تمكن أعوان شركة الحراسة بمركب الحجار للحديد والصلب بعنابة، منتصف الأسبوع الماضي، من إحباط عملية تهريب وسرقة عتاد ضخم خاص بتجديد الفرن العالي رقم 2، على متن ثلاث شاحنات مقطورة، كان أشخاص مجهولون يحاولون تمريره عبر بوابة الخروج الثانية القريبة من المفحمة. و استنادا لمصدر موثوق، فقد جرت محاولة التهريب مساء يوم الثلاثاء الماضي، باستخدام ثلاث شاحنات مقطورة، كان على متنها عتاد ثقيل يتمثل في صفائح حديدية «طول نوار» و «طول ستري» هذه الأخيرة عبارة عن سلالم حديدية تثبت حول محيط الفرن العالي للصعود والنزول وكذا للقيام بعمليات المعاينة، إلى جانب قطع غيار حديدية ثقيلة يفوق طولها المترين. واستنادا للتحريات الأولية فقد صرح سائقو الشاحنات حسب الوثائق المقدمة بأنهم اشتروا العتاد من شركة « فريتي» الايطالية المختصة في تأهيل الأفران، التي غادرت المركب بعد فسخ عقدها مع الشريك الأجنبي «أرسليور ميتال»، لعدم التزامها بدفتر الشروط وأجال الانجاز . و أشارت مصادرنا بأن عملية التدقيق في تصاريح الخروج، كشفت عن محاولة تهريب العتاد بوثائق مزورة، لكون العتاد من أملاك مركب الحجار تم اقتناؤه بالعملة الصعبة، و الذي تصل قيمته إلى مبلغ 20 مليار سنتيم، و ليس تابعا لشركة « فريتي». و أوضحت مصادرنا أن الأطراف التي تقف وراء عملية التهريب استغلت توقف العمل بورشة الفرن العالي، لتقوم بتحميل التجهيزات باستخدام رافعات لإخراجها من المركب بغرض إعادة بيعها، و أكدت المصادر أنه بعد إحباط العملية تمت إعادة تفريغ العتاد في مكانه. وقد أحدثت عملية توقيف الشاحنات المقطورة الثلاث التي كانت بصدد نقل عتاد الفرن العالي رقم 02 حالة طوارئ داخل المركب، مما استدعى تدخل المسؤولين الأمنيين، لتحديد المسؤوليات، كما تم اتخاذ قرار بمنع إخراج أي عتاد و تجهيزات من المركب إلى غاية انتهاء التحقيق في القضية، الجاري التحري فيها من قبل مصالح الدرك الوطني . و قد وجدت شركات الانجاز داخل المركب صعوبة في إدخال أو إخراج عتادها، لرفض شركة الأمن والوقاية المكلفة بتأمين المركب إعطاء التراخيص بالمرور. في سياق متصل تعاقدت شركة « بورفورت» صاحبة صفقة تنفيذ مخطط الاستثمار بمركب الحجار، الأسبوع الماضي، مع شركة «بيرصون» متعددة الجنسيات، استكمال أشغال الفرن العالي رقم 2 بعد فسخ العقد مع الشركة الايطالية « فريتي»، التي لم تلتزم بما جاء في دفتر الشروط بتسليم المنطقة الساخنة في فيفري الماضي، رغم تدخل مجمع «إيميتال» لرفع العراقيل بجلب شركة من جنوب إفريقيا لإزالة الحديد الجامد في الفرن بقيمة مليون دولار، بغرض لتسهيل عمل التقنيين، و قد تم الاتفاق على تشغيل الفرن منتصف الشهر الجاري، غير أن شركة «فيرتي» لم تكن في الموعد وتوقفت أشغالها في حدود 40 بالمائة رغم توجيه عدة إعذارات لها ، ما جعل وزارة الصناعة تتدخل لفسخ العقد. و جلبت شركة « بيرصون» 55 تقنيا إلى المركب، و ينتظر بلوغ العدد 250 عاملا على مستوى الفرن في الأيام المقبلة، لإنهاء الأشغال في أجل 70 يوما. و ذكرت مصادرنا بأن مدير شركة «بيرصون» قدم إلى الجزائر على متن طائرة خاصة، لمعاينة وضعية الفرن والمرافق الفندقية التي ستستقبل عمال الشركة، وكذا خدمات النقل والإطعام. و أوضحت مصادرنا أن مبلغ تأهيل و تجديد الفرن العالي ارتفع من مبلغ 17 مليون دولار إلى 34 مليون دولار، و قد ظفرت « بيرصون» بالصفقة بقيمة 12 مليون دولار، فيما أسندت الأشغال المتصلة بالتلحيم وتجديد الأنابيب لشركة « ميتال ميند» التابعة لمجمع «إيميتال» الوطني بغلاف مالي قدره 14 مليون دولار. و ينتظر إعادة تشغيل وحدات المركب حسب المؤشرات الحالية خلال شهر سبتمبر المقبل.