الأرجنتين - المكسيك مارادونا و "الطانغو" على محك الجيران يخوض عشية اليوم المنتخبان الأرجنتيني والمكسيكي مواجهة نارية يراهن عليها كل طرف للحفاظ على تقاليده في نهائيات المونديال. وتبدو موازين القوى للوهلة الأولى متكافئة وإن كانت هناك أفضلية لراقصي "الطانغو" للفوز وكسب ورقه التأهل. فالأرجنتينيون الذين أبدعوا وتألقوا في الدور الأول بحصدهم ثلاثة انتصارات خولت لهم التربع على عرش المجموعة الثانية بدرجة الامتياز مع هجوم ناري (7 أهداف) ودفاع من حديد تلقى هدفا واحدا، يسعون لمواصلة استعراض قوتهم ومهاراتهم في ظل طموحاتهم المتنامية للتتويج باللقب الذي غاب عن خزائنهم منذ مونديال مكسيكو عام 2006.المدرب دييغو مارادونا يرى بأن فريقه جاهز لخوض هذه المباراة بعد أن اظهر اللاعبون ثقة في النفس خلال الدور الأول، ما يسمح لهم- برأيه- دخول أرضية الميدان بزاد معنوي إضافي، وبشيء من الجرأة والإصرار على تجاوز منعرج المكسيك.النجم الأزلي مارادونا الذي قطع على نفسه وعدا بقيادة الأرجنتين إلى التتويج بكأس العالم، وإن لم يخف صعوبة المهمة إلا أنه يمتلك على ما يبدو مفاتيح النجاح باعتماده- كما قال- على تشكيلة هجومية يقودها الثلاثي المتميز ميسي وهيغوين وتيفيز، غير أنه يخشى الضغط الكبير الممارس على اللاعبين الأمر الذي أدى به إلى اتخاذ كل احتياطاته، فعمد إلى انتهاج السرية في التحضير لموعد اليوم من خلال غلقه الحصتين التدريبيتين الأخيرتين لضمان التركيز اللازم وعدم الكشف عن أوراقه الرابحة، ومن ثمة شحن بطاريات لاعبيه في هدوء بعيدا عن الأنظار والدفع بهم إلى خوض اللقاء بعقلية المنتصر.في الجهة المقابلة ينظر مدرب المكسيك خافيير أغيري للمباراة من نفس الزاوية، ويطمح بدوره لخطف تأشيرة التأهل وتفادي الخروج من الدور ثمن النهائي الذي غادره "الأزتيك" في الدورات الأربع الأخيرة.المنتخب المكسيكي الذي اكتفى في الدور الأول بأربع نقاط مكنته من الظفر بالورقة الثانية بفارق الأهداف على حساب "البافانا بافانا" في الفوج الأول، يبحث عن مكانة مرموقة في المشهد الكروي العالمي حسب مدربه الذي يرى بأن قيمة الرهان تتطلب طرح كل الأوراق مع ضرورة تفعيل القاطرة الأمامية التي أظهرت بعض العجز في الدور الأول، حيث اكتفت بهز الشباك في ثلاث مناسبات فقط مقابل تلقى خط الدفاع هدفين، وهو ما جعل قائد الفريق رفاييل ماركيز يناشد رفقاءه بضرورة التحلي بالروح الجماعية والتضامنية، ملحا على ضرورة توخي الحيطة والحذر من خلال غلق كل المساحات أمام الظاهرة ميسي، والإيمان بقدرات "الأزتيك". وأضاف رفاييل بأنه يعرف جيدا ميسي ومدى قدرته على قلب الموازين بمفرده كونهما يحملان ألوان نفس الفريق وهو "البارصا" وعليه اعتبر هذا النجم مصدر الخطر الذي سيأتي من المنافس في لقاء اليوم الذي يتوفر على كل التوابل من تشويق وإثارة.