المنتجون يبيعون بأسعار تتراوح بين 12 و 14 دينارا للكلغ حذّر الأمين العام للاتحاد الوطني للفلاحين الجزائريين، أمس الأربعاء، من تداعيات انهيار أسعار البطاطا على مستقبل هذه الشعبة الفلاحية، متوقعا أن ينصرف الكثير من الفلاحين خلال المواسم المقبلة عن زراعة البطاطا بسبب الخسائر التي تكبدوها جراء تهاوي الأسعار بعد أن نزلت إلى مستويات جد متدنية. ودعا السلطات المعنية والمتعاملين الاقتصاديين إلى التدخل من أجل ضبط السوق وإنقاذ المحصول الحالي المقدر بحوالي مليون و300 ألف طن من التلف. وأكد عليوي في تصريح للنصر، أن انهيار أسعار البطاطا المطبقة حاليا لدى المنتجين والمقدرة بين 12 و14 دينارا للكلغ، قد كبدت هؤلاء خسائر كبيرة بسبب انعدام وسائل التخزين، وقال أن منتجي البطاطا في ولايات كالوادي ومعسكر و قالمة وعين الدفلى يستغيثون بسبب الخسائر التي يتكبدونها بعد أن تشبع السوق بالمنتوج الجديد ما أدى إلى انهيار أسعاره.وحسب تقديرات المتحدث، فإن نسبة تقدر بين 30 و40 بالمائة من منتوج البطاطا المحقق منذ شهر ماي الماضي والمقدر بحوالي مليون و300 ألف طن مرشحة للتلف إما في الحقول أو في المخازن، ما لم تجد من يحولها أو يوجهها نحو التصدير، مشيرا إلى أن اتحاد الفلاحين قد أطلع كل من الوزارة الأولى وكذا وزارة الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري إلى خطورة الوضعية، طالبا التدخل لضبط السوق واتخاذ الإجراءات المناسبة لتفادي تلف المنتوج الذي سيكبد الفلاحين المزيد من الخسائر سيما وأن تكاليف زراعة الهكتار الواحد من البطاطا تكلف بين 75 إلى 80 مليون سنتيم. وبعد أن أشار إلى أن النداءات التي وجهها تنظيمه للمتعاملين الاقتصاديين قصد التدخل لمساعدة الفلاحين على تصدير منتوج البطاطا المتميز بالوفرة خلال الموسمين الأخيرين، لم تجد الآذان الصاغية إلى الآن، حذر محمد عليوي من أن أسعار البطاطا مرشحة للالتهاب خلال المواسم المقبلة بسبب القرار الذي اتخذه الكثير من منتجي البطاطا بسبب الخسائر الكبيرة التي تكبدوها لعجز غرف التبريد عن استيعاب فائض المنتوج الكبير. وفي هذا الصدد جدد الأمين العام للاتحاد الوطني للفلاحين الجزائريين نداءه للحكومة وللوزارة الفلاحة إلى اعتماد خطة عاجلة لأجل تقديم الدعم اللوجيستي لمنتجي البطاطا، سيما من خلال رفع قدرات التخزين، ومتابعة عمليات التخزين الحالية لهذه المادة الأساسية، لمراقبة سلوكات المضاربين الذين اعتادوا التحكم في أسعار السوق ورفعها متى شاؤوا بدون ضوابط.كما تحدث عليوي عن تلقي اتحاد الفلاحين للعديد من الشكاوى من منتجي البطاطا الذين عبروا عن خيبة أملهم بسبب عدم وجود سياسة تصدير واضحة، إلى جانب التعبير عن معاناتهم مع محتكري السوق فضلا عن الشكوى من ارتفاع تكلفة جني محاصيلهم، ما جعل الكثير منهم يفضلون تركها مخزنة في الحقول بسبب أسعار التسويق المتدنية، رغم احتمال تعرضها للتلف.