الخضر قادرون على تجاوز عقبة المغرب و حظوظهم في التأهل إلى الكان قائمة على بن شيخة فرض رقابة لصيقة على الشماخ لشل " المغاربة" اختيار اللعب بعنابة نقطة تحوّل في مسار نتائج الجزائر في التصفيات أكد المدرب الفرنسي جول أكورسي بأنه لا يزال يشغل منصبه على رأس العارضة الفنية لمنتخب جمهورية إفريقيا الوسطى، و أنه لم يفكر إطلاقا في الإستقالة من منصبه، معتبرا الأخبار التي تم تداولها نهاية الأسبوع الفارط مجرد قراءات مسبقة للوضعية الراهنة. حاوره: صالح فرطاس أكورسي الذي إتصلت به" النصر" هاتفيا صبيحة أمس الأحد لم يتردد في الإجابة على أسئلتنا، و أوضح في سياق حديثه بأن المنتخب الجزائري قادر على تجاوز عقبة نظيره المغربي في المقابلة الهامة و المصيرية التي ستجمعهما بعد ثلاثة أسابيع، كما إعتبر الجولة القادمة من المرحلة التصفوية حاسمة في أمر التأهل عبر الفوج الرابع، لأن كل المنتخبات تبقى تحتفظ بحظوظها في التأهل،و لو أن التقني الفرنسي أبدى الكثير من التفاؤل بخصوص الحلم القاضي بتحقيق نهضة كروية كبيرة في جمهورية إفريقيا الوسطى ، خاصة بعد الدخول الموفق إلى غمار التصفيات، هذا فضلا عن عدم تردده في الكشف عن تخوفه من العودة القوية للمنتخب الجزائري في التصفيات، إلى جانب أمور أخرى نقف عندها بالتفصيل في هذا الحوار. في البداية بودنا أن نستفسر عن مدى صحة الأخبار المتداولة نهاية الأسبوع المنصرم، بخصوص إستقالتكم من تدريب منتخب جمهورية إفريقيا الوسطى ؟ ما عساني أقول في هذا الشأن سوى أنني أحدثكم من بانغي، و تواجدي في جمهورية إفريقيا الوسطى دليل قاطع على أنني لازلت أحتفظ بمنصبي على رأس العارضة الفنية لمنتخب هذا البلد، و كل ما تداولته وكالات الأنباء العالمية لا أساس له من الصحة، لأنني لم أفكر إطلاقا في رمي المنشفة في هذا الظرف بالذات، و كل ما في الأمر أنني عقدت جلسة عمل مع مسؤولي إتحادية كرة القدم و وزارة الشباب و الرياضة، و طلبت منهم تسخير إمكانيات مادية كفيلة بتحفيز اللاعبين، و جعلهم يبذلون قصارى الجهود من أجل تحقيق حلم التأهل إلى" الكان" لأول مرة في التاريخ، و هي الشروط التي جعلت بعض الإعلاميين يعتبرونها تلويحا برمي المنشفة، رغم أنني مرتبط بعقد لمدة ثلاث سنوات مع إتحادية جمهورية إفريقيا الوسطى. نفهم من هذا أنكم بصدد التحضير للقاء القادم أمام منتخب تنزانيا أليس كذلك؟ حقيقة أننا نفكر بجدية في المقابلة القادمة ضد منتخب تنزانيا، لكن تحضيراتنا لهذا الموعد تبقى بعيدة عن طموحاتي الشخصية، و هذا في ظل العجز عن تجميع اللاعبين للقيام بتربصات إعدادية، إذ أن القائمة المضبوطة للمواجهة المقبلة تتشكل من أغلبية العناصر المحترفة، لذا فقد حددنا العاصمة التانزانية دار السلام كمكان للإلتقاء بداية من يوم 21 مارس الجاري، و هناك سنجري تربصا مغلقا قصير المدى يندرج في إطار التحضير المباشر للقاء، رغم أن الإتحادية لم تتمكن إلى حد الآن من إرسال تذاكر السفر للعناصر المحترفة في أوروبا لتمكينها من التنقل مباشرة إلى تانزانيا، من دون القدوم إلى بانغي، و هو إشكال قد يخلط حساباتنا و يحرمنا من بعض الركائز الأساسية. و ما هي طموحاتكم في هذه المقابلة ؟ كل ما يمكن قوله أن إنطلاقتنا الموفقة في التصفيات بتعادل في الرباط و فوز على الجزائر في بانغي جعلت الجميع في جمهورية إفريقيا الوسطى يحلم بتحقيق معجزة التأهل التاريخي إلى نهائيات كأس أمم إفريقيا، رغم أن المهمة ليست سهلة أمام منتخبات متعودة على لعب الأدوار الأولى في هذه النهائيات، و حضورها في" الكان" يبقى مضمونا بصفة شبه منتظمة، لكننا و مع ذلك نطمح للعودة بنتيجة إيجابية من دار السلام، لأن لاعبينا إكتسبوا الثقة بالنفس و الإمكانيات، و منتخب تانزانيا المنهزم في الجولة الماضية في عقر الديار أمام المغرب سيلعب بدوره ورقة الحظ الأخير، مما سيجبره على إنتهاج خطة هجومية، و هي المعطيات الأولية التي سنركز عليها في تحضيراتنا لهذه المواجهة على أمل العودة بنقطة التعادل على الأقل. لكن أنظاركم ستكون مشدودة أيضا إلى ملعب عنابة و نتيجة مباراة بين الجزائر و المغرب ؟ هذه المباراة تكتسي أهمية بالغة في حسابات المجموعة الرابعة، خاصة و أنها تضع المنتخبين المرشحين على الورق وجها لوجه، رغم أن اللقاء ستلعب بمعطيات تختلف كلية عن الحسابات التي كان المتتبعون قد ضبطوها قبيل إنطلاق التصفيات، لأن المنتخب الجزائري مجبر على تحقيق الفوز خاصة و أنه يحوز في رصيده على نقطة واحدة، و أي مكسب غير النقاط الثلاث من شأنه أن يرهن كامل حظوظ منتخبكم في التأهل إلى" الكان"، و لو أنني شخصيا مقتنع بأن الجزائر قادرة على العودة بقوة في التصفيات، لأن منتخبها يتشكل من نخبة من اللاعبين من أصحاب المهارات الفنية الفردية العالية، و التي قد تكفي في أغلب الأحيان لصنع الفارق في أية لحظة، و الوضعية التي يتواجد فيها حاليا تحتم على لاعبيه عدم تفويت الفرصة و إحراز الفوز لتجنب الخروج المبكر من التصفيات. تصرون على ترشيح الخضر للفوز على المغرب رغم أن هزيمتهم في بانغي قبل 5 أشهر ؟ لا يمكننا أخذ المقابلة التي لعبها المنتخب الجزائري في بانغي كمقياس حقيقي لمستوى هذا المنتخب، لأن تلك المواجهة كانت إستثنائية ، و الجميع في إفريقيا الوسطى كان مصرا على ضرورة الإستثمار في الثقة التي إكتسبها لاعبونا في النفس و الإمكانيات بعد التعادل المسجل في المغرب بحثا عن أول فوز في التصفيات، و قد نجحنا في تحقيق المبتغى بفضل الإرادة رغم أن الحقيقة التي لا يمكن لأي كان إنكارها هي أنه لا يوجد أي مناصر كان يحلم و لو مرة واحدة بالفوز على منتخب مونديالي بحجم الجزائر، و أنا شخصيا كنت متخوفا من منتخبكم بحكم معرفتي الجيدة له، و مع ذلك فقد عمدت إلى شحن بطاريات اللاعبين من الناحية المعنوية ، في الوقت الذي سارت في المقابلة وفق الحسابات التي ضبطناها سيما و أن الخطة الحذرة التي إنتهجها بن شيخة ساعدتنا على التحكم كلية في زمام الأمور، لكن المعطيات ستختلف كلية في المقابلة ضد المغرب،و المنتخب الجزائري سيجد نفسه مجبرا على بسط إيقاع لعبه، و محاولة الوصول إلى مرمى المنافس بأية طريقة. بعدما واجهتم المنتخبين الجزائري و المغربي، ما هي برأيكم نقاط قوة و ضعف منتخب" أسود الأطلس" ؟ الحديث عن قوة المنتخب المغربي ينحصر بالأساس في الدور الكبير الذي يلعبه رأس الحربة مروان الشماخ، رغم أن المدرب البلجيكي إيريك غيريتس سيحاول ترك بصمته على آداء التشكيلة في اول مقابلة رسمية له مع هذا المنتخب، لكن على العموم فإن فرض رقابة فردية لصيقة على الشماخ سيشل هجوم" المغاربة" كلية ، مادام منير الحمداوي لا يعمل كثيرا بعيدا عن منطقة العمليات، و هي معطيات كنا قد بنينا عليها خطتنا في المباراة الأولى التي أجريناها بالرباط، حيث كان بإستطاعتنا العودة بفوز مستحق من هناك، كما أن الكرات الثابتة تبقى من نقاط قوة المنتخب المغربي، و لو أنني أعتقد بأن غيريتس سيحاول تجميع أكثر عدد من اللاعبين في حدود الدائرة المركزية مع تعزيز الدفاع، على غرار ما فعله مساعده دومينيك كوبيرلي في دار السلام، لما عاد بإنتصار من تانزانيا. بالموازاة مع ذلك فغنني أعتبر إنعدام التغطية الدفاعية اللازمة على مستوى الظهيرين الأيمن و الأيسر من ابرز نقاط الضعف في طريقة لعب المنتخب المغربي، خاصة و أن" أسود الأطلس" يعمدون إلى بناء مرتداتهم الهجومية بالإعتماد على مساهمة المدافعين، مع ترك مساحات شاسعة في الدفاع، هذا فضلا عن ثقل الثنائي الدفاعي المشكل للمحور. و هل ترون بأن المنتخب الجزائري الذي هزمتموه في بانغي قادر على الإطاحة بأسود الأطلس ؟ كما سبق و أن قلت فإن هزيمة المنتخب الجزائري في إفريقيا الوسطى لا يمكن أن تؤخذ كمعيار للوقوف على المستوى الحقيقي للتشكيلة، و حتى منتخب المغرب لم يظهر الشيء الكثير منذ إنطلاق التصفيات، و الفوز الذي عاد به من دار السلام لم يكن يتماشى و فيزيونومية تلك المقابلة، لأن السيطرة كانت للتانزانيين، غير أن الإفتقار للمسة الأخيرة سمح للمغاربة بإحراز هدف التفوق من حملة هجومية معاكسة، و الجميع يعترف بأننا كنا قادرين على تحقيق الفوز في الرباط، و عليه فإنني مقتنع بأن منتخب الجزائر له من الإمكانيات ما يسمح له بتحقيق الإنتصار، خاصة و أن الوضعية الراهنة لا تسمح بأي تعثر جديد، بصرف النظر عن الدعم الجماهيري الكبير الذي تحظى به التشكيلة، و برمجة المقابلة بعنابة عامل سيكون له إنعكاس إيجابي على آداء اللاعبين. كيف ذلك ؟ لا أخفي عليكم بأنني أعرف ملعب عنابة جيدا، لأنني زرته في مرات سابقة لما عملت على رأس العارضة الفنية لفريق شبيبة بجاية، و الحقيقة أن الإقبال الجماهيري القياسي يساهم في الرفع من المعنويات، و يجعل اللاعبين يحسون فعلا بثقل المسؤولية الملقاة على عاتقهم، و شخصيا أتوقع أن تجري هذه المباراة بحضور أزيد من 70 ألف مناصر،و أنا أتذكر جيدا" سيناريو" لقاء أنغولا في تصفيات مونديال ألمانيا، حيث إكتظت مدرجات ملعب عنابة عن آخرها، حتى الأروقة المخصصة لرجال الأمن في المدرجات المكشوفة، و هو دليل واضح على تعلق الجمهور الجزائري بمنتخبه، و لكم أن تتصوروا رد فعل الجمهور في مقابلة تعد هامة و مصيرية في حسابات التأهل إلى" الكان" كيف ترون حظوظ منتخب إفريقيا الوسطى في تصفيات" الكان" ؟ الرؤية لا تزال غامضة على مستوى المجموعة الرابعة، لأن كل المنتخبات تبقى تحتفظ بحظوظها في إقتطاع تأشيرة التأهل إلى نهائيات كأس أمم إفريقيا، رغم أننا لم نكن مرشحين للتنافس إطلاقا على ورقة التأهل، إلا أننا أخلطنا كل الحسابات، و من حقنا الآن أن نحلم ببلوغ النهائيات القارية، سيما و أننا سنستضيف المغرب الذي يتقاسم معنا الآن صدارة الفوج، كما أن المواجهتين المباشرتين بين الجزائر و المغرب قد يحسمان الأمور و يخرجان أحد المنتخبين نهائيا من دائرة السباق قبل الآوان، رغم أنني شخصيا أعتبر الحديث عن هذه الحسابات سابق لأوانه، كوننا دخلنا التصفيات من أجل الإحتكاك بمنتخبات قوية، و كسب المزيد من الخبرة و التجربة تحضيرا للسنوات القادمة، و حتى إن لم نتأهل فإننا حققنا الأهم، بكسب منتخب مستقبلي أصبحت له مكانة في الخارطة الكروية الإفريقية، و حساباتنا الراهنة مبنية على تعثر المغرب بالجزائر ، حتى و إن أخفقنا في الإنتصار بدار السلام فإن الحظوظ تبقى متساوية. وماذا عن حظوظ الخضر في بلوغ نهائيات العرس الكروي الإفريقي 2012 ؟ مما لا شك فيه أن الوضعية الراهنة المنتخب الجزائري تحتم عليه الفوز بمبارياته الأربع المتبقية لضمان التأهل مباشرة إلى" الكان"، و هي مأمورية لن تكون سهلة، و المعطيات المتوفرة تجبر الجزائر على تصدر المجموعة للتأهل مباشرة مادام رصيد 13 نقطة قد لا يكفي لحجز تذكرة من الإثنين المخصصين لأصحاب المراتب الثانية في المجموعات، كون" الخضر" تعادلوا مع تانزانيا و إنهزموا في إفريقيا الوسطى، و نظام الحسابات يلغي نتائج اللقائين المباشرين مع صاحب مؤخرة الترتيب في كل مجموعة، و إحتلال المنتخب المغربي مؤخرة الترتيب أمر جد مستبعد، مما سيزيد في تعقيد مهمة المنتخب الجزائري في الحسابات في حال إكتفائه بالصف الثاني، رغم أنني أرشحه للعودة من بعيد في هذه التصفيات،و مباراته ضد المغرب ستكون بمثابة المنعرج الحاسم في مشواره. معنى هذا أن تخوفكم الكبير في هذه التصفيات من" الخضر" ؟ الحقيقة أنني من المولعين بكرة القدم الجزائرية بعد التجربة التي كانت لي مع فريق بجاية، و أبقى من المعجبين بالفرديات العالية التي يمتلكها اللاعبون الجزائريون، كما أنني معجب كثيرا بالمدرب رابح سعدان ، الذي و بفضل حنكته و كذا تضحيات اللاعبين تأهلت الجزائر إلى المونديال، لكن إستقالته مباشرة بعد التعثر أمام تانزانيا أثرت بصورة سلبية على المنتخب، سيما أن هذا القرار لم يكن في وقته، و تعيين بن شيخة جاء في ظرف قياسي، و الآن المعطيات تغيرت و أصبحت للمدرب الجديد نظرة شاملة عن التعداد، الأمر الذي يجبرنا على أخذ هذا المنافس بقيمته الحقيقية، و حساباتي الشخصية مبنية على ضرورة الفوز باللقائين المقررين ضد تانزانيا ذهابا و غيابا، و كذا بالمقابلة التي سنستقبل فيها المغرب، لبلوغ رصيد 13 نقطة عند التنقل إلى الجزائر في الجولة الأخيرة من التصفيات، لأن ما أخشاه هو أن تكون مباراتنا الختامية فاصلة في أمر تذكرة التأهل، و يكون حينها المنتخب الجزائري مطالبا بالإنتصار بثلاثية لتصدر المجموعة وفق حسابات فارق الأهداف الفردي