يجد أصحاب المزارع والمستثمرات الفلاحية المتواجدة في عين الناقة مزيرعة و فوغالة بولاية بسكرة صعوبات في جني مختلف المحاصيل الزراعية الممتدة على آلاف الهكتارات، بسبب نقص في اليد العاملة بلغ درجة الإنعدام. و حسب الفلاحين فإن قلة اليد العاملة يسبب كسادا للمنتوج عند مرحلة الجني التي شرع فيها منذ أسابيع ، خصوصا الزراعات المحمية التي أصبحت بسكرة رائدة في إنتاجها وطنيا بعد التوسع المذهل في وعائها العقاري وتطور تقنية ممارستها. المشكلة أدت بأصحاب المساحات الزراعية الشاسعة إلى تقليص زراعتها والاكتفاء بالحد الأدنى رغم توفر بقية الإمكانيات المادية مثلما تم تسجيله في السنوات الأخيرة، خاصة بمنطقة عين الناقة أين أجبر المشكل الكثيرين على التخلي بشكل كبير عن الزراعة الصيفية ،التي كانت تشتهر بها المنطقة على غرار إنتاج الدلاع وأنواع البطيخ. كما سجل أيضا انعدام العمال المؤهلين في حفر المناقب والآبار المخصصة للسقي وتركيب البيوت البلاستيكية والسبب حسب محدثينا يعود إلى عزوف العمال عن النشاط في المجال رغم الحوافز المادية الموضوعة لصالحهم كتوفير السكن المجهز للإقامة، وإبرام عقود شراكة بالجهد في بعض الأحيان وتفضيلهم العمل اليومي عن العمل الموسمي،الذي يجبرهم على إنهاء الموسم الفلاحي حسب الاتفاق المبرم. وفي ظل هذه المعوقات أرغم أصحاب المزارع على التوجه إلى مدن أخرى لاستقدام اليد العاملة خاصة من الجهة الشمالية للوطن على غرار ولاية تيبازة، اعتبارا لطابعها الفلاحي وتمرس شبابها في المجال الزراعي. و قد سجل تواجد كبير لمئات الشباب من تلك الجهة عبر مختلف مناطق ولاية بسكرة. و أشارت بعض الإحصائيات إلى وجود أكثر من 3000 عامل بواحدة من مناطق الولاية خلال موسم زراعي واحد.