عطاف يستقبل المبعوث الخاص للرئيس الصومالي    وزارة الداخلية: انطلاق التسجيلات الخاصة بالاستفادة من الإعانة المالية التضامنية لشهر رمضان    توقرت: 15 عارضا في معرض التمور بتماسين    الجامعة العربية: الفيتو الأمريكي بمثابة ضوء أخضر للكيان الصهيوني للاستمرار في عدوانه على قطاع غزة    صناعة غذائية: التكنولوجيا في خدمة الأمن الغذائي وصحة الإنسان    غزة: 66 شهيدا و100 جريح في قصف الاحتلال مربعا سكنيا ببيت لاهيا شمال القطاع    كرة القدم/ سيدات: نسعى للحفاظ على نفس الديناميكية من اجل التحضير جيدا لكان 2025    عميد جامع الجزائر يستقبل رئيس جامعة شمال القوقاز الروسية    منظمة "اليونسكو" تحذر من المساس بالمواقع المشمولة بالحماية المعززة في لبنان    فلسطين: غزة أصبحت "مقبرة" للأطفال    حملات مُكثّفة للحد من انتشار السكّري    يد بيد لبناء مستقبل أفضل لإفريقيا    التزام عميق للجزائر بالمواثيق الدولية للتكفّل بحقوق الطفل    الرئيس تبون يمنح حصة اضافية من دفاتر الحج للمسجلين في قرعة 2025    الجزائر متمسّكة بالدفاع عن القضايا العادلة والحقوق المشروعة للشعوب    بحث المسائل المرتبطة بالعلاقات بين البلدين    حج 2025 : رئيس الجمهورية يقرر تخصيص حصة إضافية ب2000 دفتر حج للأشخاص المسنين    تكوين المحامين المتربصين في الدفع بعدم الدستورية    الشريعة تحتضن سباق الأبطال    قمة مثيرة في قسنطينة و"الوفاق" يتحدى "أقبو"    بين تعويض شايل وتأكيد حجار    الجزائرية للطرق السيّارة تعلن عن أشغال صيانة    ارتفاع عروض العمل ب40% في 2024    90 رخصة جديدة لحفر الآبار    خارطة طريق لتحسين الحضري بالخروب    المجلس الوطني لحقوق الإنسان يثمن الالتزام العميق للجزائر بالمواثيق الدولية التي تكفل حقوق الطفل    40 مليارا لتجسيد 30 مشروعا بابن باديس    طبعة ثالثة للأيام السينمائية للفيلم القصير الأحد المقبل    3233 مؤسسة وفرت 30 ألف منصب شغل جديد    الجزائر تشارك في اجتماع دعم الشعب الصحراوي بالبرتغال    مجلس الأمن يخفق في التصويت على مشروع قرار وقف إطلاق النار ..الجزائر ستواصل في المطالبة بوقف فوري للحرب على غزة    الوكالة الوطنية للأمن الصحي ومنظمة الصحة العالمية : التوقيع على مخطط عمل مشترك    فنانون يستذكرون الراحلة وردة هذا الأحد    دعوة إلى تجديد دور النشر لسبل ترويج كُتّابها    رياضة (منشطات/ ملتقى دولي): الجزائر تطابق تشريعاتها مع اللوائح والقوانين الدولية    اكتشاف الجزائر العاصمة في فصل الشتاء, وجهة لا يمكن تفويتها    الملتقى الوطني" أدب المقاومة في الجزائر " : إبراز أهمية أدب المقاومة في مواجهة الاستعمار وأثره في إثراء الثقافة الوطنية    خلال المهرجان الثقافي الدولي للفن المعاصر : لقاء "فن المقاومة الفلسطينية" بمشاركة فنانين فلسطينيين مرموقين    الأسبوع الاوروبي للهيدروجين ببروكسل: سوناطراك تبحث فرص الشراكة الجزائرية-الألمانية    سعيدة..انطلاق تهيئة وإعادة تأهيل العيادة المتعددة الخدمات بسيدي أحمد    رئيس الجمهورية يشرف على مراسم أداء المديرة التنفيذية الجديدة للأمانة القارية للآلية الإفريقية اليمين    الأسبوع العالمي للمقاولاتية بغرداية : دور الجامعة في تطوير التنمية الإقتصادية    فايد يرافع من أجل معطيات دقيقة وشفافة    القضية الفلسطينية هي القضية الأم في العالم العربي والإسلامي    عرقاب يستعرض المحاور الاستراتيجية للقطاع    حقائب وزارية إضافية.. وكفاءات جديدة    أمن دائرة بابار توقيف 03 أشخاص تورطوا في سرقة    ارتفاع عدد الضايا إلى 43.972 شهيدا    تفكيك شبكة إجرامية تنشط عبر عدد من الولايات    هتافات باسم القذافي!    ماندي الأكثر مشاركة    الجزائر ثانيةً في أولمبياد الرياضيات    سيفي غريب يستلم مهامه كوزير للصناعة    هكذا ناظر الشافعي أهل العلم في طفولته    الاسْتِخارة.. سُنَّة نبَوية    الأمل في الله.. إيمان وحياة    المخدرات وراء ضياع الدين والأعمار والجرائم    نوفمبر زلزال ضرب فرنسا..!؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



صفقات مشبوهة ووجبات رديئة
نشر في أخبار اليوم يوم 04 - 03 - 2013

مطاعمنا المدرسية بين "مجاعة" التلاميذ و"ثراء" المسيرين
صفقات مشبوهة ووجبات رديئة
يشكل الاطعام المدرسي خدمة جليلة تحرص الدولة على توفير ها للتلاميذ بهدف توفير الجو المناسب للتحصيل العلمي و لذلك ترصد سنويا الملايير و في نيتها تقديم وجبة صحية كاملة يستعين بها التلميذ أثناء دراسته ، غير أن أطرافا وضعت لتسيير هذه المطاعم تسعى بكل قوة لضرب هذه الجهود في الصميم من خلال الاختلاسات و التلاعب بالأغلفة المالية المرصودة و النتيجة التلميذ ينال وجبات رديئة لا تسمن و لا تغني من جوع ما يجعل صحتهم على كف عفريت و كل ذلك في غياب الرقابة .
اعداد: ز.ط/س.ب/المراسلون
أخبار اليوم حققت في هذا الموضوع من خلال تجولها في العديد من المدار س عبر بعض الولايات و رصدت واقع التغذية المدرسية عن قرب
نموذج عن وجبة التلاميذ في مدارس العاصمة
قطعة جبن ب 5 دينار و خبز قديم و برتقال محشو بالنمل !
أكدت لنا بعض المصادر الموثوقة أن حالة التسيب تعرفها الجهة الشرقية بالعاصمة بشكل كبير، وهو ما أكده أيضا تقرير المجلس الشعبي الولائي للعاصمة خلال 2011 أين قام بحصر الوضعية التي تعرفها المطاعم المدرسية ووصفها بالسوداء، خاصة على مستوى الجهة الشرقية لولاية الجزائر، بحيث ذكر التقرير بان بعض المطاعم بهذه الجهة كانت في الأصل أقسام ومآرب حولت إلى مطاعم ففي الأولى خطر كبير بالنظر إلى إمكانية انفجار الغاز وابتلاعه لكافة تلاميذ المؤسسة بالنظر إلى خطورة موقعه بين الأقسام، وفي الحالة الثانية التي ذكرها التقرير الأسود التي أعدته لجنة تابعة للمجلس الولائي للعاصمة، فان هذه المطاعم التي كانت من قبل عبارة عن مآرب يوصف بالخطر الكبير على سلامة التلاميذ...
أما في الجهة الغربية فالأمر كان اقل حدة، إلا من خلال ضيق المطاعم وعدم قدرتها على استيعاب العدد الكبير للتلاميذ خاصة في الفترة الأخيرة، أين شهدت عمليات ترحيل وتضاعف عدد السكان خاصة منطقة بئر توتة وبراقي.
كشف لنا السيد بن زينة علي وهو رئيس جمعية اتحاد أولياء التلاميذ لشرق العاصمة، عن تفاصيل مرعبة لواقع تتخبط فيه المطاعم المدرسية، حتى انه وصف قضية المطاعم المدرسية في الجزائر بالقنبلة، قنبلة موقوتة بيد مافيا قطاع التربية.
فهؤلاء المافيا المتكونون في العادة من الإدارة المسيرة للمطعم وبعض المتواطئين من مديريات التربية، حولوا المطعم المدرسي في الجزائر إلى لعبتهم الخاص، أو على الأصح إلى ملكيتهم الخاصة فالنهب والسرقة هي الطابع اليومي.
بغض النظر عن عدد التلاميذ المستفيدين من المطاعم المدرسية، أو التلاعب في قوائمهم، أو عن من يستفيد من المطاعم المدرسية في الجزائر، هل هم المسيرون وأهلهم وأصحابهم وأبناؤهم..
فالأهم الذي نطرحه في هذه النقطة هو ماذا يأكل التلاميذ في هذه المطاعم وهل فعلا باتت صحته في خطر، بعد أن أعمى الطمع بعض المسيرين المتخفين وراء البدلات الرسمية والألقاب المزيفة.
والخبز ما هو إلا مثال رمزي عن باقي المواد الغذائية التي تعرف نفس المصير، فالأقل ثمنا والأسوأ نوعية هو الموجه إلى بطون التلاميذ، و الفواتير تزور في ظل غياب الرقابة .
والدليل على هذا التسيب أن هناك ممولين خاصين يتعاملون مع هؤلاء المسيرين يختارونهم بعناية، وتجدهم يمولون أكثر من مطعم في جهة واحدة، فهذا الرزق كبير ولا يمكن أن يترك فعلى الجميع تقاسم الوليمة الكبرى..
الواقعة التي دفعتنا إلى فتح هذا الملف، هي ما وقع بمدرسة ابتدائية بالكاليتوس، أين تفاجأ ممثلو أولياء التلاميذ بالمنطقة خلال الأسبوع الماضي، بالتلاميذ خارجين من المطعم المدرسي حاملين معهم، برتقالة عندما قاموا بتقشيرها وجدوها مملوءة بالنمل.
وحسب ممثل الأولياء التلاميذ فإنهم محرمون من مراقبة الوضع في هذه المطاعم، بحيث يصبح موضوع المطاعم المدرسية محاطا بعدة الغاز غير قابلة للحل، فالاقتراب منها محفوف بالمخاطر، فكلما فتحوا موضوع لمطعم مدرسي مع المسؤولين في مديرية التربية، تغلق كل الأبواب.
وخلال تساقط الأمطار الطوفانية في الفترة الأخيرة على العاصمة وعلى باقي مناطق الوطن، ومع موجة الصقيع التي اجتاحت اغلب المناطق، عاش التلميذ الجزائري اصب الظروف خاصة في المناطق النائية التي تناستها عين المسؤولين، فغياب التدفئة وتسرب المياه لم يكن فقط وراء معاناة التلاميذ، فالوجبات الغذائية المقدمة من طرف المطاعم المدرسية كانت تفتقر بشكل كبير إلى الحريرات التي يحتاجها التلميذ في مثل هذا الوقت من السنة، بل إننا وقفنا على تلاميذ في منطقة بوروبة بالعاصمة خارجين من المدرسة في وقت الصقيع وبأيديهم وجبات باردة قدمت في أكياس بلاستيكية بداخلها حبة جبن يقدر ثمنها ب5 دينار وحبة حلوى لا تتجاوز 10 دنانير فكيف يعقل هذا وكيف تتغافل وزارة التربية عن هذا الواقع ؟؟
58 بالمائة فقط من المدارس مزودة بالإطعام في البليدة
لا يزال ملف الإطعام المدرسي يصنع الحدث مع كل موسم دراسي عبر جل ولايات الوطن أين و بالرغم من الأموال المخصصة من طرف الدولة لتجهيز المطاعم المدرسية عبر كامل المؤسسات التعليمية يبقى مشكل الوجبات البادرة قائما .و هو ما لمسناه عبر معظم مدارس ولاية البليدة التي من جهة تعرف تأخر في انجاز مشاريع المطاعم المدرسية بحيث لم تتجاوز نسبة التغطية 58 بالمائة رغم استلام 07 مطاعم مدرسية الدخول المدرسي الفارط و برمجة 04 مطاعم أخرى عبر مختلف البلديات هذه المشاريع المنتظرة التي ستعزز حظيرة المطاعم المدرسية بالولاية و المقدر عددها ب 178 مطعما موزعا عبر مختلف المؤسسات التربوية . حيث يستفيد من خدمة الإطعام المدرسي زهاء 61 ألف تلميذ إلا أن اغلبها تقدم وجبات باردة و هو الحال بمدرسة بني تامو الجديدة حيث اقتربنا من بعض أولياء التلاميذ الذين ابدوا تذمرهم من عدم فتح مطعم المدرسة هذا الأخير الذي جهز مؤخرا بعتاد جديد إلا انه غير مستغل و لا يزال التلاميذ يستفيدون من وجبات باردة في فصل البرد والأمطار، هذا بالرغم من انه السنة الدراسية الماضية كان التلاميذ يستفيدون من وجبات ساخنة إلا انه و من غير سبب مبرر قامت الإدارة بغلق المطعم . هذا و من جهة أخرى تعرف تلاميذ ابتدائية الإخوة بوشاربي بحي ادريوش ببلدية بوعرفة نفس المشكل أين يستفيد التلاميذ من وجبات باردة تنحصر عموما في قطعة خبز و الجبن بعد أن كان المطعم العام الفارط يقدم وجبات ساخنة و عن سبب غلق المطعم هذه السنة قال بعض أولياء التلاميذ انه كان بسبب تلوث المياه المستعملة في الطبخ من خزان المدرسة الذي لم يعالج من قبل السلطات المعنية و هو ما استدعى عدم استعمال هذه المياه الملوثة لا للطبخ و لا للشرب من قبل التلاميذ في ظل غياب السلطات المحلية عن هذا المشكل الذي يهدد صحة التلميذ بالدرجة الأولى .
و من جهة أخرى يعرف تلاميذ آخرين موزعين عبر بلديات الولاية غيابا شبه كليا للمطاعم المدرسية و هو الحال بكل من بلدية الشبلي و مفتاح و بعض المدارس بغرب الولاية كالعفرون و موزاية و وادي جر أين يجبر تلاميذ هذه المناطق قضاء ساعات اليوم وبطونهم خاوية و هو ما يؤثر سلبا على تحصيلهم الدراسي أو يلجئون إلى تناول وجبات غير صحية من المطاعم القريبة من مدارسهم و التي في غالب الأحيان يتعرضون بسببها إلى وعكات صحية بسبب عدم النظافة .
تسممات في أوساط التلاميذ و إضرابات من اجل رداءة الوجبات بتيزي وزو
يشكو تلاميذ متوسطة "احمد شافعي" التابعة لبلدية ماكودة من الجهة الشمالية لولاية تيزي وزو، من رداءة الوجبات الغذائية التي يتم تقديمها لهم على مستوى مطعم هذه المؤسسة، وقال التلاميذ إنها ليست صحية والأخطر من ذلك نقص النظافة على مستوى هذه المؤسسة التي تشكو نقص المياه الصالحة للشرب على مدار السنة، وأحيانا تنقطع بشكل مستمر لعدة أسابيع، وكان والياء التلاميذ قد منعوا أبناءهم من الالتحاق بالمدرسة مع بداية الدخول المدرسي الجاري، بعدما وزعت وجبة الغذاء معها"سلطة" ملوثة كما أصيب عدد من التلاميذ بحالات تسمم غذائي ظهرت عليهم أعراضها مباشرة بعد تناولهم للوجبة، وكان المطعم حينها يعتمد على برميل واحد للمياه يستعمل في الطبخ والتنظيف وغيرها من الأمور التي تتطلب مياها كثيرة،وقد عادت أزمة الماء الشروب لتطرح مرة أخرى بهذه المؤسسة المهددة بالتلوث.
ومن جهتهم يشكو التلاميذ المتمدرسون في ثانوية البنات بمدينة عين الحمام، من رداءة الوجبات الغذائية المقدمة لهم في الفترة الأخيرة، في المطعم المدرسي والتي تثير غضبهم وقد سبق لهم ودخلوا في إضراب مفتوح الموسم الماضي للضغط على إدارة الثانوية من اجل تحسينها وتم الأمر حينها ن لكن الرداءة عادت هذا الموسم، حيث يشكو التلاميذ غياب مادة اللحم من الأطباق التي تقدم لهم أحيانا لطيلة أسبوع كامل، وقال هؤلاء بان السلطات تقدم الأغلفة المالية الكافية لتوفير وجبات غذائية صحية كاملة للتلاميذ إلا أنهم لم يجدوا تطبيقها في ارض الواقع.
ومن جهتها إدارة الثانوية ووفقا لما نقلته مصادر عليمة، فهي تقوم بما يستلزم لتحضير وجبات صحية للتلاميذ وتبعا للميزانية الموجهة لذلك، ومطالب التلاميذ مبالغ فيها.
مدراء يستعملون مركباتهم لاقتناء مستلزمات الوجبات في بجاية
دأبت وزارة التربية الوطنية في السنوات الأخيرة على الاهتمام بالمطاعم المدرسية ، لا سيما تلك الواقعة في المناطق الريفية والنائية على مستوى القطر الوطني ، وهو ما ساهم في التكفل الأحسن بالتلاميذ ، والذي انعكس إيجابا على المسيرة الدراسية ، ولعل النتائج المسجلة في مختلف الامتحانات الرسمية دليل ملموس ، يؤكد التوجه السليم الذي تخطوه الدولة لبناء طفل سليم بدنيا وعقليا ، لكن تبقى المجهودات المضنية غير كافية لمعالجة جميع المشاكل التي يصادفها القائمون على التغذية المدرسية ، وأيضا معاناة التلاميذ المتواصلة والتي لها علاقة مباشرة أو غير مباشرة بجانب تسيير المطاعم ،حيث أن الوجبات الغذائية المقدمة في عاصمة الولاية ومناطق حضرية أخرى أحسن بكثير من المناطق الريفية والنائية ، والأسباب متعددة ..، والمعلومات المستقاة من مصادر رسمية تؤكد أن وجبة غذائية واحدة في إبتدائيات عاصمة ولاية بجاية تفوق 60 دينار وذلك بفضل المساعدات المختلفة التي تتلقاها هذه المؤسسات سواء من قبل المجالس الشعبية البلدية أو من المجلس الشعبي الولائي ، في الوقت الذي حددت الوزارة الوصية قيمة الوجبة الواحدة ب 40 دينار في حين أن المؤسسات التعليمية في المناطق الريفية والنائية لا تتعدى الوجبة الواحدة ما قيمته 35دينار إلى 40 دينار على أكثر تقدير، كما أنم النوعية تختلف من منطقة إلى أخرى ، حسب دعم البلدية من جهة وأيضا حسب العمال المعنيين بتحضير هذه الوجبات ، كما أن التموين يختلف باختلاف الممونين أنفسهم ، وأيضا الإقليم المتواجد فيها هذه المؤسسات فكلما كان موقع المدرسة بعيدا عن المنطقة الحضرية كلما زادت معاناة التلاميذ وزاد معها ثقل المسؤولية التي تبقى على عاتق المدير ،أحيانا يكون مجبرا على استعمال وسيلة النقل الخاصة به مثل سيارته الشخصية ، بغية اقتناء المواد الضرورية المستعملة في تحضير الوجبات الغذائية .
أما الحديث عن النظافة ذلك موضوع آخر ، يحتاج إلى العناية والاهتمام من قبل الجهة الوصية ، فالمجهودات المبذولة لحد الساعة في حاجة ماسة إلى إعادة النظر في هذا الملف ، بداية من تجديد وترميم المراحيض ودورات المياه وتوفير المياه الصالحة للشرب على مدار 24 ساعة ،
وتجدر الإشارة إلى أن مصالح النظافة والصحة على مستوى البلديات ، تتولى مراقبة موصفات ومعايير مياه الحنفيات والخزانات ، وهذا لتفادي الأخطار التي قد تصيب التلاميذ ، وتنشط بفعالية هذه المصالح بشكل ملموس في المناطق الحضرية وعاصمة الولاية .
56 بالمائة من المدارس بدون مطاعم في بومرداس
يشتكي العديد من تلاميذ ولاية بومرداس خاصة منهم المتمدرسين في الأرياف و القرى من انعدام الوجبات المدرسية لدى البعض ما يجعلهم يتكبدون عناء المتاعب والمخاطر الصحية التي قد تشكلها الأكلات التي يتناولونها من بعض المحلات، والتي غالبا ما تنعدم فيها الشروط الصحية والنظافة الملائمة ، ولأن معظم التلاميذ يقطنون على مسافات متباعدة لا يقدرون على التنقل والعودة إلى مقاعد الدراسة في الوقت المحدد، يجبرهم على البقاء بالقرب من مؤسساتهم ويلجئون إلى تناول بعض اللمجات التي تباع لهم بطرق مختلفة حسب موقع المحلات وظروف تواجدها، مما كان لهذه الوضعية تأثيرات سلبية تواجه التلاميذ وتقف أمامهم.
من جهة أخرى يشتكي البعض الأخر من المتمدرسين الذين يستفيدون من المطاعم المدرسية ، من معاناتهم من الوجبات الباردة ، ما أثر على التحصيل العلمي، على العديد من هؤلاء في مشهد تراجيدي كرس مبدأ الازدواجية حتى في الوجبة المدرسية، كما أشار بعض أولياء التلاميذ إلى أن الوجبات المقدمة في بعض المدارس هي باردة وغير كافية خاصة في أيام الشتاء، حيث أكدوا أن اسم المطاعم المدرسية ما هو إلا شعار في ظل رداءة نوعية الوجبات وانعدام شروط النظافة التي يمكن أن تنقل أمراضا خطيرة للتلاميذ.
ما جعلهم يدقون ناقوس الخطر، جراء الوضعية "الكارثية" التي تعرفها بعض المطاعم المدرسية، إضافة إلى نقص اليد العاملة المؤهلة، هذه الأخيرة بررها بعض رؤساء البلديات بضعف ميزانية البلديات وعدم قدرتها على توظيف عمال وطباخين متخصصين، حيث تعتمد المجالس الشعبية البلدية على شباب يتم توظيفهم ضمن آليات التشغيل المختلفة، ومن ثمة فهم يفتقرون إلى التأهيل والكفاءة، اللازمتين لإعداد وتحضير وجبات متكاملة، ليدفع التلاميذ الثمن، وبلغة الأرقام فإننا نجد من بين 370 مؤسسة ابتدائية بولاية بومرداس تحووز163 مؤسسة على مطاعم أي ما يعادل 44.05 بالمائة ، ومن بين 79086 تلميذ متمدرس في الولاية يستفيد 51500 من المطاعم أي ما يعادل 35 بالمائة غير مستفيدين من الإطعام و من 65 بالمائة المستفادة يوجد 45 بالمائة من المطاعم تقدم وجبات باردة رغم تجهيزها.
صفقات التموين بطرق ملتوية في المدية
بلغ تعداد المطاعم المدرسية بولاية المدية 561مطعما،في حين بلغ مجموع المدارس الابتدائية 629مدرسة في الدخول المدرسي2009-2010،وحسب الملف المقدم في الدورة الثانية للمجلس الشعبي الولائي لسنة2009،فإن الجهود التي تبذلها وزارة التربية والجماعات المحلية،في هذا المجال تذهب سدى أمام الصفقات التي تعقد تحت الطاولة .
وحسب من تحدثوا إلى "أخبار اليوم" من القائمين على تسيير المدارس الابتدائية،فإن لوازم الطبخ الضرورية غير متوفرة وفق المقاييس المعمول بها بكل مدارس الولاية،وأن القيمة المحددة للوجبة انتقلت من 30دينار إلى 35دينار،ولكن وبالمقابل أقدمت مديرية التربية على تخفيض يتراوح ما بين 5 و10تلاميذ من المستفيدين سابقا،وبالتالي حرمان أزيد من 3400 تلميذ من الإطعام المدرسي،في حال تنقيص 6تلاميذ كمعدل تقديري من كل مطعم.
إيصال قارورات الغاز عبر الحمير و"البرويطة". ومن بين المشاكل المطروحة معضلة التزود بقارورات غاز البوتان،حيث يضطر المدراء إلى تكليف بعض العمال إحضارها ولو عبرالنقالة"أي البرويطة" حسب ما وقفنا عليه بإحدى المدارس وبمنطقة حضرية،أما بالأرياف فيقوم المكلفون بالمطعم وفي إطار الشبكة أو تشغيل الشباب بإيصالها عبر الحيوانات،أو بسيارة المدير حسبما أكده لنا أحدهم أثناء العاصفة الثلجية بداية السنة الفارطة وهذا بدل إحضارها من طرف البلدية،والتي أضاف أحد المدراء"أنها تحرم التلاميذ من بعض المواد الغذائية في إطار المساعدة لتحسين الوجبات،على غرار مادة الخبز الضرورية والحبوب الجافة وهذا ببعض البلديات،ما يضطرهم إلى تقديم وجبات باردة أثناء سوء الأحوال الجوية وهذا لأكثر من عامين،رغم أنها تكلف أكثر من الساخنة ضاربا مثلا بوجبة تتكون من (تفاحة+حبة ياوورت+ بيضة بقيمة تقدربنحو60دينارا"
للإشارة فان إبرام صفقات تموين المدارس تتم عن طريق "الأميار"وأن رئيس البلدية هو رئيس المجلس الإداري للمطاعم المدرسية،رغم أن الميزانية المخصصة من طرف وزارة التربية الوطنية،وأن المشكل الموصوف من قبل أحد المدراء يكمن في تسليم صفقات تموين المطاعم المدرسية من ،بطرق ملتوية يدخل فيها القريب والصاحب و..و.. ، حيث يتم التلاعب بالأسعار المحددة على مدار السنة المالية كل دخول مدرسي.
3.5مليار من ميزانية الولاية تسيل لعاب السماسرة في البويرة
يسعى اغلب مدراء المدارس الابتدائية الى الحصول على مطعم مدرسي بمجرد فتح المدرسة لأبوابها غير أن هذا ليس حبا في التلميذ ودفاعا عن مصالحه وإنما ضمن نية كسب بقرة تدر أموالا باهضة وامتيازات أخرى تقلل من مصاريف المدير ومعاونيه والمقربون إليهم من المعلمين وصفقات يربطها هذا المدير وممول المطعم بفواتير مضخمة تقابلها وجبات رديئة باردة تعكس مدى التلاعب بالمال العام وضرب مصلحة التلميذ عرض الحائط .من خلال استغلال فلذات أكبادنا لكسب المزيد من الأموال لتضاف بذلك الى امتيازات أخرى يمنحها المنصب على طبق من ذهب .
الوضع الذي تعيشه كعينة يمكن تعميمها على باقي المدارس بالولاية اكبر مدرسة ابتدائية ببلدية قاديرية غرب البويرة التي تضم ما يقارب 15 قسما تعليميا بمعدل 25 تلميذا بالقسم منها 4 أقسام للطور التحضيري تستفيد من وجبات رديئة تعكس واقع ما تعيشه مختلف الابتدائيات بالولاية عبر مختلف مناطقها خاصة بالمناطق البعيدة عن أعين الرقابة على الرغم من عدم وجودها وهو ما استغله القائمون على مؤسسات هذا القطاع في مختلف المجالات دعمهم في ذلك الأغلفة المالية الضخمة ومليارات الدينارات التي تضخها الدولة للقطاع صاحب حصة الأسد سنويا بهدف تحسين التكفل بتلاميذ المدارس
لا تزال العديد من المطاعم المدرسية عبر العديد من مناطق الولاية مغلقة منذ عدة سنوات على الرغم من حاجة التلاميذ لها وتأكيد مصالح التربية توفير الإطعام عبر جميع مدارس الولاية سواء بالمناطق النائية او الواقعة بالمدن تحسينا لظروف التمدرس أين تتباهى مديرية التربية بداية كل موسم دراسي بارتفاع نسبة التغطية بالإطعام المدرسي المعمم مما يطرح التساؤل حول هل يخفى الوضع السائد على الجهات المسؤولة والى متى
تلجا العديد من المدارس الابتدائية بالبويرة الى سياسة توزيع وجبات باردة تسكت أصوات الأولياء خاصة عبر المناطق النائية وتداري انتهاكات وهدر للمال العام لقضاء المصالح بحجة غياب مقر وتجهيزات المطعم أو نقص العمال والذين عادة ما يكونون عمال نظافة يستقدمون من البلديات التي تغض الطرف على واقع المطاعم المدرسية لتبقى الضحية الأولى والأخيرة تلاميذ المدارس قدموا من مختلف القرى و المداشر المجاورة يجبرهم الوضع على أكل قطعة خبز ،بيضة وقطعة جبن يجلس على الأرض لأكلها تعكس صورة للمعاناة خاصة خلال فصل الشتاء وأيام التساقط وهو ما تشهده مدرسة مزيان قروت بايغيل اوشكريد ببلدية اغبالو شرق البويرة التي ناشد أولياء التلاميذ بها تدخل الجهات المسؤولة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.