قامت قوات الأمن السورية أمس بحملة اعتقالات واسعة غداة التظاهرات التي اندلعت في مدن سورية عدة شارك فيها الآلاف، وأسفرت عن مقتل تسعة أشخاص على الأقل، بحسب ناشطين حقوقيين. وأشارت مصادر حقوقية الى أن قوات الأمن اعتقلت أكثر من 40 شخصا في دوما (15 كلم شمال دمشق) وحمص (160 كلم شمال دمشق) ودرعا، جنوب البلاد.وقال ناشط حقوقي لوكالة فرانس برس أن "قوات الأمن فرقت أمس السبت اعتصاما كان يشارك فيه محتجون منذ أيام أمام القصر العدلي في درعا واعتقلت نحو عشرة أشخاص منهم ".وأفاد ناشط آخر أن المتظاهرين كانوا يهتفون "الموت ولا المذلة" و"مطالبنا هي هي" (أي لم تتغير).وفي مدينة دوما (شمال دمشق) التي شهدت الجمعة أحداثا دامية اسفرت عن مقتل ثمانية أشخاص وجرح العشرات، لم تسلم قوات الأمن إلا جثامين أربعة قتلى الى ذويهم، بحسب ما أفاد ناشط عبر الهاتف.وقالت مصادر حقوقية أخرى لوكالة فرانس برس أن الأجهزة الأمنية اعتقلت في دوما 12 شخصا. وكان شاهد من دوما أفاد الجمعة في اتصال هاتفي أن متظاهرين قاموا أول أمس بعد خروجهم من مسجد المدينة اثر الصلاة برشق قوات الأمن بالحجارة فردت الأخيرة بإطلاق النار عليهم، ما أدى بحسب قوله الى سقوط أكثر من عشرة قتلى موردا أسماء ستة منهم، والى اعتقال العشرات.وشيعت مدينة انخل المجاورة لدرعا أمس السبت "احد شباب مدينة انخل البالغ من العمر عشرين عاما قتل الجمعة على أيدي قوات الأمن أثناء تظاهرة في مدينة الصنمين ما أدى الى سقوط عدد من القتلى وعشرات الجرحى من المواطنين وقوات الشرطة والأمن" بحسب ناشط حقوقي.وتقع المدينتان بالقرب من درعا (100 كلم جنوبدمشق) التي شهدت اعنف موجة احتجاجات.وذكر التلفزيون السوري أمس أن بعض المحتجين قاموا بطلاء ثيابهم باللون الأحمر لتضليل الإعلام والإيهام بأنهم جرحى. من جهته اعتبر المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أمس أن بان كي مون "قلق بشدة" اثر سقوط قتلى مدنيين في سوريا خلال تظاهرات الجمعة. وأورد بيان للمتحدث لمناسبة زيارة بان لكينيا أن "الأمين العام قلق بشدة للوضع في سوريا حيث سقط عدد آخر من المدنيين خلال التظاهرات الشعبية الأخيرة".وأضاف أن الأمين العام "ياسف لاستخدام العنف ضد متظاهرين مسالمين ويدعو الى وقفه فورا".وجدد الأمين العام في بيانه "دعوته الحكومة السورية الى احترام التزاماتها الدولية على صعيد حقوق الإنسان".