تلقى المبادرة التي أطلقها الاتحاد الأفريقي لإيجاد حل سلمي للصراع في ليبيا تفاعلات ايجابية على الساحة الدولية في الوقت الذي يتم التشديد فيه على توسيع التشاور مع الجامعة العربية لاحتواء هذا الصراع. ويحمل رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي جون بينغ الذي يوجد بالقاهرة منذ امس خارطة الطريق الافريقية لانهاء الصراع في ليبيا للتشاور بشانها مع الامين العام للجامعة العربية، عمرو موسى. ويرى المراقبون أن مسؤولي المنظمتين الاقليميتين اللذين كان لهما تجارب مشتركة لتسوية ازمات مثلما جرى في الصومال والسودان سيبحثون موضوع تنسيق الموقف بشان الوضع في ليبيا على الصعيدين الاقليمي والدولي. وكانت جامعة الدول العربية حضرت اجتماع الاتحاد الافريقي الاخير باديس ابابا بشان الازمة الليبية الى جانب ممثلين للاتحاد الأوروبي ومنظمة المؤتمر الإسلامي. وعرض الاتحاد الإفريقي خطة محادثات بين الحكومة الليبية وبين المعارضة تتضمن وقفا لإطلاق النار وترتيبات حكم انتقالي يؤدي الى اصلاحات سياسية واجراء انتخاباتة ديمقراطية في البلاد". واقترح الاتحاد رعاية لقاء بين اطراف الصراع في ليبيا من اجل وقف الأعمال العدائية وخطة لاغاثة ومساعدة وحماية المدنيين. وأيدت العديد من الدول خطة الطريق الافريقية الرامية الى ايجاد مخرج سريع للازمة في ليبيا بما في ذلك الحكومة الليبية. ودعت الجزائر إلى التي تدعم المبادرة الافريقية "تشاور اكبر" بين الاتحاد الافريقي والجامعة العربية حول الازمة الليبية. وأكد السيد عبد القادر مساهل الوزير المكلف بالشؤون المغاربية و الافريقية على الاهمية التي توليها الجزائر لان "يتكفل "الافارقة و العرب بازماتهما "للمضي سريعا نحو التسوية" مشيرا الى ان المنظمتين الاقليميتين سبق لهما و ان عملتا سويا في الماضي سيما بشان الملفين الصومالي و السوداني. وتدعم الجزائر خارطة الاتحاد الافريقي واقترحت مسعى لتعزيزهذه المبادرة التي تتضمن الحث على الوقف الفوري لاطلاق النارعلى كافة التراب الليبي ووقف العمليات العسكرية أيا كان مصدرها ووضع آلية لمراقبة و متابعة وقف إطلاق النار. ودعت الجزائر الى فتح وساطة افريقية من اجل "إقامة حوار بين أطراف الأزمة".وتحظى المبادرة الافريقية بموافقة ليبية رسمية حيث شدد بيان للخارجية الليبية اليوم الاحد على "قبول " بيان اللجنة الخاصة للاتحاد الافريقي الاخير وشدد البيان على "وقف اطلاق النار"و"تمسك" ليبيا بإيجاد "حل سلمي" للصراع في البلاد. وكان وزير الخارجية المصري نبيل العربي قد اقترح خلال لقائه بالقاهرة مع رئيس مفوضية الاتحاد الافريقى جون بينغ استضافة بلاده لجولات الحوار بين الحكومة اللبية والمعارضة والتي دعا اليها الاتحاد من اجل ايجاد حل للازمة في هذا البلد. وعلى صعيد آخر، أشادت الولاياتالمتحدةالامريكية بمبادرة الاتحاد الافريقي في الوقت الذي تتصاعد فيه الانتقادات للعملية العسكرية ضد ليبيا التي تشارك فيها واشنطن بعد اتهام لدول التحالف بتجاوزة تفويض الأممالمتحدة المبني على القرار 1973 الذي ينص على فرض منطقة حظر جوى فوق ليبيا لحماية المدنيين الليبيين. وقد أكد المتحدث باسم وزيرة الخارجية الأميركية مارك تونر ان للاتحاد الإفريقي دورا مهما يلعبه في حل الأزمة الليبية منوها بتشديد الاتحاد الإفريقي على الحماية الفعلية للمدنيين والحاجة الماسة لتقديم المساعدة الإنسانية إلى المتضررين من الصراع . وكان الاتحاد الأفريقى الذي عارض التدخل العسكرى الأجنبى فى ليبيا قال ان القوات الغربية "لم تجر مشاورات كافية" معه قبل شن الهجمات العسكرية على ليبيا. وسيحضر اجتماع لندن الدولي حول الوضع في ليبيا المقرر عقده يوم الثلاثاء القادم رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي جون بينغ والامين العام للجامعة العربية عمرو موسى وممثلون عن منظمة المؤتمرالإسلامي والامين العام للامم المتحدة وممثلو دول التحالف اضافة الى وزراء خارجية 35 دولة أخرى. ويعد هذا الاجتماع الدولي الثاني حول الازمة الليبية بعد الاجتماع الأول الذي عقد فى باريس الاسبوع الماضى والذي تقررخلاله أطلق العمليات العسكرية الدولية ضد ليبيا والتي تلقى انتقادات من طرف العديد من الدول والمنظمات الاقليمية.