ينتظر أن يعقد مجلس النواب الليبي غدا جلسة للنظر في منح الثقة لحكومة التوافق الوطني التي يقودها فايز السراج، وفق ما نص عليه الاتفاق السياسي الذي رعته الأممالمتحدة لاحتواء الأزمة الليبية. ودعا عقيلة صالح، رئيس برلمان طبرق، نواب هذا الأخير للاجتماع يوم غد للتصويت على الاتفاق السياسي وتضمينه بالإعلان الدستوري والنظر في منح الثقة لحكومة الوحدة. وقال فتحي عبد الكريم المريميل، المستشار الإعلامي لرئيس مجلس النواب الليبي إنه "على الرغم من الطعون العديدة التي تشوب طريقة تشكيل المجلس الرئاسي ومباشرة الحكومة عملها قبل منح الثقة، إلا أن القرار يظل بيد مجلس النواب تحت قبة البرلمان بطبرق". وهو ما يبقي الترقب سيد الموقف في انتظار معرفة قرار مجلس النواب الذي لم يتمكن من الالتئام سابقا من أجل التصويت على الاتفاق السياسي بسبب تضارب المواقف بين أطرافه حول مؤيد ورافض ومتحفظ عليه. والمؤكد أن مجلس نواب طبرق سيتعرض لمزيد من الضغوط الخارجية من أجل منح الثقة لحكومة السراج التي أعلنت المجموعة الدولية أنها لن تعترف بأي سلطة في ليبيا خارج إطار حكومة الوفاق. ولا تزال هذه الأخيرة تثير الجدل داخل ليبيا بين مؤيد لها ومطالب بتمكينها من مباشرة مهامها وبين مشكك في إمكانية نجاحها بمبرر أنها فرضت من الخارج ضمن مسعى لتهيئة الطريق لتدخل عسكري غربي جديد في ليبيا بحجة محاربة الإرهاب. وهو طرح يبدو أقرب إلى الواقع بالنظر إلى تصاعد الأصوات الخارجية المطالبة بتدخل عسكري في هذا البلد بحجة القضاء على "داعش" الذي وجد في الفوضى الليبية فرصة للاستقواء في ليبيا. وأكد تصريح رئيس هيئة الأركان المشتركة في الجيش الأمريكي الجنرال، جوزيف دانفورد مثل هذا الطرح بعدما اعتبر بان "هناك حاجة لتحرك عسكري حاسم لوقف انتشار تنظيم الدولة الإسلامية في ليبيا". وقال إن "داعش" يريد أن يستغل ليبيا لتكون منصة لتنسيق الأنشطة الإرهابية في إفريقيا في نفس الوقت الذي أعرب عن قلقه من انتشار "داعش" في ليبيا بدون رقابة. ولكن السؤال المطروح، هل درست هذه الدول على غرار فرنسا وإيطاليا والولايات المتحدة الداعمة لخيار التدخل العسكري في ليبيا، تبعات مثل هذا التدخل الجديد وهي التي تدخلت قبل خمس سنوات بحجة جلب الديمقراطية للشعب الليبي لكنها تركته يتخبط في حرب أهلية وفوضى أمنية عارمة. سؤال يبقى مطروحا وتبعات تدخل الحلف الأطلسي عام 2011 لا تزال قائمة بدليل استمرار المواجهات بين القبائل الليبية في هذه المنطقة وتلك مخلفة سقوط العديد من القتلى. وفي هذا السياق، أكدت مصادر إعلامية أمس مصرع ما لا يقل عن 15 شخصا وإصابة العشرات الآخرين إثر اشتباكات قبلية مسلحة شهدتها مدينة ترهونة جنوب شرق العاصمة طرابلس. ورغم أن مصادر محلية أكدت عودة الهدوء إلى المدينة بعد ثلاثة أيام من الاشتباكات العنيفة، إلا أنها ليست المرة الأولى التي تندلع فيها مثل هذه المواجهات بين القبائل الليبية المتناحرة.