من المظهر السيئ للمدارس الابتدائية وافتقار العديد منها للمرافق الضرورية المسهلة للفعل التربوي وكذا للتهيئة الداخلية (الفناء ) والخارجية (المسالك المؤدية لها) بل أن الكثير من المؤسسات تفتقر للتسمية فيما يعرف جانب التسيير المالي لها صعوبات جمة فلا الإعانات المالية المقدمة من البلديات، معروفة على وجه الدقة ولا المديرون يتصرفون فيها وفق أولوياتهم بل بلغ الأمر كما قالت إحدى السيدات أن نزل مستوى التعامل ليصبح مع مسؤولي الحظيرة البلدية فيما أرغم زملاء لها بمدراس بلديات أخرى على حمل قارورات غاز البوتان على أكتافهم لفائدة المطاعم المدرسية. من الانشغالات المطروحة أن بعض الابتدائيات لا زالت تفتقر لبعض عناوين الكتاب المدرسي و التي استفادت من حصص الكتب الموجهة للمطالعة موضعا يليق بحفظ هذه الهبة واستغلالها وهو ما جعلها مكدسة في العلب التي استقدمت فيها.ولم يغفل المتدخلون الإشارة إلى حق التلميذ في الخرجات الميدانية للتعرف على المحيط الخارجي ورحلات النزهة التي تعطي نفسا للتلاميذ دون إغفال مشاكلهم مع السكنات الالزامية التي عادة ما تبقى مشغولة من قبل المتقاعدين أو غرباء عن المؤسسة التربوية. وكان مدير التربية قد قدم عرضا مفصلا عن واقع ابتدائيات الولاية جاء فيه أن عدد المدارس الابتدائية هو 444 مدرسة منها 148 في الوسط الحضري 80 أخرى في الوسط الشبه حضري و 216 مدرسة في الوسط الريفي فيها 136 مدرسة غير مربوطة بشبكة التطهير وتعتمد على الحفر الصحية و 80 مدرسة أخرى تتمون بماء الشرب عن طريق الصهاريج كما أن 60 مدرسة ليس بها مطعم مدرسي أما عدد المدارس المغلقة حاليا فهو 38 مدرسة منها أربعة أنجزت ولم تفتح، و برر ذلك بسبب النزوح السكاني الذي حصل في المناطق التي تتواجد بها هذه المؤسسات. من القرارات التي اتخذها الوالي في عين المكان عقب استماعه لمجمل التدخلات هو تشكيل خلية معاينة ومتابعة وتشخيص برئاسة مدير الإدارة المحلية بالولاية لواقع كل الابتدائيات وكذلك منع انتقال تلاميذ المدارس نحو وحدات الكشف والمتابعة بل العكس حيث يلزم الطاقم الطبي بالتنقل نحو المدارس لإجراء الكشوفات الطبية.وقصد الحفاظ على تجهيز المدارس الابتدائية وصيانته والرفع من مدة استغلاله فتقرر تشكيل فرق من متربصي قطاع التكوين المهني للقيام بأشغال الإصلاح والتطبيب و التلحيم على أن تتكفل البلديات بتوفير المواد الأولية، أما العتاد الجديد فينبغي أن تتوفر فيه معايير المتانة و الجودة حتى لا يكون عرضة للتلف مباشرة بعد دخوله الخدمة وكذلك أمر الوالي بالإسراع في ربط المدارس الابتدائية بشبكتي الهاتف والانترنيت وتوفير أجهزة الإعلام الآلي لضرورة الخدمة والدراسة و مستلزماتها و ليس للترفيه.