لن أنسحب من رئاسة الفاف والمقابلات القادمة للمنتخب ستجري بعنابة - عتبر رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم محمد روراوة الفوز المحقق على المغرب بمثابة نقطة التحوّل في مسيرة النخبة الوطنية في التصفيات المؤهلة على الطبعة القادمة من نهائيات كأس أمم إفريقيا، و أكد في هذا الحوار الذي أجرته معه النصر بأن الحظوظ في التأهل إلى " الكان " أصبحت قائمة، و الكرة الآن في معسكر اللاعبين و الطاقم الفني لتحقيق الهدف المنشود. هذا و قد لمح راوراوة إلى إمكانية لعب الخضر مبارياتهم القادمة بعنابة، كما تحدث عن بعض الأمور المتعلقة بتسيير المنظومة الكروية الوطنية، و كذا ظفره بمنصب في المكتب التنفيذي للفيفا، و أمور أخرى نكتشفها من خلال إجاباته على أسئلتنا، و التي كانت على النحو التالي : كيف كان رد فعلك بعد الإنتصار المحقق على المغرب ؟ الأكيد أن هذه النتيجة تكتسي أهمية بالغة في مسيرة المنتخب الوطني، لأن التعثر كان يعني الإقصاء المباشر و المبكر، لذا فلا بد من الإشادة بالتضحيات التي قدمها اللاعبون من أجل تحقيق هذا الفوز، دون تجاهل الدور الكبير الذي لعبنه كل الأطراف، من طاقم فني و طبي، إضافة إلى لجنة التنظيم و السلطات المحلية لولاية عنابة، دون نسيان الدور الكبير الذي لعبه الجمهور، لأن هذا الإنتصار كان بمثابة منعرج حاسم في مشوار المنتخب، لأن الخوف من الإقصاء كان قد أثر على معنويات المجموعة، لكن و بالنظر إلى الوضعية الراهنة للمجموعة التصفوية الرابعة يمكننا القول بأننا تخلصنا من الكابوس النفسي، و أصبحنا قادرين على كسب الرهان بعد إستعادة الثقة في النفس و الإمكانيات. برأيك ما هي حظوظ الخضر في التأهل بعد هذا الفوز ؟ مما لا شك فيه أن المنتخبات الأربعة تمتلك حظوظا متساوية في التأهل إلى " الكان " بعد حصولنا على رصيد 4 نقاط في مرحلة الذهاب من التصفيات، و ما علينا الآن سوى توظيف عاملي الخبرة و التجربة التي تمتلكها العناصر الوطنية لكسب الرهان، لأننا نسعى دوما لتوفير كل الظروف التي من شأنها أن تضع المنتخب في أحسن الوضعيات، و بالتالي فإن الكرة في معسكر اللاعبين و الطاقم الفني المطالبين ببذل قصارى الجهود لتحقيق التأهل، و لقد لمسنا في المقابلة الأخيرة إستعادة التشكيلة العزيمة التي كانت عليها في تصفيات المونديال، الأمر الذي يدفعنا إلى التفاؤل بخصوص القدرة على حجز تذكرة التأهل ، و كل أملي أن نتأهل سويا برفقة أشقائنا المغاربة، لأن إمكانية تأهل منتخبين عن هذه المجموعة واردة. و ما تعليقك على الإجراءات التنظيمية لهذا " الديربي " المغاربي بمدينة عنابة ؟ لقد كانت كل الظروف مهيأة للمنتخب الوطني و نظيره المغربي، من إقامة جيدة، و ضبط برنامج التدريبات، و هو أمر يدفعنا إلى الجزم بأن التنظيم كان محكما، و حتى مشكل أرضية الميدان الذي كان قد أثار مخاوف الطاقم الفني الوطني لم يطرح إطلاقا، بدليل أن " الخضر " أجروا معظم تدريباتهم في الملعب الرئيسي، كما أن المباراة كانت عرسا كرويا كبيرا، لأن المغاربة حظيوا بإستقبال مميز، و اللقاء لم يشهد أية حادثة تجاه الضيوف، مما يعني بأن اللجنة المنظمة نجحت في كسب الرهان، و شخصيا أفضل أن تقام كل المقابلات القادمة للمنتخب في عنابة، مادامت شروط التنظيم متوفرة، كما أننا نجحنا في تحقيق الفوز الذي طال إنتظاره، و ستكون هناك مقابلة ودية في منتصف شهر أوت القادم من المحتمل جدا أن نبرمجها بعنابة، قبل إتخاذ القرار الرسمي بشأن مكان إستضافة منتخب جمهورية إفريقيا الوسطى في شهر أكتوبر المقبل في إطار التصفيات القار نعرج الآن على الحديث عن تسيير كرة القدم الجزائرية، فما سر غياب وزير الشباب و الرياضة عن أشغال الجمعية العامة للفاف ؟ حضور الوزير جيار إلى عنابة لم يكن للإشراف على أشغال الجمعية العامة العادية، و إنما للوقوف إلى جانب المنتخب في هذه المقابلة الهامة و المصيرية، إضافة إلى إستقبال نظيره المغربي منصف بلخياط، و لم يكن مبرمجا حضور جيار إلى الجمعية العامة، لكن الوزارة أوفدت ممثلا عنها، و يتعلق الأمر بحسين كنوش، رغم أن هناك بعض الأطراف حاولت الإستثمار في هذا الغياب للحديث عن تكهرب الأجواء بيننا، و بالتالي فإنني استغل الفرصة لأؤكد بأنه ليست لدي أية مشكلة مع وزير الشباب و الرياضة، و الفاف بكامل طاقمها تبقى دوما تحت لواء الوصاية، و الدولة ما فتئت تدعم رياضة كرة القدم، خاصة بعد النجاح في ضمان التأهل إلى المونديال. لكن المشكل الذي طرح مؤخرا يتعلق بمطالب رؤساء الأندية المحترفة. أليس كذلك ؟ الحقيقة أن فخامة رئيس الجمهورية وضع اللبنة الأساسية للأول بطولة إحترافية في الجزائر، بعدما إتخذ جملة من التدابير الإستثنائية الخاصة بدعم الأندية لدخول عالم الإحتراف، و هي الإجراءات التي صدرت في قانون المالية التكميلي، رغم أنني شخصيا أعتبر مطالب رؤساء الأندية شرعية، لأن مشروع الإحتراف في الجزائر يسير بوتيرة بطيئة، مادامت الفرق لم تتحصل على الإعانات المالية التي كانت منتظرة، و ما على الوزارة إلا وضع الثقة في رؤساء النوادي و تسريح الدعم المالي، إضافة إلى التعجيل في إتخاذ الإجراءات الكفيلة بتشييد ملاعب و مقرات رسمية لكل الفرق المحترفة، لأن قانون الإحتراف الذي تم إعتماد يقضي بإستفادة كل نادي من قطعة أرضية تتربع على مساحة 2 هكتار، و هي شروط تجعل التطبيق الفعلي للإحتراف مرهونا بدعم الدولة و لو لفترة معينة، و سنحاول في الأيام القليلة القادمة تباحث تطورات هذه القضية، لأن الإحتراف خيار حتمي لتفادي عقوبات الفيفا . و ماذا عن العديد من الأندية الهاوية التي تطالب بالإلتحاق بمصاف الإحتراف ؟ قد تحدثت بصراحة عن هذه القضية خلال الجمعية العامة، و ذلك من أجل الوفاء بالوعود التي كان قد تقدم بها زميلي محمد مشرارة لرؤساء أندية قسم وطني الهواة في بداية الموسم، و قد طرحت من باب الأمانة مشروع صعود بطل كل فوج من وطني الهواة مباشرة إلى الرابطة المحترفة الأولى، غير أن أعضاء الجمعية العامة رفضوا بالإجماع هذا الإقتراح، كما أن المكتب الفيدرالي كان قد ضبط في مشروع نظام المنافسة بطولة الرابطة المحترفة الثانية بفوج واحد يتشكل من 16 فريقا، لكنني و مع ذلك قررت الإبقاء على الباب مفتوحا لتحفيز بعض الفرق التي تعد ملفات إدارية جادة تكشف من خلالها عن سعيها لدخول الإحتراف، و عليه فقد طلبنا من أندية قسم الهواة إعداد ملفات إدارية و سندرسها في نهاية الموسم الجاري، و قد نضطر بعدها إلى الرفع من عدد أندية الرابطة المحترفة الثانية. زيادة على ذلك، فإن التكريمات التي قمتم بها أثارت تذمر بعض الوجوه التي لم تكرم أمثال لموي الذي كان في قمة الغضب ؟ شخصيا كنت أنتظر مثل هذه المواقف، لكنني طرحت هذه الإشكالية في الكثير من المناسبات، لأن هذه المبادرة لا تتم مرة واحدة، و أصبحت من العادات التي تبادر إليها الإتحادية في كل جمعية عامة، كما أنه يستحيل تكريم كل الوجوه الكروية في مناسبة واحدة، و قد إخترنا ممثلين عن الحكام، اللاعبين، المدربين و رؤساء الفاف و رؤساء الرابطات لتكريمهم في عنابة، و لموي لم يدرج ضمن القائمة، و هو على دراية بذلك، لكنه قد يدرج في قائمة المكرمين في الدورة القادمة، لأننا نسعى لأن نكرم كل من ساهم في خدمة الكرة الجزائرية، من دون أن تكون هناك حسابات ضيقة لهذه العملية. و كيف تم إدراج كل من ماجر و قندوز ضمن القائمة رغم معارضتهما الشديدة لسياسة تسيير الفاف ؟ كما سبق و أن قلت فإن الفاف تسعى لمس كل الأطراف التي خدمت الكرة الجزائرية، و ماجر و قندوز كانا من أبرز نجوم الكرة الجزائرية، لأنهما مثلا الجزائر في مونديال إسبانيا، و تداولا على حمل شارة قيادة المنتخب، كما أن ماجر كان القائد الذي حمل التاج الإفريقي الوحيد للنخبة الوطنية، و بالتالي فهما وجهان يستحقان التكريم، بصرف النظر عن موقف كل واحد من السياسة التي ننتهجها في تسيير شؤون الكرة الجزائرية، و قد وجهت الإتحادية الدعوة لكل منهما و أبدى كل واحد إستعداده للحضور، و هو ما تجسد فعلا، و هنا أود أن أفتح قوسا لأشير إلى أن مصلحة الكرة الجزائرية تبقى دوما فوق كل إعتبار، و الصراعات الهامشية و الشخصية لا بد أن توضع جانبا، لأنه لا يوجد أي مشكل بيني و بين ماجر أو قندوز. و ماهي دوافع إصدار عفو شامل عن اللاعبين و المسيرين بمن فيهم حناشي ؟ السبب الوحيد في إتخاذ هذا القرار يمكن في تزامن ذلك مع إنتخابي كعضو في المكتب التنفيذي للفيفا في أواخر شهر فيفري الماضي، لأنه المرة الأولى التي يظفر فيها جزائري بمقعد في هذه الهيئة الكروية العالمية، الأمر الذي دفعني إلى إقتراح عفو عن كل اللاعبين و المسيرين و حتى الفرق، لأنه شرف كبير لكل الجزائريين مثل هذا المكسب، و بالتالي فقد كان لزاما علينا وضع المصلحة العامة فوق كل إعتبار، و البداية بسحب الشكاوى التي كانت مقدمة ضد رئيس شبيبة القبائل محند الشريف حناشي لدى الجهات القضائية، على خلفية تصريحاته التي إتهم فيها المكتب الفيدرالي، إضافة إلى إلغاء العقوبة التي كانت مسلطة عليه، مع توسيع دائرة العفو لكل الفرق و اللاعبين. و بعد إنتخابك كعضو في اللجنة التنفيذية للفيفا، ما هو مستقبلك على رأس الفاف ؟ الحقيقة أن حصولي على مقعد في المكتب التنفيذي للإتحاد الدولي لكرة القدم كان بفضل العمل الذي قمت به على رأس الفاف، لأن الإتحادية الجزائرية عبدت لي الطريق لدخول الكاف، ثم الفيفا، و بالتالي فإنني و مهما حصلت على مناصب في مختلف الهيئات الكروية العالمية، القارية و الإقليمية فإنني لا بد أن أضع خبرتي في خدمة بلدي، و عليه فإن إنسحابي من رئاسة الفاف مستبعد في الوقت الراهن، خاصة و أن المنتخب يمر بمرحلة جد حساسة و التغيير ليس مناسبا، و بقائي في منصبي إلى غاية نهاية العهدة أمر لا نقاش فيه، و إذا ما وجدت خليفة لي فإنني سأنسحب، لكن ذلك لن يكون إلا بعد الإطمئنان على مستقبل الكرة الجزائرية، لأنني و لما وافقت على العودة في شهر فيفري من سنة 2009 قطعت إلى نفسي وعدين، الأول بضمان تأهل المنتخب إلى "الكان " و " المونديال " و قد تحقق هذا الحلم، أمام الوعد الثاني فيخص البطولة المحترفة، لأن الجزائر بحاجة إلى مرحلة إحتراف فعلية، في الذهنيات و التسيير. حاوره : صالح فرطاس * تصوير الشريف قليب