لائحة لسحب الثقة من المير تؤجج الإحتجاجات ودعوة لإعتصام الرحيل قام أمس عشرة أعضاء بالمجلس الشعبي البلدي بالحامة بسحب الثقة من رئيس البلدية الذي يتهمونه بعدم الاهتمام بانشغالات الشباب المعتصمين و باللامسؤولية في التعامل مع الأزمة، فيما هدد عشرات الشباب الموالين له بالخروج إلى الشارع في حال رحيله. البلدية عرفت أمس أجواء مشحونة وتحركات غير عادية للمعارضين للمير والمؤيدين له، حيث قام المعتصمون منذ ستة أيام بفتح البلدية بعد أن تحصلوا على نسخة من لائحة سحب الثقة وقاموا بنسخها وتعليقها في مختلف الأحياء، معتبرين ما حصل مؤشرا إيجابيا، لكنهم أكدوا بأنهم متمسكون بموقفهم ولن ينفضوا إلا بعد الحصول على ضمانات ملموسة تؤكد رحيل المير، ودعت نفس المجموعة إلى اعتصام ومسيرة نهار اليوم أسموه ب"اعتصام الرحيل" و وزعوا منشورات بِشأنه لتعبئة السكان، الذين يقولون، أنهم يشاركونهم المطلب بعد أن فاحت ،على حد تعبير ممثليهم رائحة الفساد، وقد وجدنا من بين المعتصمين مقاول قال بأن معظم ما تم إنجازه لا يخضع للمواصفات وأنه قدم تفاصيل بشأن المشاريع للوالي الذي وعد بإيفاد لجنة تحقيق في الموضوع .وعاد المعتصمون للحديث عن سلوكات استفزازية من طرف من أسموهم بالمأجورين، وهي النقطة التي يقول معارضو المير، بأنها كانت سببا في سحب الثقة، حيث جاء في اللائحة انتقاد صريح لرئيس البلدية بعدم الاهتمام بالأزمة رغم خطورتها بالقول أنه رفض عقد جلسة طارئة يوم 18 مارس لمناقشة الموضوع، معتبرين التصريحات الخطيرة التي وردت على لسان المحتجين ليلة أمس الأول خلال اجتماع جمعهم بكل من رئيس الدائرة و المير، مساس بشرف وسمعة المجلس البلدي. اللائحة التي وقعها 11 منتخبا تراجع أحدهم عن موقفه بعد ساعات، جاء فيها أن المحتجين تحدثوا عن محاولات شراء ذمم وتحريض من المير، وهي نفس الإتهاهات التي ساقها من وجدناهم معتصمين أمام البلدية أمس و أكدوا أنهم صرحوا بها لمصالح الأمن، علما بأن النصاب الذي يسمح بسحب الثقة بالأغلبية رفع بعد انسحاب احد الموقعين الذي أكد لنا بأنه ظلل ووقع بنية درء الفتنة لا لأنه معارض لرئيس البلدية.خبر سحب الثقة حرك عشرات الشباب من أحياء السطحة، الغيران، عين السداري، الشراكات وجدناهم متجمعين أمام مقر الدائرة بينما كان رئيس الدائرة مجتمعا مع ممثلين عنهم، حيث قال من تحدثنا إليهم أن المير لا يجب أن يرحل لأنه قدم الكثير لسكان الحامة ونفوا كونهم مأجورين أو لجوءهم إلى العنف مشيرين بأنهم شاركوا في البداية في الاحتجاجات للمطالبة بالشغل لكنهم انسحبوا بعد أن تحولت المطالب إلى سياسية، وعلى صغر سنهم اظهر هؤلاء إطلاعا كبيرا بما يجري داخل المجلس وقدموا أسماء منتخبين يتهمونهم بإحداث الفتنة وقالوا بأن أصحاب الفيلات الفوضوية هم من حركوا الشارع ونعتوهم بالمنتخبين المقاولين وأصحاب المصالح . فيما قال رئيس البلدية أن ما يجري مجرد مناورات من أطراف سياسية تريد إزاحة حزبه وتستهدفه هو شخصيا مشيرا بأن لديه عشرة آلاف توقيع لمؤدين له واصفا من يطالبون برحيله بالقلة ومتهما عدد من أعضاء المجلس من خارج تشكيلة الأرندي التي يمثلها بتأليب بقية الأعضاء. و تحدث من حضروا الاجتماع عن ضلوع منتخبين فيما أسموه بالفتنة العشائرية التي حذر منها المعتصمون أيضا، أما رئيس الدائرة فقال بأن اللائحة وجهت للجهات المخولة قانونا وان المجلس يبقى قائما ويمارس مهامه بشكل طبيعي، وقد حاول المسؤول امتصاص غضب الموالين للمير بالتأكيد على وجود مساع للتكفل بإنشغلاتهم مطمئنا بأن السكن لن يذهب إلا لمستحقيه. التطورات الحاصلة تؤكد وجود حراك داخل المجلس حرك الشارع ليتحول ما كان مجرد إحتجاج على البطالة إلى حركة متعددة الأوجه وصراع معلن بين المنتخبين فيما بينهم و أطراف أخرى أجمع من تحدثنا إليهم أن الأمر يتعلق بمقاولين، لتحمل كل جهة المسؤولية للجهة الأخرى وتحذر من إنفجار قد يدخل سكان الحامة الهادئين في اضطرابات خطيرة وغير مسبوقة. نرجس/ك