ملف محاولة تهريب عتاد قيمته 20 مليارا يحال على العدالة قدمت الكتيبة الإقليمية للدرك الوطني بدائرة الحجار في ولاية عنابة، بداية الأسبوع أمام وكيل الجمهورية لدى محكمة الحجار ملف التحقيق في قضية محاولة تهريب عتاد ضخم خاص بتجديد الفرن العالي رقم 2 من مركب الحجار للحديد والصلب على متن شاحنات مقطورة، ، بعد تحديد هوية المشتبه فيهم، في انتظار مثولهم أمام قاضي التحقيق. مصالح الضبطية القضائية حسب مصدر عليم، استمعت لأصحاب الشاحنات المتهمين بمحاولة تهريب العتاد، إلى جانب أعوان شركة الحراسة، و مسؤولين عن الأمن داخل المركب، حول وقائع وملابسات محاولة تهريب العتاد. وتعود وقائع القضية لتاريخ 17 ماي الماضي عندما تمكن أعوان شركة الحراسة بمركب الحجار للحديد والصلب بعنابة، من إحباط عملية تهريب وسرقة عتاد ضخم خاص بتجديد الفرن العالي رقم 2، على متن ثلاث شاحنات مقطورة، كان يحاول المتهمون تمريرها عبر بوابة الخروج الثانية القريبة من المفحمة. واستنادا لمصدرنا، وقعت المحاولة في الفترة المسائية بعد توقف ورشات التجديد والصيانة عن العمل، مستخدمين الشاحنات في نقل عتاد ثقيل يتمثل في « طول نوار» و «طول ستري» هذه الأخيرة عبارة عن سلالم حديدية تثبت حول محيط الفرن العالي للصعود والنزول وكذا المعاينة، إلى جانب قطع غيار حديدية ثقيلة يفوق طولها المترين، واستنادا للتحريات الأولية صرح سائقو الشاحنات حسب الوثائق المقدمة، بأنهم اشتروا العتاد من شركة « فريتي» الايطالية المختصة في تأهيل الأفران، التي غادرت المركب بعد فسخ عقدها مع أرسليور ميتال، لعدم التزامها بدفتر الشروط وأجال الانجاز . وأشار مصادرنا بأن عملية التدقيق في تصاريح الخروج، كشفت محاولة تهريب العتاد بوثائق مزورة، كون العتاد تابع للمركب و تم اقتناؤه بالعملة الصعبة بقيمة تصل 20 مليار سنتيم، وليس تابعا لشركة « فريتي»، مستغلين توقف العمل بورشة الفرن العالي، ليقوموا بتحميل التجهيزات باستخدام رافعات لإخراجها من المركب لإعادة بيعها، وبعد إحباط العملية تم إعادة تفريغ العتاد في مكانه، وحجز الشاحنات. وقد أحدثت عملية توقيف الشاحنات المقطورة طوارئ داخل المركب مما استدعى تدخل المسؤولين الأمنيين، لتحديد المسؤوليات، كما تم اتخاذ قرار بمنع إخراج أي عتاد و تجهيزات من المركب إلى غاية انتهاء التحقيق في القضية. كما وجدت شركات الانجاز داخل المركب صعوبة في إدخال أو إخراج عتادها، لرفض شركة الأمن والوقاية المكلفة بتأمين المركب و إعطاء التراخيص بالمرور. في سياق متصل تعاقدت شركة « بورفورت» صاحبة صفقة تنفيذ مخطط الاستثمار بمركب الحجار، الأسبوع الماضي، مع شركة «بيرصون» المتعددة الجنسيات، لاستكمال أشغال الفرن العالي رقم 2 بعد فسخ العقد مع الشركة الايطالية « فريتي» التي لم تلتزم بما جاء في دفتر الشروط بتسليم المنطقة الساخنة في فيفري الماضي، رغم تدخل مجمع إيميتال لرفع العراقيل بجلب شركة من جنوب إفريقيا لإزالة الحديد الجامد في الفرن بقيمة مليون دولار لتسهيل عمل التقنيين، وتم الاتفاق على تشغيله منتصف الشهر الجاري، غير أن « فيرتي» لم تكن في الموعد وتوقفت أشغالها في حدود 40 بالمائة رغم توجيه عدة إعذارات لها ، ما جعل وزارة الصناعة تتدخل لفسخ العقد. و شرعت شركة « بيرصون» في إدخال التقنيين إلى المركب، وينتظر الوصول إلى 250 عاملا على مستوى الفرن في الأيام المقبلة، لإنهاء الأشغال في أجل 70 يوما، وذكرت مصادرنا بأن مدير « بيرصون» قدم إلى الجزائر على متن طائرة خاصة، لمعاينة وضعية الفرن والمرافق الفندقية التي ستستقبل عمال الشركة، وكذا النقل والإطعام. وأوضحت مصادرنا بأن مبلغ تأهيل وتجديد الفرن العالي ارتفع من مبلغ 17 مليون دولار إلى 34 مليونا، وظفرت « بيرصون» بالصفقة بقيمة 12 مليون دولار، فيما أسندت الأشغال المتصلة بالتلحيم وتجديد الأنابيب لشركة « ميتال ميند» التابعة لمجمع إيميتال بغلاف مالي قدره 14 مليون دولار. وينتظر إعادة تشغيل وحدات المركب حسب المؤشرات الحالية شهر سبتمبر المقبل.