بريتوريا تكتسي حلة خضراء و يومياتها من صنع الجزائريين تعيش مدينة بريتوريا منذ أول أمس الإثنين أجواء إستثنائية يصنعها أنصار المنتخب الجزائري الذين إتخذوا من ضاحية هاتفيلد معقلا لهم ، لأن المدينة إكتست حلة بالألوان الوطنية، مما جعلها مقاطعة جزائرية فوق العادة و لا حديث فيها إلا عن التفاؤل الكبير بنجاح الخضر في مواصلة المغامرة في هذا المونديال، و المرور إلى الدور الثاني، كون أهل العاصمة السياسية لجنوب إفريقيا تعودوا على تواجد نحو 2500 مشجع جزائري إلى جانبهم لصنع حدث بارز من يومياتهم، فأصبحوا يتمنون تأهل الخضر لضمان بقاء الجزائريين أطول فترة ممكنة كضيوف خفيفي الظل، مادام كل شيء في مدينتهم أصبح أخضر اللون. جواء بريتوريا تجسد التفاؤل الكبير لدى المناصرين الجزائريين الذين إستعادوا الثقة في المنتخب، و أضحوا يعتبرون التأهل إلى ثمن النهائي طموح مشروع، بالنظر إلى الوجه الذي ظهر به أشبال سعدان خاصة في المباراة الثانية ضد العملاق الإنجليزي ، حيث لمسنا من خلال حديثنا مع العشرات من المشجعين المتواجدين في بريتوريا تفاؤلا كبيرا بضمان تواجد النخبة الجزائرية ضمن قائمة منشطي لقاءات الدور الثاني، فما من زاوية من شارع هاتفليد و إلا تجد فيها مناصرين جزائريين محاطين بالمئات من الجنوب إفريقيين، حديثهم منحصر عن مقابلة اليوم و الدعم الذي سيحظى به زياني و رفاقه من طرف الآلاف من سكان بريتوريا، لأنهم يروا في المنتخب الجزائري الوحيد القادر على ضمان تواجد الكرة الإفريقية في الدور الثاني من هذا العرس الكروي العالمي، بعد خيبة " البافانا بافانا "، و كذا إقصاء الكاميرون و نيجيريا، و إستحالة مأمورية كوت ديفوار، و صعوبة مهام غانا أمام ألمانيا، مما جعل أهل بريتوريا يعلقون آمالا عريضة على المنتخب الجزائري لحفظ ماء الوجه للتمثيل الأفريقي في هذه المنافسة، و يكون بالتالي أفضل سفير للقارة في مونديالها. لتجاوب الكبير الذي لقيه الجزائريون من لدن سكان بريتوريا مستمد من الأجواء الرائعة التي ما فتئت تصنعها أفواج مناصري الخضر يوميا في الشوارع الرئيسية لهذه المدينة، لأن التدفق البشري الأخضر بلغ ذروته و تواجد كل الجزائريين في العاصمة السياسية لجنوب إفريقيا جعل الحضور الجزائري مميزا، فما من يوم يطل، و إلا و يستقبله أنصار المنتخب الوطني على طريقتهم الخاصة، بالإنتظام في أفواج تجوب الشوارع و ترديد شعارات لمساندة سعدان و أشباله، و هو السيناريو الذي كان إسثنائيا صبيحة أمس الثلاثاء، حيث إجتمع أزيد من ألف مناصر جزائري أمام بوابة مطعم " الأنكل فوزي "، و هو لبناني الجنسية، لينطلق العرس على إيقاع أغاني جزائرية، و زاده الأفارقة رونقا و جمالا عند إستعمالهم أبواق " الفوفوزيلا ". إنطلاقا من هذه المعطيات، يمكن القول بأن أجواء بريتوريا سواء السائدة وسط المنتخب أو لدى الأنصار توحي بأن كل الجزائريين متفائلون بقدرة الخضر على إقتطاع تأشيرة التأهل إلى ثمن نهائي المونديال، حيث أعرب كل المناصرين عن عدم رغبتهم في العودة إلى أرض الوطن بسرعة، لأن رحلات العودة إلى الجزائر مبرمجة مبدئيا لفجر هذا الجمعة، لكن المردود المقدم أمام الإنجليز دفع بالجماهير الجزائرية تحلم بمواصلة المغامرة، و إعداد العدة لحفل كبير في ساحة " هايست فيول سكوير" ببريتوريا سهرة اليوم، في حال نجاح الخضر في رفع التحدي و الفوز على الأمريكان، سيما و أن كل إفريقيا مع الجزائر في هذه المواجهة، على أن ينطلق بعدها التفكير في غزو جديد لمدينة بلوم فانتان التي ستحتضن لقاء ثمن النهائي إذا ما تخطى المنتخب الوطني منعرج اليوم بإمتياز.