قوات القذافي تقصف الزاوية وتتقدم نحو راس لانوف النفطية تحت غطاء طائرات حربية أكد شهود عيان أمس الاثنين لوكالة "رويترز"، أن قوات مسلحة مؤيدة للقذافي تتقدم صوب راس لانوف في شاحنات تساندها طائرات حربية. وعلى بعد 20 كيلومترا من البلدة النفطية، شوهدت قوات القذافي في شاحنات كبيرة ومركبات تابعة للجيش، ومقاتلين يتحركون ببطء في اتجاهها، وذلك في وقت اعترف فيه التلفزيون الليبي الرسمي بطريقة غير مباشرة بعدم السيطرة على مدينة مصراته التي غصت ساحاتها بالقتلى والجرحى حيث أكد مصدر طبي هناك سقوط 21 قتيلاً و91 جريحاً بينهم طفل عمره سنتين ومعظمهم من المدنيين في مواجهات وقصف تعرضت له المدينة أول أمس الأحد، ولا تزال مدينة راس لانوف بيد المحتجين حسب جولة ميدانية قام بها مبعوث قناة "العربية"، فيما تبقى بن جواد المدينة المتصارع عليها في قبضة قوات القذافي التي خاضت لاستعادتها أشرس المعارك التي خلفت حسب مصادر طبية 7 قتلى وحوالي 50 جريحا تم نقلهم من جبهة القتال هناك إلى مستشفى راس لانوف الصغير للحصول على العلاج والرعاية الطبية، حيث يحاول الفريق الطبي التكيف مع وضع المصابين وتقديم المساعدة لهم رغم الإمكانات الطبية البسيطة، حيث أن معظم الإصابات المسجلة سببها القصف المدفعي الذي تشنه قوات القذافي.وبالعودة لراس لانوف شوهدت أمس طائرات حربية وهي تشن غارتين جويتين إحداهما على المشارف الشرقية للمدينة عند إحدى نقاط التفتيش، حيث ذكر شهود عيان لرويترز أن طائرة حربية أطلقت صاروخين دون أن يتسبب ذلك في سقوط قتلى مشيرين إلى أن قوات القذافي تتقدم شرقا في اتجاه المرفأ النفطي للمدينة. وكانت السيطرة على راس لانوف قد مثلت انتصارا كبيرا للمحتجين يوم الجمعة الماضي إلا أن تقدمهم صوب بلدة سرت مسقط رأس القذافي على الطريق المؤدي إلى طرابلس توقف عند بن جواد، حيث تقهقر المحتجون اثر تعرضهم لإطلاق نيران كثيفة، واتهم بعض المحتجين قوات القذافي باستخدام سكان بن جواد كدروع بشرية في القتال. وقد أجلي صحفيون من فندق راس لانوف الرئيسي قبيل الفجر بعد أن حذرهم العاملون هناك وأكدوا أن ليس بإمكانهم ضمان سلامتهم وقال أحد المحتجين لرويترز على الطريق السريع أنهم أبعدوا وأخفوا أسلحتهم بعد أن تلقوا أنباء عن تعرضهم للقصف وأكدوا أنهم يعيدون الانتشار في الصحراء للإعداد لمحاولة استرجاع بن جواد. من جهتها تعرضت مدينة الزاوية صباح أمس لقصف كثيف من الغرب والشرق وصفه صحفي قناة "الجزيرة بأنه أعنف هجوم تتعرض له المدينة منذ بدء المواجهات فيها، وأضاف أن قوات القذافي قصفت مباني وسط المدينة بجوار ميدان الشهداء، وهدمت جزءا كبيرا من فندق يقع في المنطقة، وكانت الزاوية تعرضت أول أمس لهجوم تمكن المحتجون من صده وحرقوا حسب شهادة ذات الصحفي أربع دبابات لخصومهم واستولوا على اثنتين، كما قتلوا 12 من قوات القذافي بينهم مرتزقة أفارقة وأسروا ثلاثة، فيما قتل اثنان من المحتجين وجرح آخرون. وبسبب استعمال القذافي السلاح الجوي بشكل مكثف لضرب المحتجين، أكد أمس مصطفى غرياني المسؤول الإعلامي للمحتجين في بنغازي أنهم يخشون أن يتصرف القذافي مثل "ذئب جريح" ويهاجم الحقول النفطية في البلاد إذا لم يسعى الغرب لردعه بشن ضربات جوية تكتيكية، مطالبا بضرورة التحرك للحيلولة دون تعطيل الحقول النفطية لفترة طويلة، وذكر شهود عيان لرويترز أن القوات الليبية تتحرك عبر الطريق الساحلي الاستراتيجي شرقي بلدة بن جواد التي استعادتها متجهة إلى راس لانوف الواقعة على بعد نحو 60 كيلومترا والتي يوجد بها مجمع نفطي رئيسي، وشاهد مراسل رويترز قوات القذافي على بعد نحو خمسة كيلومترات شرقي بن جواد مساء أول أمس الأحد مما يشير إلى أنها تتقدم ببطء .من جهة أخرى أكد المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا أن المحتجين يسيطرون على 75 بالمائة من البلاد، حيث أوضح نائب رئيس المجلس الانتقالي عبد الحفيظ غوقة لوكالة أنباء الأناضول التركية أن الهدف الوحيد للانتفاضة هو تحقيق إرادة الشعب الليبي الذي يريد رحيل القذافي فوراً، متعهدا بمواصلة المسيرة حتى تحقيق هذا الهدف، وقال غوقة أن القذافي يسيطر على العاصمة طرابلس فقط بفضل المرتزقة والوحدات الخاصة، مضيفاً أن المحتجين سيقضون على وحداته و"يحررون" طرابلس قريباً.هشام/ع