الغرب يحضر لضربات عسكرية على مواقع «داعش» في ليبيا علقت الجزائر رحلاتها الجوية بين العاصمة والعاصمة الليبية طرابلس، وذلك اعتبارا من الجمعة المقبل وحتى إشعار آخر، وفق ما جاء في بيان نشرته وزارة النقل. وجاء القرار أياما قليلة بعد زيارة رئيس حكومة الوفاق الوطني الليبية فايز السراج، وبعد قرار الخارجية ترحيل رعايا مغاربة كانوا بصدد الانتقال إلى ليبيا عبر الجزائر. أعلنت وزارة النقل، الثلاثاء، في بيان لها أن الملاحة الجوية المدنية، قررت تعليق الخط الجوي الرابط بين الجزائر العاصمة وطرابلس الليبية ابتداء من يوم الجمعة المقبل، وجاء في البيان انه «بعد إبلاغ السلطات الليبية وشركة الطيران الليبية، قرر الطيران المدني الجزائري تعليق الرحلات الجوية بين الجزائر العاصمة وطرابلس اعتبارا من الجمعة وحتى إشعار آخر.» قرار السلطات الجزائرية، جاء أيام قليلة بعد الزيارة التي قام بها إلى الجزائر، رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبية ، فائز السراج، الذي يواجه مشاكل للحصول على ثقة البرلمان للتشكيلة الحكومية الجديدة، كما جاء كذلك عقب إعلان وزارة الخارجية تسجيل توافد عدد معتبر من المواطنين الجزائريين إلى الجزائر للانتقال إلى ليبيا، حيث أبلغت الجزائر نظيرتها المغربية ودعتها إلى تقصي الأمر. وأشاد رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبية، فائز السراج ، بدور الجزائر في دعم الحوار السياسي بين الأطراف الليبية، والذي أفضى إلى تشكيل حكومة وفاق وطنية. وقال المكتب الإعلامي لرئيس المجلس الرئاسي في بيان له أمس، إن السراج أشاد بدور الجزائر في دعم الحوار السياسي بين الأطراف الليبية والذي أفضى إلى تشكيل حكومة وفاق وطنية. وأضاف السراج، إن ليبيا تقدر وقوف الجزائر الايجابي لدعم جولات الحوار السياسي الليبي من أجل إنهاء الأزمة التي تشهدها البلاد, لافتا أن زيارته للجزائر جاءت في إطار تعزيز وتطوير العلاقات الخاصة بين البلدين اللتين تجمعهما قواسم مشتركة. ويسعى المبعوث الاممي إلى ليبيا مارتن كوبلر، للعب أخر الأوراق السياسية لتجنيب ليبيا شبح التدخل العسكري الأجنبي، ولو بفرض عقوبات على الأطراف التي تقف ضد حكومة الوفاق الليبي، واستبعد في ندوة صحفية عقدها أمس بتونس، إمكانية إرسال وحدات أممية إلى ليبيا، وقال بان موضوع بعث القبعات الزرق غير مطروح على جدول الأعمال، مشدداً على أنه من المهم استثمار دفع رواتب المجموعات المسلحة من خزينة الدولة، لدمجها في الجيش والأجهزة الأمنية. وقال إن القوات التابعة للجنة الأمنية التي تم تشكيلها، هي من سيؤمن الحكومة وسيحارب تنظيم «داعش»، وأنها على تواصل دائم مع قادة الكتائب المسلحة في طرابلس.وفي الوقت الذي تسعى فيه دول المنطقة لمنع أي تدخل عسكري أجنبي، يتم تسريب تقارير إعلامية وسياسية تفيد بان الإدارة الأميركية تعد خططاً للتدخل العسكري في ليبيا، بعدما ترددت أنباء عن بدء تنظيم «داعش» بنقل مقاتليه وإدارته إلى مدينة سرت الليبية بعد كثافة الضربات الجوية التي يوجهها له التحالف الدولي في العراق وسوريا.ونقلت صحف أمريكية، عن رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية، جوزيف دانفورد، قوله إنه لم يتم بعد تحديد موعد تنفيذ تلك الضربات، لكنه سيكون «قريبًا جدًا في غضون أسابيع قليلة». وتابع: «نحن نبحث في الوقت الجاري تنفيذ عملية عسكرية حاسمة ضد توسع تنظيم (داعش) بالتزامن مع العملية السياسية في ليبيا، والرئيس أوباما قال لدينا السلطة لاستخدام القوة العسكرية». وأشار دانفورد إلى أن وقف توسع «داعش» إلى دول شمال أفريقيا من القضايا الملحة بالنسبة لواشنطن وإيطاليا وفرنسا وبريطانيا، وقال: «من المهم منع التنظيم في ليبيا من الاتصال مع التنظيمات المتشددة الأخرى في أفريقيا، وفي الوقت نفسه، زيادة قدرة الحكومات والجيوش الأفريقية على مواجهة تلك التنظيمات». وناقش دانفورد مع نظرائه من بريطانيا وإيطاليا وفرنسا خلال اجتماعهم الاخير في روما، الخيارات العسكرية المتاحة لوقف «داعش» في ليبيا ومساعدة ودعم حكومة الوفاق الوطني. ووفقًا لجريدة «واشنطن بوست» الأميركية ناقش عسكريون من بريطانيا وأميركا وفرنسا وإيطاليا في روما، عدة خيارات لمساعدة حكومة الوفاق في صد توسع التنظيم، بينها تأمين الحكومة الجديدة، وتفعيل برامج وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) لتدريب قوات ليبية لمكافحة الإرهاب وبناء جيش وطني قوي تمهيدًا لهجوم ليبي، بمساعدة دولية ضد «داعش». وذكرت «نيويورك تايمز» أن الولاياتالمتحدة والقوات الخاصة البريطانية نفذوا العديد من عمليات الاستطلاع السرية في ليبيا خلال الأشهر القليلة الماضية لمعرفة مواقع قادة التنظيم وشبكات تعاملهم، وخلال العام الماضي، حاولت القوات الخاصة الأميركية التقرب من تشكيلات مسلحة محلية وتشكيل جبهة من الحلفاء المحليين. وقالت الجريدة الأميركية إن قصف «داعش» بليبيا ينطوي على التحديات نفسها التي يواجهها التحالف الدولي في سورية والعراق، أهمها غياب حكومة ليبية قوية، فالفصائل الليبية تهتم بمقاتلة بعضها البعض أكثر من الاهتمام بمقاتلة التنظيم، فضلاً عن أن دول جوار ليبيا غير مستقرة ولا تستطيع قيادة عمل عسكري ضد التنظيم.