قانون المناجم المعدل قريبا على طاولة الحكومة و ينبغي البحث عن أسواق دولية جديدة 20 جوان نهاية المفاوضات مع الشريك الأجنبي لإنجاز مركب تحويل الفوسفات بسوق أهراس أكد وزير الصناعة والمناجم، عبد السلام بوشوارب، أمس الأحد، أن دائرته الوزارية «ستطرح على الحكومة قانون المناجم المعدل لإثرائه وتمحيصه»، مشيرا إلى أنه «سيتم الاستئناس بآراء الخبراء والمختصين في هذه المرحلة لإعداد التعديلات والمقترحات اللازمة حتى يكون هذا القانون جاهزا وفي مستوى التحديات ومستجيبا لتطلعات المستثمرين في هذا القطاع». واعتبر بوشوارب خلال زيارة عمل للمنشآت التابعة لقطاعه بولاية تبسة، أن «الاستثمار في مجال المناجم صعب ومكلف، مقارنة بالاستثمار في ميادين أخرى»، إذ يحتاج حسبه إلى مرافقة قانونية وكذا تسهيلات وميكانيزمات تسمح للمواطنين الراغبين فيه بالانخراط فيه، وقال الوزير في لقاء صحفي « إن قطاع المناجم بالجزائر قد عرف تدهورا في السنوات الأخيرة بفعل الأزمة العالمية التي عمقت كما قال مصاعب هذا القطاع، الذي تأثر من ناحية أخرى، بتراجع الطلب على خلفية إنهيار أسعار البترول. وذكر الوزير في معرض حديثه، بأن زياراته لعدة ولايات بينها ولاية تبسة تأتي في سياق الاهتمام الذي توليه الدولة لقطاع المناجم لإحداث الإقلاع التنموي المنشود وتمكين البلاد من موارد مالية إضافية من العملة الصعبة، إذ سيسمح المشروع الذي يجري التحضير له بمركب الفوسفات لجبل العنق وبلاد الهذبة بتبسة ببلوغ سقف إنتاج قد يصل إلى 10 ملايين طن سنويا من مادة الفوسفات، وهو ما سيسمح بتوجيه 8 ملايين منه لتموين 4 مركبات، إثنان منها بوادي الكباريت بسوق أهراس واحدة ببلدية العوينات بتبسة والرابعة بحجار السود بسكيكدة. ومن المتوقع حسب المتحدث، بعد عام أو عام ونصف، تحقيق نقلة في إنتاج الفوسفات الخام والتصدير على أمل ارتفاع الطلب والأسعار معا. ودعا بوشوارب لدى تلقيه شروحات عن منجم جبل العنق مسيري المركب إلى مضاعفة إنتاج الفوسفات والبحث عن أسواق دولية جديدة لتصدير منتوج الفوسفات، إذ في مفكرة دائرته الوزارية الانتقال من مليون طن سنويا حاليا إلى 10 ملايين طن سنويا في أفق 2020، وسيتم تحقيق هذا الهدف كما قال على مراحل. ولدى وقوفه بمصنع الأنابيب والزجاج بمدينة الماء الأبيض، أوضح الوزير أن هناك إتصالات جارية مع عدة أطراف وطنية وأخرى أجنبية لإعادة بعث المصنعين، إذ أن دائرته الوزارية على إطلاع كاف بوضعية مصنع الأنابيب الذي فتح منتصف تسعينيات القرن الماضي ولا يزال يشتغل ب 30 بالمائة من طاقته النظرية، وستتوج الإتصالات الجارية حاليا مع ممثلي البنك الخارجي الجزائري ومجمع أميتال وبعض الشركاء الأجانب والوطنيين بإيجاد حل لمعضلة هذا المصنع. أما بالنسبة لمصنع الزجاج الكائن بالمدينة ذاتها والذي يعرف وضعا أسوأ من سابقه ولم يدخل مرحلة الإنتاج رغم مرور عدة سنوات على إنجازه، فقد وعد الوزير بدراسة وضعيته لإعادة بعث مثل هذه المؤسسات التي تمتلك كما قال كل مقومات النجاح. و لدى تنقله إلى ولاية سوق أهراس، كشف عبدالسلام بوشوارب مساء أمس، أن المفاوضات مع الشريك الاجنبي لإنجاز مركب الفوسفات ببلدية واد الكباريت بولاية سوق أهراس ستنتهي في العشرين من شهر جوان الجاري ولم يحدد هوية المستثمر الأجنبي الذي يتم التفاوض معه. و أكد الوزير أن عملية انجاز المركب ستنطلق في شهر سبتمبر القادم وقد حدد موعد دخوله حيز العمل في سنة 2019 بدل 2020، مذكرا بأن هذا المركب يكتسي أهمية اقتصادية واجتماعية وسيسمح تجسيد هذا المشروع التابع لمؤسسة «فارفوس» عنابة والمتربع على 600 هكتار باستحداث 1300 منصب شغل دائم و5 آلاف منصب عمل مؤقت. وسيضم هذا المركب ثلاث وحدات الأولى لإنتاج 4500 طن يوميا من حمض السيليفيريك والثانية لإنتاج 1500 طن يوميا من الحمض الفسفوري فيما تخص الوحدة الثالثة إنتاج ثلاث آلاف طن من المادة الموجهة لإنتاج الأمونياك. وسيسهم هذا المشروع كذلك في تدعيم الإنتاج الوطني بمختلف المشتقات الكيميائية الناتجة عن تحويل الفوسفات وضمان توفير الأسمدة واستقرار أسعارها بما يسمح للفلاحين بمضاعفة الإنتاج.