واشنطن تتفاوض سرا مع القذافي لتسهيل لجوئه نحو صربيا أو أبو ظبي - اشتباكات بين المحتجين ومؤيدي القذافي في طرابلس بعد صلاة الجمعة وقعت أمس مشادات واشتباكات بالأيدي في الساحة الخضراء وسط طرابلس بين عشرات من المحتجين الذين خرجوا للاعتصام في الشوارع بعد صلاة الجمعة تأكيدا لمطلب رحيل القذافي من الحكم فيما أطلق عليه “يوم الحشود” وبين المؤيدين لبقاء القذافي . فيما شهدت مناطق متفرقة من ليبيا تصعيدا عسكريا واشتباكات عنيفة منذ صباح أمس حيث اندلعت معارك بين كتائب القذافي الأمنية والمحتجين في أجدابيا والبريقة شرقا ورأس لانوف في الوسط، ومنطقة الزاوية قرب العاصمة طرابلس، وتحدث سكان تلك المناطق لمصادر صحفية خاصة في الزاوية ورأس لانوف عن وقوع مجازر بسبب استخدام قوات القذافي المدفعية وقذائف مضادة للطائرات وأخرى مضادة للدروع ضد المحتجين ومنعها أيضا فرق الإسعاف من التكفل بالمصابين، فيما تمكن المحتجون من السيطرة على بلدة العقيلة قرب مدينة “البريقة” النفطية في شرق البلاد. من جهة أخرى وفيما يتعلق بوضعية القذافي، أكد موقع “سويس أنفو” نقلا عن معارضين ليبيين أمس أن مفاوضات ماراطونية تجري بعيدا عن أضواء الإعلام بين معمر القذافي وعواصم دولية لترتيب تخليه عن الحكم ومغادرة ليبيا، وأكدت ذات المصادر أن القذافي لن يُقتل أو ينتحر في معقله المُحصَّن بباب العزيزية في طرابلس كما كان متوقعا، وأنه سيرحل ليستقر في المنفى بعد استكمال المفاوضات الجارية بينه وبين واشنطن بالاشتراك مع عواصم دولية أخرى بينها برلين ولندن وباريس، وأوضح المعارضون المجتمعون في الدوحة استعدادا لانهيار النظام الذي سيفتح لهم طريق العودة إلى بلدهم، أن المفاوضات الجارية ترمي لإعطاء الضمانات للقذافي وأفراد من عائلته ومعاونيه المقرّبين للانتقال إلى المنفى في صربيا، التي أبدت حكومتها ترحيبا باستقباله أو إلى أبوظبي، وأكدوا أن الوسيطين اللذين يُديران هذه المفاوضات هما وزير الخارجية الأسبق عبد الرحمان شلقم، الذي تولى منصب مندوب ليبيا الدائم لدى الأممالمتحدة قبل أن ينشقّ عن القذافي، وأيضا أبو زيد عمر دوردة رئيس الاستخبارات الخارجية الليبية. وأكد ذات المصدر أن الأمريكيين تخلوا عن خيار الضربة العسكرية الجوية ضد الزعيم الليبي أمام إصرار غالبية المعارضين الليبيين في الداخل والخارج على رفض ذلك لعدم “تلويث الثورة” بالتدخل الأجنبي . وأفاد معارض آخر، أكّد أنه على إطِّلاع على المفاوضات الجارية حاليا، أن الأمريكيين والغربيين عموما رفضوا أن تشمل الضمانات بالامتناع عن الملاحقة القضائية رئيس المخابرات الليبية عبد الله السنوسي بسبب فظاعة الجرائم المنسوبة إليه، وخاصة ما تعلق بإعدام 1200 من معارضي القذافي في سحن أبو سليم في طرابلس سنة 1996. وفي المقابل يشترط المجلس الوطني الذي شكلته المعارضة في شرق ليبيا تنحي القذافي قبل أي تفاوض بشأن حل الأزمة الحالية، حيث أعلن مصطفى الغرياني، المتحدث باسم المجلس أن المعارضة ترفض بشكل قاطع عرض الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز الذي يقضي بإرسال بعثة سلام دولية إلى ليبيا، وترفض الدخول في مفاوضات لإنهاء الأزمة ما لم يتنح القذافي ويغادر إلى المنفى. وفي سياق التطورات الميدانية، أفادت مصادر اعلامية أن قوات القذافي قصفت مبنى شركة نفطية في البريقة بجوار المطار المدني، وقالت صحيفة “ليبيا اليوم” إن كتيبة سحبان التابعة للقذافي انسحبت من مدينة غريان بالكامل، كما تحدثت الصحيفة عن حملة اعتقالات واسعة للمدنيين في سوق الجمعة، مشيرة إلى إلقاء المحتجين القبض على سيارتين بهما مرتزقة في أطراف مدينة نالوت، الذين أكدوا أن طائرة ليبية مقاتلة قصفت بصاروخين منطقة خارج أسوار القاعدة العسكرية التي تسيطر عليها المقاومة المسلحة في بلدة اجدابيا بشرق البلاد يوم أمس الجمعة لكن الطائرة لم تصبه، وقالت شبكة العربية التلفزيونية في وقت سابق أن القوات المؤيدة للقذافي عاودت أمس قصف بلدة البريقة النفطية بشرق البلاد، وسط أنباء عن حصول عمليات إنزال لقوات من كتائب الأمنية هناك في بداية ما أطلق عليها معركة النفط، وفي هذا السياق أكد المراقبون أن هدف القذافي من ضرب أهداف في البريقة هو محاولة السيطرة عليها واللعب على ورقة النفط من خلال بث المخاوف في السوق الأوروبية التي تعتمد اعتمادا كبيرا على النفط الليبي. من جهتهم قال سكان بلدة الزاوية التي يسيطر عليها المحتجون أنهم في حالة تأهب تحسبا لهجوم وشيك من القوات الحكومية وأنهم يخشون نقصا في الإمدادات الطبية، فيما يشن المحتجون المسيطرون على بلدة الزاوية الواقعة على بعد 50 كيلومترا غرب طرابلس هجمات مضادة على قوات القذافي المحتشدة في المنطقة، و التي انتشرت بأعداد كبيرة حول البلدة على مدى الأيام الثلاثة الماضية مدعمة بمركبات مدرعة تطلق أحيانا نيران رشاشات ثقيلة من مسافة بعيدة حسب شهود من المنطقة أكدوا استيلاء المحتجين على 10 إلى 15 من دبابات الجيش وعدد كبير من بنادق الكلاشنيكوف دون أن يتم التحقق من هذه الأنباء. وكانت قوات القذافي قد شنت في وقت سابق أول أمس، غارة جوية على البريقة التي تضم منشآت نفطية، و أكد المحتجون أنهم تصدوا للهجوم وأسروا مائة من قوات القذافي بعد يوم واحد من استعادتهم السيطرة على المدينة إثر معارك يوم الأربعاء الماضي التي انتهت بهروب قوات القذافي التي سقط منها نحو 15 قتيلا، كما قتل نحو ستة أشخاص وأصيب 18 من أبناء المدينة. وأفادت مصادر صحفية بأنه تم ظهر أول أمس الخميس قصف محيط مدينة البريقة بالقرب من منطقة صناعية توجد فيها الشركة الليبية النرويجية للنفط وشركة سرت لإنتاج وتصنيع النفط والغاز، فيما ذكر شهود عيان أن حشودا لكتائب القذافي في منطقة رأس لانوف غربا تستعد لشن مزيد من الهجمات، في حين قتل خمسة أشخاص واختطف 14 آخرون في مدينة الزنتان على يد كتائب القذافي الأمنية، كما تعرضت مدينة مصراتة التي يسيطر عليها المحتجون هي الأخرى للقصف الذي قلل نجل القذافي سيف الإسلام من خطورته وقال أنه يهدف للتخويف فقط ولدفع المحتجين إلى الرحيل. هشام/ع