الفريق الجزائري يبقى المرشح الأول لكننا لن نستسلم بسهولة حاوره بتونس : صالح فرطاس - تصوير : شريف قليب حاول مدرب منتخب إفريقيا الوسطى الشيخ الفرنسي جول أكورسي التقليل من آثار التعادل الذي سجلته تشكيلته أمام مولودية قسنطينة، و ذهب إلى حد الجزم بأن هذه المقابلة ليست المحطة الحقيقية للتحضير لمواجهة الجزائر، و كل ما في الأمر أنه كان يسعى لإختتام تربص تونس بإختبار ميداني، كما أكد أكورسي بأنه بصدد بناء فريق مستقبلي، لكن الإصرار يبقى كبيرا لتجاوز عقبة الجزائر بنجاح، رغم إعترافه بصعوبة المهمة.. أكورسي و في حوار أجرته معه " النصر " بفندق الريحانة تحدث عن المفاجأة المدوية التي فجرها بالمغرب، و مغامرته مع منتخب إفريقيا الوسطى. في البداية ما سر إختياركم تونس لإجراء هذا المعسكر و مولودية قسنطينة كمنافس وحيد في اللقاءات الودية ؟ ليس هناك أي سر، و كل ما في الأمر أن السلطات العليا للبلاد منحت إعانات مالية للإتحاد الذي يشرف على تسيير شؤون الكرة في هذا البلد، بحثا عن توسيع دائرة الممارسة الكروية، و كذا عن قفزة نوعية على الصعيد القاري، خاصة بعد تتويج المنتخب بكأس " سيماك " السنة الماضية، و عليه فقد كانت لي جلسات عمل مطولة مع المسؤولين لوضع برنامج عمل على المديين المتوسط و الطويل، لأنني و عند موافقتي على تدريب منتخب إفريقيا الوسطى وضعت سياسة عمل واضحة المعالم ، مبنية على التكوين و العمل القاعدي، و تلقيت إثر ذلك الضوء الأخضر من رئيس الإتحادية لإدارة شؤون المنتخب، فقررت برمجة تربص مغلق يعقب مباراة المغرب، و هذا من أجل التحضير بجدية لكأس " سيماك "، و ليس تحسبا للمباراة القادمة في التصفيات ضد الجزائر، و هنا أود أن أوضح شيئا مهما .. تفضل ... ما هو ؟ الحقيقة أن هذا التربص لم يكن مرهونا بنتيجتنا في المغرب، و السلطات العليا في جمهورية إفريقيا الوسطى تولي إهتماما كبيرا بكأس " سيماك " الإقليمية، خاصة بعد النجاح في التتويج بها السنة الماضية، و عليه فإن هذا التربص لا علاقة له بمقابلتنا القادمة في التصفيات القارية ضد الجزائر، لأن تشكيلتنا بصدد التكوين، و لم نضبط بعد الركائز الأساسية للمنتخب، لذا فنحن مجبرون على تسيير مشوارنا مباراة بمباراة، و التفكير في مواجهتنا ضد الجزائر سيكون بعد الإنتهاء من رحلة الدفاع عن التاج الإقليمي.. أما بخصوص لقائنا الودي ضد مولودية قسنطينة فكان أمرا حتميا بالنسبة للفريقين، لأن موعد التربص لم يسمح لنا بوجود منافسين، و قد طلبت شخصيا إجراء مباريات مع نوادي شبيبة بجاية، جندوبة الرياضية و أولمبي باجة، لكن مسؤولي هذه الفرق إعتذروا، و لم نجد أمامنا سوى " الموك " التي كانت تقيم معنا في فندق الريحانة، فتوصلنا إلى إتفاق لخوض لقاء ودي لا علاقة له إطلاقا بالتحضير لمواجهة المنتخب الجزائري. و ما تقييمك لمردود تشكيلتك بعد هذه المباراة ؟ كما يعلم الجميع فإن المباريات تختلف وفق معطياتها، و اللقاء الودي كان ضد فريق من الدرجة الثانية في البطولة الجزائرية، لكنه بالنسبة لي إمتحان جاد، كونه سمح لي بالوقوف على مدى جاهزية العناصر المحلية لخوض منافسة كأس " سيماك "، مع محاولة الوقوف على النقائص المسجلة، و في مقدمتها التنسيق و الإنسجام، و هو أهم شيء في العمل الميداني الذي قمنا به في هذا المعسكر. لكن المنتخب لم يظهر بنفس المستوى الذي قدمه في مقابلة المغرب ؟ صحيح أننا قدمنا مقابلة بطولية في الرباط، لكن لا يمكن أن نقارن بين تلك المواجهة و مباراتنا ضد مولودية قسنطينة، لأن الوضع يختلف تماما، لأن بعض اللاعبين المحترفين لم يشاركوا في هذا التربص بسبب إلتزاماتهم مع نواديهم، كما أننا لم نلعب بنفس الإرادة التي أظهرناها في المغرب. هل أنك كنت تخشى تواجد جواسيس من الجزائر لمتابعة هذه المقابلة ؟ هذا أمر غير صحيح، لأننا لم نشرع بعد في التحضير لمواجهة الجزائر، و كرة القدم الحديثة تجعل معطيات المقابلات تختلف من مواجهة إلى أخرى، و الطاقم الفني للمنتخب الجزائري على دراية بطريقة لعبنا، سيما و أنه عاين بالتأكيد مباراتنا الأخيرة بالمغرب، و بصفتي مدرب محترف فإنني لا أومن بفكرة إيفاد جواسيس لمعاينة أي منافس، في ظل تطور التكنولوجيا، و توفر أشرطة الفيديو. إلا أن الوضع يختلف بالنسبة لك، لأن لديك نظرة شاملة عن الكرة الجزائرية.. أليس كذلك ؟ حديث من هذا القبيل سمعته لدى الآلاف من الجزائريين فقط، لأنني عملت حقا في الجزائر كمدرب لفريق شبيبة بجاية، و معرفتي بكرة القدم الجزائرية تنحصر في البطولة المحلية، لكن المنتخب يتشكل من ترسانة من اللاعبين المحترفين في أوروبا، و الميزة التي يمتلكها اللاعب الجزائري مهما كان مستواه، هي القدرة على إيجاد الحلول في مختلف الوضعيات، و ذلك بالإعتماد على المهارات الفنية الفردية العالية، و الحقيقة التي لا بد أن أقولها من الآن أنه لا مجال للمقارنة بين التركيبة البشرية لمنتخب الجزائر و إفريقيا الوسطى. أليس ذلك مجرد تمويه لمغالطة الجزائريين و إسقاطهم في فخ السهولة و الغرور ؟ هذه حقيقة ميدانية لا يمكن لأي كان إنكارها، بدليل أن المنتخب الجزائري شارك في نهائيات كأس العالم الأخيرة، و إفريقيا الوسطى لم يسبق لها حتى تنشيط " الكان "، بصرف النظر عن عدم وجود لاعبين موهوبين من طراز زياني و بوقرة، و هو الثنائي الذي أعتبره ركيزة المنتخب الجزائري، رغم أنني أعرف جيدا جل اللاعبين الذين ينشطون في أوروبا، لأنني و منذ إشرافي على تدريب فريق بجاية تعلقت بكرة القدم الجزائرية، و بقيت أتابع أخبارها عن كثب وهل تعرف الناخب الجديد بن شيخة ؟ لقد تأسفت كثيرا لإنسحاب رابح سعدان من تدريب المنتخب، لأنه حقق نتائج فاقت كل التوقعات، و خبرته الطويلة في الميادين ساهمت في صنع أمجاد الكرة الجزائرية، و هو لا يستحق الخروج عبر أضيق الأبواب، كما أن الوقت لم يكن مناسبا لإحداث أي تغيير على مستوى العارضة الفنية، و إستقالته تعد في نظري خسارة كبيرة للمنتخب الجزائري.. أما بخصوص بن شيخة فإنني لا أعرفه جيدا، و ما بلغتني من أخبار تؤكد أنه مدرب طموح وما وصوله لهذا المستوى إلا دليل على ذلك، فضلا عن تجربته الناجحة في النادي الإفريقي التونسي. و كيف ترى الحظوظ في التأهل إلى " الكان " ؟ لن أكون مبالغا إذا قلت بأن المنتخب الجزائري يبقى في حساباتي المرشح الأول للتأهل إلى نهائيات كأس أمم إفريقيا، كونه يتشكل من مجموعة منسجمة و متلاحمة مقارنة بباقي المنافسين، فضلا عن قدرة لاعبيه على رفع التحدي في المواقف العسيرة و الصعبة، و تعادله في الجولة الأولى مع تانزانيا ليس سوى مجرد تعثر، لكن ذلك لا يعني بأننا سنستسلم مبكرا، بل سندافع عن حظوظنا إلى غاية آخر لحظة من المشوار، و حلمنا كبر بعد التعادل المحقق في المغرب، و الرؤية ستتضح بشأن مستقبلنا في التصفيات بعد الجولة الثانية.