في ديوانه «قالت الوردة» يقدم الشاعر رؤية إبداعية لخلق الكون عثمان لوصيف من الأصوات الشعرية المتميزة التي طبعت التجربة الشعرية المعاصرة في الجزائر بطابع خاص، حتى استحق لقب «أمير شعراء الجزائر في العصر الحديث»، أهم ما يميز تجربته الشعرية هو تخلصها من النزعة الأيديولوجية التي طغت على الكتابات الشعرية في السبعينيات من القرن الماضي، و وسمتها بالكثير من الضعف، ونزوعه إلى لغة صوفية راقية ليس فيها أي تكلف أو افتعال، يظهر هذا منذ ديوانه الأول «الكتابة بالنار» سنة 1982، حيث ظل منذ ذلك الحين يسرج القصائد تلو القصائد ببراعة فائقة، حتى بلغت أعماله الشعرية قرابة العشرين ديوانا، ومن هذه الأعمال ديوان: «قالت الوردة»، وهي قصيدة مطولة جاءت في ديوان كامل: القصيدة/الديوان مهداة إلى «مارغريت أوبنك». من أجل الإنسان ومستقبل الإنسانية، وقد كتبها الشاعر في العشر الأوائل من رمضان المعظم الموافق لشهر ديسمبر 1999. وقبل قراءة النص، وإبراز أبعاده الرمزية نقف لحظة عند العنوان، والذي يتألف من لفظتين: «قالت، والوردة»، قالت: من القول أو الكلام، والكلمة قوة فعل وخلق ولقد أحب الله، فقال كن فكان الكون، فسبب وجود الكون هو الحب، وعناصر العالم كانت مستقلة ثم اتحدت، فالماء يتكون من (أوكسجين وهيدروجين) فلما اتحد العنصران تكون الماء، وفي الزواج الاتحاد بين الزوجين ينتج عنه ولادة وخلق، والانفجار الأعظم كذلك نتيجة تفاعل العناصر فبلا اتحاد لا يكون خلق ولا تكون ولادة. والأمر نفسه في التصوف ما دام الإنسان محتفظا بصفاته المادية، والمعنوية فلن يستطيع رؤية محبوبه، ولكي يستطيع ذلك لا بد من أن يتخلى عن صفاته الخاصة، ويضع مكانها صفات محبوبه، وعندما يتخلى نهائيًا عن صفاته، ولا يبقى في ذاته إلا صفات محبوبه هنا يستطيع أن يقول: «أنا من أهوى ومن أهوى أنا»، وهنا يحدث الفناء، وهذا ما جعل الحلاج يقول: «ما في الجبة إلا الله»، معبرا عن حال وحدة الشهود. وإذا عدنا إلى العنوان نجد أن الكلمة التي تقولها الوردة هي: كن، صرخة الولادة، الانفجار الكوني العظيم. أما دلالة الوردة فأول ما ترتبط بالأنوثة، فهي رمز للمرأة للبكارة والخصب، ولذلك تُشبه المرأة بالوردة، وفي هذا التشبيه تقرن الأنوثة الدائمة إلى الإحساس بالطبيعة، وهذا التلازم بين ما هو أنثوي وما هو طبيعي نجده في الصوفية حيث يتوحد الروحي والطبيعي، كما يتوحد الإنساني والإلهي، وهو توحيد للطبيعة الثنائية. والحب الذي يوحد بين الفيزيائي، والروحي يحيل إلى التجلي، والتجلي الإلهي يفضي بدوره إلى المشاهدة التي ترتبط بالإبداع الخيالي أوثق ارتباط، ومن خلال هذه الوحدات المتشابكة يطل الجوهر الأنثوي وتبرز المرأة -الوردة- رمزًا للإله المتجلي في شكل محسوس وفي صورة فيزيائية، وهذا يذكرنا بالمرأة التي كانت تُعبد في الحضارات القديمة، فقد عبد المصريون القدامى «إيزيس» بوصفها الآلهة الأم وانتشرت عبادتها بعد ذلك عند اليونان والرومان، وكانت زهرة اللوتس المقدسة رمزا لهذا الجوهر الأنثوي المتجسد في شخصية إيزيس. يمكن أن نتعرف على الجوهر الأنثوي أيضا من خلال قصص الخلق سواء في الأساطير القديمة أو في الكتب المقدسة، وهذا يبين لنا أن التركيب الثيوصوفي لرمز المرأة في نص «عثمان لوصيف» لم ينشأ من فراغ ذلك أن له جذورا ميثيولوجية قديمة جدا. وهكذا يتراءى لنا اللامرئي والمرئي، الروحي والفيزيائي في تجانس وانسجام، وتغدو الوردة بمثابة الروح الخلاقة، والقدرة الإبداعية، والأنوثة ذات الطابع الإلهي الخالق الذي روح الشاعر المبدع من روحها، وهي التي عن شفاهها سالت كلمات القصيدة التي تبدأ كما نلاحظ في المقطع الأول بصيحة الخلق: «صيحة الأمر دوت/ وكن! فاستجاب السكون العميق/ وحنّت نواقيسه فاختلج ولهًا/ واشرأب الظلام امتزج بالرؤى والمرايا التي لألأت أنجما وهزج/ صيحة... واستشاط السديم/ تمخض رعدًا عناصره تتفكّك أو تندمج/ ثم كانت غيوم وكانت بروق/ وكانت رياح وكانت مهج/ وسماء بغير عوج». هكذا تبدأ القصيدة بصيحة الخلق: (كن)، والتي تم بها حنين العناصر بعضها إلى بعض وامتزاجها، كما في صرخة الإنسان عند الولادة «وحنت نواقيسه فاختلج ولهًا»، وما هذا الوله إلا رعشة الحب الإلهية التي سرت في أوصال المادة والعناصر، فالقصيدة تبدأ من اليوم الأول لخلق الكون، والذي هو تاريخ الشاعر-الإنسان- نفسه، الذي لم يكن معزولاً في أية حقبة من الأحقاب عمّا يحدث في الكون من متغيرات، فتاريخ الإنسان هو تاريخ الكون نفسه، وروح الإنسان هي روح الله المبثوثة في كل عنصر من عناصر الكون، وهذه الروح مرت بكل التفاعلات، والتحولات الكونية، وكانت روح الشاعر -الإنسان- شاهدة على كل ما حدث، فالوردة إذن هي الشاعر، وكل ما تعانيه الوردة من لواعج وأشواق وحنين إلى مصدرها الأول يعانيه الشاعر هذا المُحب الولهان الغارق في بحار العشق الروحي وفي المقطع الثاني يقول عثمان لوصيف: «وبلا جسد رحت أجتاح طوفانها/كان في باطني يتشكل كون جديد/ وفوق جبيني تسيل الدهور/ وأنا الميت الحيّ/ كنت أصوغ السديم نجوما/ وأرسل في العتمات البدور». وهنا تتقاطع تجربة الشاعر عثمان لوصيف بتجربة الصوفي في ارتباطه بالوجود، وسعي كل منهما إلى الاندماج في الكون، والاتحاد بإيقاعه الخفي. الشاعر في هذا النص يحلم بعالم آخر قبل أن يوجد العالم المادي والزمن الفيزيائي عالم افتراضي يصنعه الشاعر ولا تدركه إلا روحه المتشبعة بالفيض، وبهذا العالم يتوحد الشاعر ويمارس طقوس المعراج الروحي لكي يسجل لحظة الخلق. إن هذا النص يجسد بنية الانفصال والرغبة في الاتصال، الانفصال عن العالم الأرضي المادي، عن كل ما يربطه بهذا العالم، والاتصال بفردوس الأنوثة الأسمى، بالعالم الروحي اللامرئي، حيث يغدو الموت وسيلة للحياة الأسمى، يقول «جلال الدين الرومي»: «بالموت تتخلص النفس من فرديتها، وتصبح جمعا، وبالحب تخرج الذات نحو الآخر»، الفردية حاجز بين الأنا والآخر، الظمأ إلى الامتلاء، إلى الوجود المليء، يدفع بالصوفي العاشق نحو الموت الذي يتوجب عليه أن يعبره ولذلك أثر عن الحلاج قوله: «اقتلوني يا ثقاتي/إن في موتي حياتي/ ومماتي في حياتي/ وحياتي في مماتي». وفي المقطع الثالث: يمزج «عثمان لوصيف» الشعر بحياته، ويوحد حياته بهيامه الكوني، فيصبح الشاعر مريدا يبحث عن امتلاك الجوهر، وإدراك الأسرار الكونية والفناء فيها: «سحب تتوزعني/ وخفيفا خفيفا أرفّ أصير الضياء/ محض روح أنا/ تتغلغل في كيمياء السماء/ تارة أتناثر عبر الأثير/ وأخرى أغمغم في ذرّة من هباء». والشاعر هنا يتحرر من الجسد وينعتق من الحواس، فاسخا المجال للروح كي تنطلق في شطحاتها من أجل الاتحاد بالوجود، والامتزاج به، إنها «حركة نحو التوحد، نحو تكثيف ذاتين وزمنين في ذات وزمن واحد»، ولعل هذا ما يمنح المكون الصوفي سمته الشعرية، فالتصوف فيما يبدو حلول وإلغاء للثنائيات والحدود الفاصلة بين عناصر الوجود. «إن جوهر التجربة الصوفية هو أنها نزوع، لأنها أصلاً إيمان بوحدة أصيلة انشطرت، أي أنها اعتراف بالفجوة، اعتراف بالحدود المنتصبة بحدة بين الأشياء، ونزوع لتجاوز هذه الحدود». لقد نشأت التجربة الصوفية «نتيجة إحساس عميق في نفس الصوفي بالاغتراب عن العالم وعن الذات نظرًا لما يستشعره في عالمه من نقص ونشاز وقبح»، ولعل هذا ما عمق الرغبة في الانسجام لدى الصوفي «لكن الصوفي بدلاً من أن يتلمس ذلك داخل الواقع نفسه، ويسعى إلى تغييره اجتماعيًا بوسائله العملية، فإنه على العكس يغض طرفه عنه، ويشيح بوجهه عما يعتمل فيه من صراع، تهربًا من معضلات الحياة المتناقضة، وخشية من مغبة الولوج فيها، لينحى باللائمة على نفسه هو باعتبارها مكمن الداء، وبذلك يتخذ من (ذاته الفردية) بديلاً عن الواقع الاجتماعي، وينشأ يبحث عن الانسجام داخل أعماق الذات». وعليه فإن عودة شعرنا الجزائري إلى التصوف تهدف إلى تحقيق نوع من المصالحة الفنية مع هذا الجزء من تراثنا الروحي ألا وهو التراث الصوفي، الذي عاد إلى الظهور بقوة في شعرنا المعاصر، عاد ليحيا كنص غائب داخل النص الحاضر وهذا يتطابق مع جوهر التجربة الشعرية القائمة على ثنائية (الحضور/ الغياب)، وإذا أردنا أن ننزل هذين المصطلحين مدار الشعر، فإننا نلحظ أن الحضور يمثل التشكيل، والغياب يمثل الدلالة، بمعنى أن هناك عناصر غائبة في النص، ولكنها شديدة الحضور في ذاكرة القارئ الجماعية، ونحن عند القراءة نستحضر هذه العناصر، وهذا يدعونا -كما قلنا سابقا- إلى التسلح بالقراءة التأويلية للكشف عن هذه الدلالات المختزنة. ومثال ذلك المقطع الثامن حيث يقول الشاعر: «آه... يا امرأتي المستهامة/ يا نجمتي في متاه السبل/ ها أنا أتمزق من صبوتي/ وأصلي لعينيك أو أبتهل/ فامسحي عن جفوني اللظى/ واغسلي شفتي بالقبل/ ثم قولي: سلاما.. سلاما/ وغني معي للغوى والغزل». يستعير الشاعر في هذا النص «رمز المرأة» لبناء نصوص في ظاهرها غزلية، ولكنها في حقيقة الأمر ذات وظيفة دلالية ارتقائية متسامية من الإطار البشري إلى الإطار الروحي. والحق أن هذه الثنائية «المادي/ الروحي» ليست غريبة على طبيعة العمل الأدبي إذ أن انصهار الأضداد في بوتقة النص الإبداعي هي إحدى خواص العملية الإبداعية، وتأتي اللغة الرمزية في هذا السياق لتعبر عن حالة التوهج العاطفي، تلك الحالة التي لا تستطيع أي لغة أخرى أن تحتويها في عمقها، وإيغالها في الذات. هناك إذن تصعيد للمظهر الأنثوي إلى مستوى عال من الروحانية الصوفية، كما كان عليه الحال في الحضارات القديمة: وهنا تتجسد «جدلية اللقاء بين الحب الجسدي والحب الروحي، والتي يتولد عنها الحب الصوفي، يوصل هذا الحب إلى حالة من الوجود الأعلى، والوعي الأعلى أو ما يمكن أن نطلق عليه الرؤية الكونية لعاطفة الحب والتي تسعى للتوحيد بين الحب المادي والحب الإلهي، والنظر للمرأة على أنها جوهر مقدس، لأنها في نظر الصوفية تجل للجمال الإلهي، وفيض من فيوضاته»، وعلى هذا فكل حديث عن الجمال في نص عثمان لوصيف هو حديث عن الجمال المكنون في عالم الروح، وكل حديث عن المرأة لا يقف عند حدودها المعروفة بل يمنحها أبعادا روحية جديدة وهذا يمنح النصوص بعدين: بعد ظاهري: مصرح به، ولكنه غير مقصود وهو: الحب الإنساني. وبعد باطني: خفي هو المقصود وهو: الحب الروحي، ولكننا لا نصل إلى هذا البعد إلا بالقراءة التأويلية. وهذه الرؤية المقدسة للحب تصعد تجربة الحب لتشمل الإنسان، والكون، بمعنى آخر هناك تصعيد للحب الإنساني إلى مستوى الحب الإلهي «الفردوس المنشود»، وسعي إلى طرح قيم روحية جديدة تعتمد مبدأ المواءمة بين واقع الذات الإنسانية، ورؤاها الروحية من أجل خلق عالم جديد منسجم، ولذلك نجد الشاعر يبحث دائما عن التشاكل بين عناصر الوجود بين «الجامع، والفارق»، بين «الحاضر والغائب»، ونتيجة ذلك هي نفي التناقض الظاهر بين الأشياء، لأن الصوفية تنزع إلى استبطان حقائق الوجود والنفس رغبة في معرفة الأشياء من الداخل، وعلى حقيقتها، لا كما تبدو من الخارج، وفي هذا يقول الرمزيون بأن «الشاعر يستطيع أن يعبر عن العالم الداخلي من خلال العالم الخارجي»، أي من خلال المادة، ولكنها ليست المادة الحسية، ولا المادة العقلية، ولا العلمية، وإنما هي المادة الروحانية، المادة التي ألممنا بها قبلا، والتي ينبغي أن يكون الفنان قد استنبطها وولج إلى أحشائها، وأقام في قلبها بعد أن فض غلافها الخارجي الزائف، ونفذ إلى الحقائق المستترة في قلبها. هذا بالنسبة للرمزية أما بالنسبة للشاعر «عثمان لوصيف» فقد سعى إلى ما هو أعمق، فهو لم يكتف بالتأمل الباطني لحقائق الوجود، وإنما سعى إلى الاندماج، والتوحد معها في هذه التجربة الفريدة في شعرنا الجزائري على حد علمي، والتي لا يبلغ بها الشاعر قمة التوهج والانفعال الداخلي حتى يصل إلى حال السكر والانتشاء «أسكرتني رضابا/ وقالت: أنا لك خذني سلاما/ وها جسدي جدول عسلي/ تهجد به واستحم». نحن إذن أمام تجليات روح منها يولد النص، ويتخلق، والشاعر عندما يوظف الرمز فإنه يجعله يتخذ منحى تصاعديا من البعد المادي إلى البعد الروحي المفتوح على شتى الاحتمالات كما أن روح الشاعر تسري في عناصر الطبيعة والكون فتضم الكائنات جميعا في نسيج واحد متلاحم، وبذلك يولد رموزا صوفية جديدة مصدرها الطبيعة والكون بمظاهرهما المختلفة الحية والجامدة. وقضية توليد الرمز ليست بالأمر الهين، إذ إن الشاعر كي يستطيع أن يرتقي بعناصر الطبيعة إلى مستوى الرمز لا بد أن يعيش الحالة بامتلاء على مستوى الوجدان والروح، ومن خلال معانيها العميقة فتتروحن مظاهر الطبيعة وترق حتى تصل إلى مستوى الرمز المتعدد الأبعاد الحافل بالدلالات، ولذلك قلنا سابقا إن صدق الإنسان المعاصر في علاقته مع الأشياء يجعله متصوفا، الصدق إذن هو معيار الإبداع، كن صادقا تكن فنانًا. ومن علامات الصدق أن يرتبط الشاعر بماضيه وبتراثه، وهذا الارتباط بالتراث يظهر بجلاء عند الشاعر الجزائري المعاصر الذي لم ينس وهو يلج أبواب الماضي «أن هناك تراثًا شعريًا مترعًا بالرموز الصوفية التي تكهرب الأوصال، وتهز الوجدان وتدفع بالتالي إلى مزيد من الفعالية في مواجهة التفكك والانحلال والهبوط الروحي»، ولم تكن هذه الثورة مجرد نزوة عابرة وإنما كانت «وليدة أزمة روحية وفكرية شكلت صدمة للواقع والإنسان، وحركت فيه بواعث الرغبة في التغيير، وتنقية الذات مما علق بها من شوائب». وقد عبرت الصوفية عن هذه الرغبة المتأججة على لسان «جلال الدين الرومي» الذي يقول: «إن الهواء الذي أنفخه في هذا الناي ليس هواء، وكل من ليست له هذه النار فليمت»، هذه النار نلمس جذوة منها في شعر عثمان لوصيف عموما، وفي ديوانه «قالت الوردة» على وجه الخصوص، والذي يبقى كونا مفتوحا للقراءة، واكتشاف عوالم جديدة ولانهائية، لأن القراءة التأويلية لا تقف عند حد ولا تطمئن إلى أحد، ولذلك: «فالبحث عن عمق تأويلي يشكل وحدة كلية تنتهي إليها كل الدلالات سيظل حلما جميلا من أجله ستستمر مغامرة التأويل» لأن التأويل فعالية مستمرة، ومفتوحة لا يمكن أن تقود القارئ إلى الدلالة النهائية التي تقف عندها القراءة، وتطمئن إلى أنها وصلت إلى فهم كل ما يقوله النص، وكل ما تحمله اللغة من أبعاد، ودلالات مجازية غنية بالرموز والاستعارات، ولعل هذا ما تدعو إليه -كما رأينا سابقا- التفكيكية التي أفسحت المجال لمبدأ القراءات المتعددة، فكل قراءة عند التفكيكيين هي قراءة نسبية تبقى في حاجة إلى تفكيك لاحق، إذ ليس ثمة قراءة تفضي إلى دلالة واحدة أمام لغة قوامها المجاز والرمز.