وجود الوالدة إلى جانبي بفرنسا جعلني لا أشعر بأني أصوم خارج الجزائر فتح مدلل أنصار شباب قسنطينة ياسين بزاز قلبه للنصر من فرنسا أين يقضي شهر رمضان المعظم مع عائلته الصغيرة، وتحدث عن مشواره الكروي، كاشفا العديد من الخبايا و الأسرار التي تطالعونها في هذا الحوار. كيف هي أحوالك ياسين مع رمضان؟ أنا بخير و الحمد لله، صحيح أن صوم شهر رمضان خارج أرض الوطن ليس لديه نكهة، لكن تواجد والدتي إلى جانبي بفرنسا، جعلني لا أشعر أني أصوم خارج الجزائر. بزاز القرارم نفسه بزاز بعد 10 سنوات في أوروبا ولن يتغير أبدا وهل أنت من الأشخاص الذين يتأثرون بالصوم؟ لا أبدا، لا أتأثر بالصوم، بل العكس تماما أحبذ كثيرا هذا الشهر الفضيل، وفي ظل تواجدي بفرنسا فإني أقضي معظم الوقت في المنزل، أخرج من أجل قضاء بعض الحاجيات فقط ثم أعود. وما هو طبقك المفضل؟ دون أدنى شك «شربة فريك» و»البوراك» مثل جميع الجزائرين. لنتحدث الآن عن مشوارك الكروي، كيف كانت بدايتك؟ بدايتي مع كرة القدم، مثل كل الشباب الجزائري كانت في الشارع، ثم بعدها التحقت بفريق نجم القرارم في صنف الأصاغر لأتدرج بعدها عبر مختلف الأصناف إلى غاية الاكابر و لعبت موسما واحدا مع أكابر نجم القرارم، ثم غادرت الفريق بعدها و التحقت بشباب قسنطينة. كم كان سنك حينما شاركت في أول موسم لك مع الأكابر؟ أول مشاركة لي مع الأكابر كان يومها عمري لا يتعدى 16 سنة، حيث كنت أنشط في صنف الأواسط و مدرب الاكابر أصر على ترقيتي إلى صنف الأكابر و هناك انطلقت بدايتي الفعلية. كيف تم انتقالك إلى شباب قسنطينة؟ التحقت بشاب قسنطينة و كان عمري 17 سنة، حيث كنا نلعب كثيرا في قسنطينة أمام عدة أندية من مدينة الجسور على غرار واد الحد، مولودية بلدية قسنطينة و مع سكك قسنطينة، حيث رغم سني الصغير إلا أنني كنت أقدم مباريات جيدة، مما جعل مسيري السنافر يلاحظونني و يطلبون خدماتي و التحقت بالشباب في 98. تألقك بشكل كبير مع السنافر جعل المتتبعين يكتشفون مهاجما من العيار الثقيل رغم حداثة سنك؟ على كل حال لعبت ثلاثة مواسم مع شباب قسنطينة و على ما أعتقد أن الموسم الذي تألقت فيه هو الموسم الثالث، و هناك عدة عوامل ساعدتني على التألق و أتحدث هنا عن الموسم الأخير، و من بينها كان تواجد المدرب رشيد بوعراطة الذي أحييه بالمناسبة و هو من كان وراء بروزي من خلال الثقة الكبيرة التي منحني إياها، حيث أتذكر جيدا أنني عدت يومها من تربص المنتخب الوطني للأواسط انفرد بي بوعراطة و قال لي بأنه يضع كل ثقته في إمكاناتي و سأكون من بين أحد ركائز الفريق و سألعب كأساسي و هو يعول علي كثيرا، مما جعلني أتحمس كثيرا و أقوم ببداية في القمة و من سوء الحظ أن المدرب رشيد بوعراطة غادر الفريق بعد مرور شهرين. بعد تألقك مع السنافر، كنت محل اهتمام عديد الأندية، لماذا اختار بزاز شبيبة القبائل بالضبط ؟ صحيح أنني بعد الموسم الناجح الذي قدمته مع شباب قسنطينة تلقيت عدة اتصالات من أندية مختلفة من البطولة الوطنية وصل عددها إلى 7 فرق و كلها اتصلت بي و تشرفت كثيرا بذلك، و أظن ان الاتصالات كانت متقدمة مع إتحاد العاصمة و شباب بلوزداد اللذين تفاوضت معهما و لكن شبيبة القبائل كانت في ذلك الوقت الفريق الوحيد القادر على إيصالك إلى أوروبا، لاسيما و أنها كانت مشاركة في معظم الكؤوس الإفريقية، مما تسمح لك بالبروز. حدثنا عن المشكلة التي وقعت فيها يومها، بتسليم ورقة تسريحك لفريقين ؟ صحيح أنني واجهت مشكلة يومها و تكمن في كون رئيس الفريق محمد بوالحبيب منح ورقة تسريحي لشبيبة القبائل في حين سلم بعض المسيرين ورقة تسريحي إلى إتحاد العاصمة، و التحقت يومها بشبيبة القبائل و أنا أتدرب مع هذا النادي تلقيت ورقة من المحضر القضائي مفادها أن إدارة الإتحاد تشتكيني بسبب غيابي عن التدريبات و هو ما حيرني، و لكن في الأخير بعد تدخل بعض الوسطاء و مساعدة بوالحبيب تمكنت من اللعب مع شبيبة القبائل و الاحتراف خارج أرض الوطن بعد ذلك. نفهم من كلامك أنك منذ الصغر كنت تفكر في الاحتراف في أوروبا، أليس كذلك؟ بطبيعة الحال هدفي منذ الصغر هو اللعب في أوروبا، خاصة و أن إمكاناتي كانت تسمح بذلك و الحمد لله وفقني المولى عز و جل و تمكنت من تحقيق أول أهدافي. الحمد لله أن المولى منحني موهبة الكرة من أجل عدم التفكير في مهنة أخرى حدثنا عن أول إتصال تلقيته من أوروبا؟ أول اتصال تلقيته من أوروبا كان من طرف نادي أوكسير الفرنسي، حيث مكثت هناك بفرنسا لمدة ثلاثة أسابيع، ورغم نجاحي في التجارب و الاختبارات، إلا أن الاتصالات انقطعت بعد ذلك لأسباب مالية، خاصة و أن رئيس الفريق محند الشريف حناشي اشترط مبلغا كبيرا مما حال دون انتقالي يومها إلى فريق أوكسير، و لكن ذلك لم ينقص من عزيمتي، بل على العكس كثفت من العمل و أدركت جيدا أنني قادر على اللعب في أوروبا. و مع أي نادي كانت لك أول تجربة احترافية؟ أتذكر جيدا أول تجربة لي في أوروبا و بفرنسا بالضبط مع نادي «أجاكسيو» بقيادة المدرب الفرنسي «رولان كوربيس» الذي شاهد بعض المباريات التي لعبتها مع «الجياسكا» في منافسة كأس إفريقيا، مما جعلني ادخل في اتصالات مباشرة مع هذا النادي و أمضيت على عقد لمدة اربع سنوات. و كيف كانت بدايتك مع عالم الاحتراف؟ بدايتي مع الاحتراف لم تكن موفقة و كانت صعبة للغاية، حيث عانيت كثيرا من الإصابات و لم أتمكن من البروز مثلما كنت أتمنى، و قد كنت بعيدا على المنافسة لمدة سنتين و نصف، مما استوجب خضوعي لعمليتين جراحتين و البقاء خارج خدمات فريقي أجاكسيو و إمكاناتي لم تتطور مثلما كنت أحلم، و قد تحسنت كثيرا الامور بعد ذلك بعد انتقالي من أجاكسيو إلى نادي فالنسيان و لعبت مع هذا النادي ثلاثة سنوات و نصف، حيث كانت البداية في الربطة الثانية المحترفة الفرنسية و حققت الصعود مع هذا النادي و قضيت موسمين و نصف آخرين في الر ابطة المحترفة الأولى الفرنسية و أعتبر هذه التجربة ناجحة إلى أبعد الحدود. و كيف تقيم تجربتك الإحترافية في أوروبا؟ تجربتي الاحترافية في أوروبا يمكنني أقسمها إلى مرحلتين، المرحلة الأولى التي عانيت فيها كثيرا لاسيما بسبب الإصابات التي جعلتني أكون خارج المنافسة و لم تسمح لي بالذهاب بعيدا، خاصة و انني كنت أملك الإمكانات التي تسمح لي بالتألق و اللعب لفرق أكبر كنت قادرا على اللعب لها، المرحلة الثانية من التجربة الإحترافية كانت جيدة و أظن ان أهم ما ميزها هو عودتي القوية مع نادي «فالنسيان» الذي قدمت معه مواسم رائعة و تمكنت من فرض نفسي في هذا النادي، رغم عودتي من الإصابات في كل مرة. ما هي أجمل ذكرى تحتفظ بها من تجربتك في أوروبا؟ أجمل ذكرى دون ادنى تفكير هي صعودي مع نادي فالنسيان إلى الرابطة المحترفة الأولى، و لن أنسى ذلك الموسم الذي ساعدني على العودة إلى الواجهة. بعد 10 سنوات من الإحتراف، بزاز يعود إلى البطولة الوطنية عبر بوابة «سوسطارة»، ماذا يقول بزاز عن هذه التجربة القصيرة؟ عودتي إلى البطولة الوطنية عبر بوابة إتحاد العاصمة تعتبر جزءا من مشواري الكروي و هي تجربة أعتز بها، فيها إيجابيات و فيها سلبيات، كنت أتمنى أن اقدم مستوى افضل مما قدمته مع «لياسما» لكن هناك عدة عوامل أثرت على مردودي و لا أريد التحدث عنها، على الرغم ان أهم هذه المشاكل التي عانيت منها مع إتحاد العاصمة هو أرضية الميدان بالإضافة إلى عدة مشاكل أخرى. و ماذا عن عودتك إلى فريق القلب شباب قسنطينة؟ نعم شباب قسنطينة هو فريق القلب و عودتي إلى هذا النادي كانت أمرا حتميا، و بكل صراحة منذ ان غادرت هذا النادي و التحقت بشبيبة القبائل و أنا دوما أفكر في الشباب الذي لن أنس فضل شباب قسنطية طول حياتي و هو من كان وراء تألقي و رجوعي إلى هذا الفريق هو رجوع الإبن إلى بيته، حيث أنني تغربت لمدة 10 سنوات و كان علي العودة إلى منزلي و هو شباب قسنطينة، وأنا أجد راحتي كثيرا في هذا النادي، الذي أعتز بحمل قميصه. الجميع يشيد بأخلاقك، و لفت انتباهنا أن 10 سنوات في الاحتراف لم تغير بزاز، عكس بعض اللاعبين، ما تعليقك؟ بزاز هو بزاز و لن يتغير فيه أي شيء حتى لو لعبت في أكبر الأندية العالمية و الحمد لله على كل شيء بزاز اليوم هو بزاز القرارم و لم يتغير فيه أي شيء رغم 10 سنوات في أوروبا. فريقك المفضل في الجزائر؟ أظن أن هذا السؤال الجميع يعلم إجابتي و بدون أدنى شك أنا لست أفضل فقط شباب قسنطينة بل أنا أعشق شباب قسنطينة و هو فريق القلب. وفريقك المفضل في أوروبا؟ أنا من محبي الكرة الجميلة و أظن أن كل من يحب الكرة الجميلة يفضل مشاهدة فريق برشلونة. طريقة استقبالنا من الشعب الجزائري بالعاصمة بعد عودتنا من أم درمان أجمل ذكرى في حياتي ومن هو مهاجمك المفضل في العالم؟ المهاجم المفضل بالنسبة لي في العالم هو رونالدو البرازيلي، و أظن أنه أحسن مهاجم على مدار التاريخ و كان يملك قدرات كبيرة سواء فنية أو بدنية و يسجل الأهداف من جميع الزوايا. البلد الذي تجد راحتك فيه وتقضي به عطلك الصيفية؟ أنا لست من النوع الذي يحبذ كثيرا السفر، و أحب أن استغل الراحة من أجل التواجد برفقة العائلة و لا يوجد بلد محدد أحب قضاء به العطلة الصيفية. من هو اللاعب القريب منك؟ اللاعب القريب من قلبي هو عبد الرؤوف زرابي، الذي أعتبره أكثر من أخي، حيث لعبنا جنبا إلى جنب في فرنسا و احتفظ معه بعدة ذكريات و بكل صراحة أجد نفسي كثيرا معه. أحسن ذكرى في مشوارك؟ أحسن ذكرى في حياتي هي تأهلنا مع المنتخب إلى كأس العالم بجنوب إفريقيا و إخراجنا للملايين من الجزائريين إلى الشوارع و استقبال الجمهور لنا بعد العودة من أم درمانبالجزائر العاصمة بعد الفوز أمام المنتخب المصري الشقيق، بكل صراحة تلك الصور لن استطيع ان امحيها من مخيلتي و ستبقى راسخة في الأذهان. لست راضيا بنسبة 100% على تجربتي الاحترافية لأنني كنت قادرا على اللعب لفرق أكبر وأسوأ ذكرى؟ أسوأ ذكرى هي الإصابة التي تعرضت لها على مستوى الركبة بالضبط على مستوى الأربطة المعاكسة وحرمتني من المشاركة في كأس إفريقيا للأمم. ماذا يعني لك المنتخب الوطني؟ حمل قميص المنتخب الوطني يعني الكثير، لاسيما وأنك تمثل الشعب الجزائري بأكمله و تتذكر أن هذا البلد العزيز ضحى من أجله مليون و نصف مليون شهيد و سوف تمثل كل ربوع الوطن من الشرق، الغرب، الجنوب و الوسط، و هو شرف كبير لكل لاعب و أنا أعتز بتواجدي مع المنتخب. كلمة عن مدينة القرارم؟ المدينة التي ترعرت فيها و أجد فيها راحتي كثيرا، كل ما أتحصل على يوم راحة أتنقل بسرعة إلى هناك من أجل ملاقاة أصدقاء الطفولة الذين كبرت معهم، كما أن والدتي تقيم هناك و أنا أعتز كثيرا بانتمائي إلى هذه المدينة. كلمة عن قسنطينة؟ قسنطينة مدينة عريقة، قضيت فيها أجمل أيام حياتي و هي من أجمل المدن في الجزائر. حكايتي مع شباب قسنطينة مثل حكاية الشاب الذي يتغرب عن داره ثم يعود إليها كلمة عن السنافر؟ السنافر أحسن جمهور في العالم بدون مجاملة، و السنافر لا يعترفون ببعد المسافة و شعارهم دوما هو التواجد وراء الفريق و تقديم الدعم اللازم للاعبين و خير دليل على ذلك ما شاهدناه في بشار من قبل الأنصار الذين وقعت لهم حادثة كادت تكلفهم حياتهم، إلا أنهم استقبلونا بالتصفيقات و هذه لا تجدها في أي فريق إلا في شباب قسنطينة.