الجزائر تدعو لحل عاجل للأزمة الليبية على أيدي الليبيين دعت الجزائر أمس لوقف سريع لإطلاق النار في ليبيا والتعجيل بحل سياسي للازمة المستفحلة حاليا في خدمة لاستقرار البلد ودول الجوار . وقال الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغربية والإفريقية عبد القادر مساهل في ندوة صحفية مشتركة مع الوزير البريطاني المكلف بالشرق الأوسط و إفريقيا الشمالية اليستار بيرت أن الجزائر تريد حلا سريعا بيد الليبيين ولليبيين و من أجل ليبيا". وأضاف في رده على سؤال بخصوص الوضع في هذا البلد الجار أننا أبلغنا الجانب البريطاني أن الحل السياسي يبقى مخرجا للأزمة ، فكل حرب وعنف يعطل العودة للاستقرار في البلد الشقيق ويترك آثاره على أمن واستقرار المنطقة. وأضاف أيضا "نحن نريد وقفا سريعا لإطلاق النار وتمكين وفد الاتحاد الإفريقي من القيام بمهمته لزيارة ليبيا"، و جدد موقف الجزائر الداعي لفتح حوار غير مشروط بين الليبيين و أن يترك الخيار للشعب الليبي وحده. و ذكر السيد مساهل أنه شرح للموفد البريطاني الموقف الجزائري المكون من 7 نقاط وأسباب الغياب عن اجتماع مجموعة الاتصال الخاصة بليبيا في العاصمة البريطانية وغياب دول الاتحاد الإفريقي. وابلغ مساهل الموفد البريطاني انشغال الجزائر الشديد من ان استمرار الوضع المتأزم في ليبيا تهديد لأمن المنطقة و قال لقد تناولت في محادثاتي مع الجانب البريطاني التهديد الذي يمثله تنظيم قاعدة المغرب الإسلامي في المنطقة و الخسائر التي يمكن أن يتسبب فيها ، نعلم أن هناك أسلحة كثيرة يجري تداولها في ليبيا و بسبب التهديد الإرهابي في جنوبنا فإن ذلك يحمل مخاطر كبيرة وقد عبرت دول في الأمن الدولي عن مخاوفها من ذلك في إشارة على وجه الخصوص للموقف الروسي. في حين اكتفى ممثل الحكومة البريطانية بتبرير التدخل الغربي في ليبيا ، مستندا الى الغطاء الدولي وخصوصا الجامعة العربية وأشاد بسرعة استجابة المجموعة الدولية لمنع الزعيم الليبي من إبادة شعبه، على حد قوله. وأضاف اليستار بورت أن كل الشركاء في إشارة إلى التحالف الدولي يريدون مواصلة الحوار مع الاتحاد الإفريقي و الاستماع لاقتراحاته لدعم الشعب الليبي لتحقيق حريته. وأسف المبعوث البريطاني عن غياب الجزائر و الاتحاد الإفريقي عن الاجتماع . وبخصوص الوضع الداخلي تحدث الموفد البريطاني إلى انه ستكون له جلسة ثانية مع الجانب الجزائري و سيسأله عن الوضع الداخلي و ما يسمى بالربيع العربي ، مشيدا في السياق ذاته باستقرار الجزائر في محيط مضطرب. وكرر الموقف البريطاني بخصوص رفع حالة الطوارئ طريقة استجابة السلطات الجزائرية للموضوع. وأشاد الجانبان بمستوى التعاون الثنائي في كل المجالات وأعربا عن رغبتهما في تعزيز العلاقات الثنائية ،و تنويعها إلى مجالات أخرى تضم الفلاحة والتجارة. وأعلن مساهل في هذا الصدد عن تفعيل اللجان المشتركة ومنها اللجنة التجارية والقضائية المقرر أن يجتمعا قريبا. كما شكل التعاون الأمني أحد محاور اللقاء وأكد البلدين عزمهما على تعزيز التعاون في هذا المجال إلى جانب المسائل المتعلقة بالهجرة. و دعا اليسار بورت عند تطرقه للملف الصحراوي إلى الحل العاجل والفوري لهذه القضية التي تعتبر من أهم القضايا التي لم يتوصل بعد إلى حلها في العالم، كما جدد موقف بلاده الداعم إلى حل سلمي ومقبول من الجانبين .