أزيد من 2500 جزائري حولوا بريتوريا إلى عاصمة جزائرية بريتوريا : صالح فرطاس استقبلت مدينة بريتوريا منتصف نهار أمس الإثنين 17 حافلة كانت تقل أزيد من 800 مناصر جزائري ممن كانوا قد تنقلوا نهاية الأسبوع الفارط إلى كاب تاون لمتابعة مباراة الخضر ضد الإنجليز، و عادوا برا إلى معقلهم المفضل بإقامة "إيريكا " التي كانوا قد حطوا بها الرحال منذ أول يوم وطأت فيه أقدامهم أراضي جنوب إفريقيا، فكانت الأجواء جزائرية خالصة، إلى درجة أنه يخيل لكل زائر لهذه المدينة بأنه متواجد في إحدى المدن الجزائرية و ليس في العاصمة السياسية لبلد العم مانديلا. العرس الجزائري في شوارع بريتوريا إنطلق في حدود الساعة الحادية عشر من صبيحة أمس الإثنين، بمجرد وصول الفوج الأول من جحافل المناصرين الذين كانوا عائدين من كاب تاون، عبر محطة بلوم فونتان، لأن الأجواء على متن الحافلات كانت مميزة، بعد إقدام المشجعين على صنع الفرجة بتحويل المركبات التي كانوا على متنها إلى مدرجات متنقلة، و هو الأمر الذي تجاوب معه سكان هذه المدينة ، و الذين سارعوا إلى التوجه نحو شارع هاسفيلد المحاذي لإقامة " إيريكا "، لأن المحلات التجارية اكتست حلة جزائرية أيضا و تخلصت من طابعها الإفريقي، و أبسط صورة على هذا التجاوب ما قام به صاحب أكبر مطعم في هاسفيلد، و هو لبناني الجنسية، و الذي واكب الأجواء التي فرضها الغزو الجزائري لمدينة بريتوريا، فقام بوضع أقراص مضغوطة لأغاني جزائرية كانت قد الفت بمناسبة تأهل الخضر إلى المونديال، هذه الأجواء جعلت المئات من شبان جنوب إفريقيا يعزفون على آلات " الفوفوزيلا " و يرقصون مطولا في الشارع على إيقاع " وان، تو، ثري فيفا لالجيري" و كذا أغاني أخرى ذات طابع قبائلي، لينضم بعدها مناصرون أرجنتينيون إلى " الأوركيسترا "، لأن مشجعي منتخب " التانغو " يعشقون كثيرا الكرة الجزائرية، و قد أقدم الكثير منهم على تبادل القمصان مع المناصرين الجزائريين، فكانت بريتوريا أمس الإثنين بمثابة ولاية جزائرية، فشوارعها مزينة بالألوان الوطنية، و أزقتها تهتز على وقع الأغاني و الشعارات المؤازرة للخضر، و أهل المنطقة رفعوا شعار التضامن مع الجزائر في مباراة هذا الأربعاء، دافعهم في ذلك المردود الطيب الذي قدمه أشبال الشيخ سعدان ضد المنتخب الإنجليزي، و كذا الحظوظ الوفيرة التي يمتلكها الخضر في المرور إلى الدور الثاني و تمثيل القارة السمراء. على النقيض من ذلك، و إذا كانت مدينة بريتوريا قد إستقبلت في ظرف يومين أزيد من 2500 مناصر جزائري، بمن فيهم المئات من المغتربين الذين قدموا من فرنسا، ألمانيا، إنجلترا، سويسرا، و حتى أستراليا، كندا و الولاياتالمتحدةالأمريكية، من أجل مناصرة المنتخب على أمل صنع ملحمة كروية تاريخية، فإن المشجعين الأمريكان، و رغم أنهم إشتروا حصة الأسد من تذاكر الدخول إلى الملعب في مباراة الغد، فإنهم لازالوا غائبين عن شوارع بريتوريا، و لا أثر لأجوائهم الإحتفالية حتى في ساحة " هايست فيول سكوير " المكان الذي يحج إليه مناصرو كل المنتخبات لقضاء سهرات صاخبة تمتد إلى غاية ساعات مبكرة من الفجر، و عليه يمكن القول بأن بريتوريا أصبحت مدينة جزائرية فوق العادة، و كل من يعيش فيها هذه الأيام يتجاوب بصفة عفوية مع الأجواء التي يصنعها الأنصار، مما جعل الدعم المقدم للخضر لا ينحصر في تواجد نحو 2500 مشجع تنقلوا من الجزائر، بل أن مناصرين من بلدان أخرى تحولوا إلى مشجعين للمنتخب الوطني، و تعلقوا بالعلم الجزائري، إلى درجة أن الجميع أضحى يطالب بضرورة عزف أغنية " وان ، تو ، ثري ،" في جميع السهرات التي تنظم بالساحة الحمراء لمدينة بريتوريا، هذا دون تجاهل الحلة التي إكتستها المحلات التجارية و المطاعم المتواجدة بالشارع الرئيسي للعاصمة السياسية لجنوب إفريقيا، لأن الجنوب إفريقيين فقدوا الأمل في منتخب " البافانا بافانا " و مدى قدرته على التأهل إلى الدور الثاني، فتحولوا إلى مناصرين للمنتخب الجزائري، بفعل أوركيسترا الأنصار، مما يجعل كامل القارة السمراء مع الخضر في المقابلة الهامة و المصيرية ضد المنتخب الأمريكي.