شكل استمرار غلق وعدم استغلال دار البيئة بولاية المسيلة منذ استلام بنايتها قبل 03 سنوات، علامات استفهام، و أثار تساؤلات المنتخبين المحليين والجمعيات الناشطة في المجال البيئي، ما حرم الكثير من الفاعلين في مجال حماية البيئة و أعضاء النوادي الخضراء عبر الولاية من مكان للقيام بالنشاطات التحسيسية و التوعوية على مستوى هذا المرفق. و أفادت مصادر مسؤولة بمديرية البيئة أن غياب التجهيزات في الوقت الحاضر سببه بقاء الدار مغلقة. وطالب عدد من المنتخبين والجمعيات البيئية بضرورة فتح الدار وتفعيل مرصد البيئة، معتبرين أن استمرار غلق الهيكل يشكل عائقا أمام الجمعيات المختصة في حماية البيئة والمحيط والنوادي الخضراء لتجسيد أهدافها ميدانيا، وتنظيم ملتقيات وتجمعات لدراسة المشاكل و المساهمة في نشر الثقافة البيئية، و تحضير أرضية صلبة لتوسيع رقعة المساحات الخضراء والقضاء على الظواهر السلبية التي تشوه المحيطات العمرانية ومجالات الحياة اليومية للمواطنين، في الفضاءات التي تتحرك في دائرتها.ويرى منتخبون محليون أن غلق دار البيئة إلى جانب عدم تفعيل مرصد البيئة الذي من شانه كذلك متابعة الواقع البيئي بالولاية واستشراف الوضعية المستقبلية للتنمية، يجعل من الصعب القيام بالحملات التحسيسية الرامية إلى نشر الثقافة البيئية و طالبوا بفتحها سريعا ، وهو المطلب الذي دعمته بعض الجمعيات البيئية، ومنها جمعية ناس الخير التي دعت إلى شراكة حقيقية في هذا المجال من خلال خلق المساحات الخضراء وتوسيع رقعتها، بعدما تحولت أحياء وبلديات المسيلة إلى مراقد تنعدم بها جميع ضروريات الحياة والراحة والترفيه. وقال رئيس جمعية ناس الخير بن قبي صلاح الدين في هذا الصدد أن هناك مقترحات كثيرة تم تقديمها من أجل تحسين الإطار البيئي بعاصمة الولاية تحديدا، من خلال المطالبة بإنشاء غابة نزهة واستجمام بالمدخل الشمالي لمدينة المسيلة، معتبرا أن هذا المشروع الحيوي سيكون بديلا لنقص المساحات الخضراء والحدائق بالمنطقة، كما تحرص الجمعية وفق رئيسها على إنشاء مركز تطعيم الأشجار في إطار مشروع "الفيدا" العالمي، وهو المشروع الذي لم ينجز حتى الآن رغم أن الغلاف المالي المخصص له والمقدر ب700 مليون سنتيم متوفر، وكذا الوعاء العقاري. وأشار محدثنا إلى أن المشروع في طور الغلق وهو ما يتطلب تدخلا من سلطات الولاية لتجسيده قبل فوات الأوان، خاصة وأن أهدافه كبيرة ومنها توفير الأشجار و بالخصوص المثمرة منها واستفادة طلبة الجامعة منه في دراستهم وكذا القضاء على البطالة. مدير البيئة بالولاية أوضح أن تأخر فتح دار البيئة بالولاية طيلة هذه الفترة راجع لكون الجزء المتعلق بالتجهيز من المشروع تعطل، وذكر أن هناك مساع لتجهيزها بإمكانيات بسيطة، حتى يمكن دخولها مجال الخدمة قريبا.