العيساوة و المالوف ليسا حكرا على فنانين بعينهم كشف مغني العيساوة القسنطيني جميل باي بأنه بصدد التحضير لألبوم جديد متنوع يتكون من 8 أغنيات، يضم إلى جانب العيساوة طوابع غنائية أخرى، كالمحجوز و التونسي، موضحا في حواره مع النصر، بأنه يفضل دائما في ألبوماته تسجيل أغان متنوعة، نزولا عند رغبة الجمهور القسنطيني الذواق الذي يحبذ التجديد. الألبوم الجديد لجميل باي الذي قدمه بمعية فرقته الموسومة « الأشواق» سيكون جاهزا قريبا و يضم، كما قال، أغنيات ذات إيقاع خفيف و متنوع، مشيرا إلى أن فرقته لم تعد تقتصر على استعمال آلة البندير، الطار و الدربوكة في أداء طابع العيساوة، بل تم إدخال آلات أخرى كالكمنجة و العود، مبينا بأن ذلك لم يمس بالمبادئ الأساسية للعيساوة، التي لا يمكن المساس بها، حسبه، مضيفا بأن الوقت الراهن يتطلب إضفاء الجديد على طابع العيساوة. الفنان جميل باي ابن مدينة قسنطينة من مواليد 1967، ترعرع في أسرة فنية من أهل الطريقة العيساوية ما جعله يولع بالغناء القسنطيني، كما قال للنصر، و كان في سن 15، حين كان يرافق والده و شقيقه الأكبر في الأفراح و القعدات التي تقام بالزوايا، للتعلم و الحفظ من كبار المشايخ، كما كان يتردد كثيرا على زاوية بن عبد الرحمن، أين يقوم بإلقاء قصائد و مدائح دينية دون آلات موسيقية، رفقة أصدقائه المهتمين بالعيساوة و بحضور أهل الطريقة، بعد ذلك شارك في الحفلات مع الفرق العيساوية، حيث كان أول عمل له مع فرقة بويموت و نور الدين خوجة سنة 1992، فيما كانت أول تجربة له بمفرده سنة 1994 ،بعد أن كون فرقة تضم 10 أفراد، وقد أصبحت حاليا تضم 12 فردا ،غالبيتهم أساتذة في الموسيقى ذوي خبرة في المجال. ابن مدينة الصخر العتيق، قال بأن حبه الشديد للغناء تخطى كل الحدود، و العشرية السوداء لم تمنعه من إحياء سهرات بكلية الشعب و المسرح الجهوي لقسنطينة، فبالرغم من الاغتيالات التي طالت عددا من فناني قسنطينةوالجزائر عموما، إلا أن ذلك لم يقف حجر عثرة في طريقه، حيث واصل تنشيط السهرات و حتى الأفراح. و بخصوص ألبوماته التي حققت نجاحا كبيرا قال جميل باي بأن أول ألبوم له أصدره سنة 2010 ، فحقق نجاحا كبيرا مقارنة بالألبومات التي طرحت بعده، و ضم عدة أغان على غرار «قسنطينة»، «نمدح ونقول» و «بابا بحري»، بالإضافة إلى أغان متنوعة منها ذات الطابع المغربي، وقد أصدر ثاني ألبوم له سنة 2014 خصصه ل"براول العيساوة" و "محاجز"، و بعد سنة أصدر ألبوما ثالثا للعيساوة و التونسي، حيث ضم عديد الأغاني ك"سيدي براهيم جيتك زاير" ، "مرجانة" ، و»الله مولانا»، و هو حاليا بصدد التحضير لألبوم متنوع ينتظر إصداره قريبا. بطاقة الفنان أعادت إلينا الاعتبار في ما يتعلق بالشهر الفضيل، قال الفنان ، بأنه يحب تنشيط سهراته ، نظرا لما يحمله من طابع خاص ومميز، وكذا للحضور الجماهيري الكبير ، لأن معظم العائلات القسنطينية تحبذ حضور سهرات المالوف و العيساوة خلال هذا الشهر، مشيرا إلى أنه لم يضع بعد برنامجا له. جميل باي، الذي اشتهر بأغاني قسنطينية عديدة أبرزها "بابا بحري" و "باسم الكريم بدينا" و "عدالة" قال ، بأن وضع الفنان في السنوات الأخيرة تحسن نوعا ما ،خاصة بعد منحه بطاقة الفنان التي تعد مكسبا حققته الدولة الجزائرية لصالح الفنان، نظرا لما قدمته من تسهيلات و حماية معنوية و اجتماعية له، حيث لم يعد يجد إشكالا في حجز القاعات المخول له التحضير فيها، كما أعطت هذه البطاقة، يضيف جميل باي، الصبغة القانونية و الشرعية لمهنة الفن، حيث أصبح مخول لكل من يحملها الحديث مع الجهات المعنية و المطالبة بحقوقه. الفنان في الجزائر يعاني من مشكلة نقص الترويج الإعلامي لمنتوجه، أكد باي، و اعتبر ذلك حلقة مفقودة، حالت دون ربط الفنان بجمهوره، مؤكدا بأن الفن دون إعلام لا يمكنه النجاح و الانتشار، إذ يبقى حكرا فقط على صاحبه و محيطه، و أشار من جهة أخرى، إلى مشكلة التهميش التي يتعرض لها، خاصة في المناسبات، قائلا بأنه يتم دعوة كبار الفنانين الذين يتمتعون بشهرة كبيرة في كل المناسبات، و تبقى أسماؤهم تتداول في الحقل الإعلامي، و تصبح ممثلة للطابع الذي يؤدونه، و كأن طابع المالوف مثلا يؤديه فلان و علان فقط، في حين أن هناك أسماء عديدة تؤدي هذا الطابع بشكل جيد، إلا أنها لا تلقى شهرة في المجال الفني، مردفا بأن الجيل الصاعد له مؤهلات كبيرة وحناجر ذهبية خاصة في طابعي المالوف و العيساوة، و بإمكانه الحفاظ عليهما و تطويرهما أكثر. و في ختام حديثه للنصر، قال جميل باي بأن الفن لا يمكن أن يعتمد عليه الفنان كمصدر رزق، نظرا لما يعرفه هذا المجال من ركود، خاصة في الجزائر، فالفنان لا يعمل على مدار السنة بشكل منتظم، إنما ينشط بطريقة متذبذبة.