ميهوبي ينفي إلغاء مشاريع بسبب تهاوي أسعار النفط كشف أمس، وزير الثقافة عزالدين ميهوبي عن شروع دائرته الوزارية في إعداد خارطة وطنية لجرد التراث المادي واللامادي الذي تزخر به الجزائر في إطار تثمينه والحفاظ عليه، مؤكدا خلال زيارته لمعالم أثرية وتاريخية بولاية باتنة، بأن الأزمة الاقتصادية التي تمر بها الجزائر على خلفية تهاوي أسعار النفط، لن تمنع دعم مشاريع حماية التراث باعتباره مرجعية الجزائريين. و أشار ميهوبي لدى وقوفه بموقع المعلم الأثري التاريخي للضريح الملكي النوميدي إمدغاسن، إلى اهتمام البريطانيين بزيارة المعالم الأثرية والتاريخية للجزائر لاكتشافها، وقال بأن لقاء كان جمعه مؤخرا مع سفير المملكة البريطانية كشف خلاله السفير عن تصوير ربورتاج لمدينة تيمقاد الأثرية حتى يعرض على قناة البي بي سي شهر مارس المقبل، وفي ذات السياق كشف الوزير عن توقع مجيء حوالي 2000 سائح بريطاني من المهتمين باكتشاف المعالم التاريخية والأثرية بالجزائر بعد اللقاء الذي جمعه بسفير المملكة البريطانية المتحدة. وأوضح عزالدين ميهوبي، بأن الخارطة التي هي بصدد الإعداد من طرف وزارة الثقافة، تهدف لحماية التراث الكبير والمتنوع للجزائر باعتبارها متحفا مفتوحا، مؤكدا بأن الوزارة تعطي أولوية قصوى للحفاظ على المعالم الأثرية على غرار الضريح الملكي النوميدي، وقال بأن الخارطة ستعطي تصورا بعد عملية المسح لما تكتسبه الجزائر ومن ثم العمل على تصنيف ما تزخر به الجزائر ضمن التراث العالمي بالتنسيق مع وزارة الخارجية. ودعا ميهوبي بعد وقوفه على الحفريات التي تجري بالموقع الأثري لضريح إمدغاسن، الباحثين الجزائريين في مجال الآثار إلى الاستعانة بالخبرات الأجنبية في مجال تطوير البحث، وفي آن واحد دعاهم إلى إشراك خريجي الجامعات لتطوير قدراتهم حتى يتم الاستغناء تدريجيا عن مراكز البحث الخارجية، مؤكدا بأن البحث في التاريخ الجزائري يبقى شأنا جزائريا على حد قوله. وأكد ميهوبي استمرار دعم وزارة الثقافة لمشاريع حماية التراث بالجزائر وسعيها لاسترجاع التاريخ المنسي والمسكوت عنه، و قال بأن الاهتمام بتاريخ الجزائر يجب أن يكون عبر جميع مراحله على اختلاف كل مرحلة بحلوها ومرها، محذرا من قراءة تاريخ الأمة من خلال تجزئته. وكان الوزير قد تطرق لتاريخ الجزائر عبر مختلف العصور، مؤكدا بأن موقع الجزائر الجغرافي ضمن منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط أهلها لتلعب دورا عبر العصور التاريخية ابتداء من العصر النوميدي بعد أن كانت رقما مهما في الحروب بين قرطاج وروما مشيرا أيضا لبعدها العربي الإسلامي وكذا الإفريقي. وزير الثقافة وفي رده على انشغال لرئيس بلدية بومية، التي تضم عبر إقليمها الضريح الملكي النوميدي حول انعدام مرافق إيواء السياح والزوار، بضرورة دعوة المستثمرين لإنجاز مرافق الإيواء. على صعيد آخر، أقرّ وزير الثقافة بتراجع السينما بالجزائر منذ 25 سنة، وأكد في الوقت نفسه، بأن الوزارة تعمل على إعادة بعث الإشعاع السينمائي باعتبار أن الجزائر بلد قدم الكثير للسينما، مضيفا في سياق متصل، بأن الوزارة تعمل على استرجاع القاعات المغلقة لإعادة بعثها.