أعطت المصالح الفلاحية بولاية مستغانم إشارة انطلاق عملية تفريغ شحنات البطاطا التي كانت مخزنة على مستوى غرف التبريد التابعة للقطاعين الخاص والعمومي، موازاة مع هذه العملية دخل المنتوج «البطاطا» أسواق الجملة والتجزئة وعبر مختلف نقاط البيع وبأسعار جد معقولة لا تتعدى 20دينار للكلغ الواحد المصالح المذكورة سالفا كشفت على أن الكمية المخزنة قد بلغت رقما قياسيا تجاوز 40 ألف قنطار من سيدة المائدة «البطاطا» وسوف تسهم لا محال عملية تفريغها في استقرار الأسعار وتمكين جميع الفئات الإجتماعية من اقتناء ذات المادة الواسعة الاستهلاك ، بعدما بلغت فترة تخزينها الآجال المحددة لها والتي لا يمكن تجاوزها وهي 6 اشهر كاملة ، يحدث هذا في الوقت الذي انطلقت فيه عملية جني المحاصيل المبكرة عبر العديد من المساحات الزراعية الموزعة بتراب إقليم ولاية مستغانم والتي يبلغ مجموعها ما يتعدى 5 آلاف هكتار ، عملية الجني تزامنت مع ظهور مرض الميليديو الذي ضرب حقول واسعة من مزارع البطاطا بالعديد من جهات الولاية على غرار حقول بلدية السور ، وادي الخير ، عين تادلس ، ماسرى وسيرات ، حيث أثر هذا المرض تأثيرا بالغا في المنتوج إلى درجة أنه أفقد المستثمرين صوابهم وكبدهم خسائر فادحة ، إذ حول حقول من البطاطا وفي ظرف قياسي الى إثر بعد عين ، موازاة مع ذلك وخوفا من إتلاف بقية المنتوج دخل جل الفلاحين في سباق ضد الساعة بجني محاصيلهم ، حيث مست عملية جني البطاطا حتى تلك التي لم يكتمل نموها بعد وهذا خوفا من الانتشار الرهيب للمرض الخطير ، أما على مستوى سوق الجملة للخضر والفواكه الكائن مقره ببلدية صيادة المحاذي لمدينة مستغانم، فقد سجلت أسعار البطاطا خلال الأيام الأخيرة انهيارا فضيعا، حيث بات الكيلوغرام الواحد لا يتجاوز 20 دينارا، مما ألحق بالمنتجين خسائر جسيمة، ناهيك عن غياب إمكانيات التخزين والتبريد، مما يرجح إفلاس أغلبية من استثمروا في ذات الشعبة خلال الموسمين الآخرين وبالتالي حدوث ظاهرة لاستقرار على صعيد الانتاج ، ما سيخلق حتما مضاربة في السوق ، نتيجة تزايد الطفيليين والمتطفلين على عملية بيع البطاطا ، كما كان يحدث في السنوات القليلة الماضية ، هذه الأعمال السلبية إن لم يتم احتواؤها ستتسبب في تراجع المساحات المزروعة عما هي عليه اليوم وهذا طبعا في ظل غياب استراتيجية فلاحية ناجعة تحافظ على توازن المستثمر ، البائع والمستهلك .