بتواضعه المعهود نزل ياسين بزاز ضيفا خفيفا على “الخبر الرياضي” ليفتح قلبه لكل الجزائريين وهو يتحدث عن مشوار مليء بالانجازات والنكسات كذلك، بزاز العائد إلى البطولة الجزائرية من بوابة اتحاد العاصمة عاد بالحديث إلى السنوات الطويلة التي قضاها بالبطولة الفرنسية، وعن فشل تجربته مع أبناء سوسطارة، والأكيد أنّ ضياع المشاركة في المونديال أكبر خسارة لابن الڤرارم الذي نترككم تكتشفون الكثير من أسراره في هذا الحوار.. لنتحدث عن عودتك بعد 10 سنوات كاملة قضيتها في فرنسا بعيدا عن البطولة الجزائرية، ماذا تغير في بطولتنا ؟ صراحة أظن أن المستوى لم يتغير كثيرا، فقد كان مستوى بعض المقابلات أحسن سنة 2001، وأخرى أفضل هذا الموسم، وعامة مستوى البطولة مقبول لكن ينتظرنا عمل كبير. لكننا نقصد جانب الإمكانيات خاصة وأن البطولة دخلت عالم الاحتراف منذ عامين هل شعرت بالفرق؟ لم تتغير الكثير من الأمور فالملاعب نفسها والمنشآت الرياضية لا تزال غائبة. لكن عشر سنوات كافية لقيام دولة كاملة؟ لقد تفجأت لعدم تطور المنشآت الرياضية ومراكز التكوين لكني أظن أن الظروف التي مرت بها الجزائر لا تزال تؤثر على كرة القدم، والمثال قريب من جيراننا في المغرب وتونس حيث هناك ملاعب عالمية ومرافق رياضية كبيرة وقاعات تقوية العضلات و غير ذلك. إذن ما زلنا بعيدين عن الاحتراف رغم تسمية البطولة بالمحترفة؟ أظن أن الاحتراف ليس بالكلام فقط وإنما بتطبيقه على أرضية الواقع. لكن أجور اللاعبين والمنح أصبحت مرتفعة جدا وهو المؤشر الوحيد على الاحتراف.. ؟ نعم الأجور ارتفعت كثيرا في الآونة الأخيرة، لكن المشكلة ليست في الأموال وإنما في العقليات والذهنيات. عودتك للدوري الجزائري فاجأت الكثير خاصة وأنك لا تزال شابا وكان بإمكانك المواصلة بفرنسا ؟ بعد قضاء 10 سنوات في فرنسا اقتنعت بأني لن ألعب لفريق كبير بالدرجة الأولى الفرنسية، كما أن عائلتي كانت ترغب في العودة للجزائر بعد أن سئمت الغربة. ما هو السر في اختيارك العودة من بوابة اتحاد العاصمة هل كان لأسباب مادية؟ كان مشروع ربوح حداد من أهم الأمور التي جعلتني أقرر العودة فقد وضع الاتحاد مشروعا كبيرا يستهدف اللعب على عدة جبهات ككأس إفريقيا والبطولة الوطنية، كما أن الإمكانات التي يوفرها الفريق تغري كل لاعب. ولماذا إذن غادرت الفريق بعد 6 أشهر فقط وعدت لفريقك الأول شباب قسنطينة ؟ مرت علي 6 أشهر صعبة مع الاتحاد فبعد 10 سنوات في فرنسا وجدت صعوبة كبيرة في التأقلم مع البطولة الجزائرية، كما أنني لم أكن أعرف جل لاعبي الاتحاد ولم أتعود على أرضية ميدان بولوغين المعشوشبة اصطناعيا. لكن الكثير أكد على وجود خلافات بينك وبين المدرب رونار؟ نعم رونار لم يكن مع التعاقد معي ورفض التحاقي كما أكد للإدارة بأني مصاب وبعيد عن الملاعب لمدة طويلة، رغم أني عدت للمشاركة ولعبت عدة مقابلات في الليغ 2 بفرنسا. وماذا كان رأي الإدارة في قرارك بمغادرة الفريق ؟ لم يكن الرئيس ربوح ضد بقائي أو رحيلي ولم تشعرني إدارة الاتحاد برغبتها في بقائي 100 بالمائة، كما أريد إضافة شيء.. تفضل.. كنت أعلم مسبقا بأني سأعود لمستواي مع الفريق الذي أعرفه جيدا وهو شباب قسنطينة الذي تقدم بعرض رسمي وقبلت بالعودة لفريقي السابق. واستطعت تقديم مستوى جيد وسجلت هدفين بعد شهرين فقط وهو ما عجزت عنه في 6 أشهر كاملة ؟ أولا أنا في مدينتي ولم أكن بحاجة للتأقلم كما أن أرضية ميدان الشهيد حملاوي وجماهير السنافر ساعداني كثيرا على العودة بقوة دون أن أنسى دور المسيرين الذين يثقون في شخصي كثيرا. أكد مقربون من بيت الاتحاد أنك لم تستطع فرض نفسك مع كوكبة النجوم التي يضمها الفريق ؟ على العكس أنا اليوم لاعب في شباب قسنطينة ولم ألمس فرقا كبيرا بين تشكيلة الاتحاد والشباب، ومرتبتنا اليوم لا تعكس مستوى اللاعبين. هل صحيح أنك ضحيت براتب كبير من أجل الالتحاق بالشباب؟ نعم هذه حقيقة لقد اخترت الجانب الرياضي على المادي الذي لا يكون مهما كثيرا عندما لا تكون مرتاحا وقبلت بتخفيض راتبي لكي أكون سعيدا ومن أجل شباب قسنطينة. وماذا تغير في الشباب بما أنك غادرته منذ 11 سنة تقريبا؟ لم يتغير الكثير فالجمهور دائما رائع وخاصة هذا الموسم، كما نملك مجموعة متكاملة وكل الإمكانات متاحة إلا أن مشكل السنافر في نقص المرافق ويلعب دورا كبيرا في النتائج، وإن شاء الله سيجد المسيرون حلا لهذا المشكل وهو ما ينقص الشباب لكي يكون فريقا متكاملا. وهل تود الاعتزال مع شباب قسنطينة؟ لا أظن أنه الوقت المناسب للتفكير في الاعتزال مع الشباب فأنا أعيش يوما بيوم و لا أدري ما يخبؤه القدر، ولكني أؤكد بأني لن أغير الشباب بأي فريق في الجزائر. بماذا كنت تشعر في أول ظهور لك أمام السنافر بعد غياب دام أكثر من 11 سنة؟ كان أول لقاء لي أمام السنافر في مقابلة الشلف وكنت تحت ضغط كبير بما أني تحت أنظار كل الجماهير التي كانت تنتظر مني الكثير، وأرجو أن أقدم الإضافة لفريقي وأكون على قدر المسؤولية التي وضعتها بي إدارة الفريق. السنافر ينتظرون منكم الكثير في منافسة كأس الجمهورية؟ أظن أن الإدارة لم تضع الفوز بالكأس كهدف هذا الموسم وإنما هدفنا هو البطولة وتحقيق البقاء، الكثير يظن أن هذا الهدف قد حسم وهو خطأ كبير ما زلنا نلعب من أجل البقاء بالرابطة الأولى، كما أن أغلب الفرق التي قد ننافسها في الكأس تملك خبرة كبيرة في هذه المنافسة عكس فريقنا الذي اكتفى بالوصول للربع النهائي فقط. على ذكر ربع النهائي فقد شاركت مع الشباب مرتين في هذا الدور نعم لقد شاركت مرتين الأولى انهزمنا فيها أمام المشرية والثانية ضد شباب بني ثور، وهذا الموسم نركز على البطولة ونسير لقاءات الكأس لقاء بلقاء وإذا جاءت مرحبا بها. هل تطمح من خلال تألقك مع الشباب للعودة إلى لفريق الوطني؟ لا أستطيع تأكيد ذلك لأن مستواي هو فقط من سيحدد إن كنت أقدر على العودة أم لا. لعبت ثلاثة داربيات عاصمية بين كل من الاتحاد والمولودية، القبائلي بين الشبيبة وبجاية وكذا القسنطيني بين الموك والشباب، هل لك أن توضح لنا أفضلها والأكثر حماسا ؟ الداربي المفضل لي هو داربي قسنطينة بين الشباب والمولودية، حيث حضرت أجواء رائعة وجد حماسية في الملعب وبين الأنصار وكان داربي حقيقيا عكس ما هو عليه الآن وقد بكيت لما فازت علينا الموك بهدف بونعاس، كما أني لم أشارك كأساسي في داربي العاصمة. ما هو الفريق الذي كنت تتمنى اللعب له في صغرك؟ هو شباب قسنطينة وكنت أحلم باللعب له قبل التحاقي به وكنت أحضر مباريات الفريق في صغري. ما هي قيمة أول منحة مالية تحصلت عليها في بداية مشوارك؟ كانت في أول موسم لي مع الشباب وقيمتها 2500 دينار وبعد تطور مستواي ارتفعت ل 7000 دج ووصلت القيمة مليون مع قدوم الرئيس أونيس في السنة الموالية. من هو أول مدرب وثق في إمكاناتك ورقاك للأكابر؟ كنت ألعب لفريق نجم القرارم في صنف الأكابر وسني لم يتجاوز ال16 سنة، وبعد تنقلي لشباب قسنطينة قام بترقيتي لأول مرة المدرب رشيد بوعراطة الذي يعتمد كثيرا على الشبان وهو ما يعجبني في شخصيته وطلب مني تحضير نفسي للمشاركة أساسيا وأنا في ال17 من عمري. بكيت في مباراة العودة حين انهزمتم أمام الموك موسم 2000 2001 نعم لقد بكينا بحرقة خاصة وأني لم أشارك في الفوز بمقابلة الذهاب وكنت حينها مع الفريق الوطني للآمال وفي العودة انهزمنا من القذفة الصاروخية لنور الدين بونعاس، وأريد إضافة أمر.. تفضل.. أنا متأسف للوضعية التي يمر بها الفريق العريق مولودية قسنطينة الذي مكانته مع الكبار وأتمنى أن يحقق الصعود هذا الموسم لكي ألعب الداربي مجددا. .. الكثير من عشاق بزاز يتساءلون عن السر في حملك القميص رقم 77؟ لا يوجد سر في هذا لما قدمت علمت بأن الرقم محجوز من اللاعب الشاب فرحات، ومن شدة تعلقي بهذا الرقم قررت ارتداء 77 المهم أن يكون السبعة موجود. أي على طريقة رونالدو الذي حمل الرقم 99 في الميلان؟ ( يبتسم ) أظن ذلك لكني لم أكن أقصد تقليده. ما رأيك في مطالبة الجمهور الرياضي القسنطيني باحتضان ملعب حملاوي لمباريات المنتخب الوطني؟ نعم أظن أن ملعب الشهيد حملاوي قادر على استضافة مباريات المنتخب الوطني ويملك أفضل أرضية في الجزائر حاليا، وأؤكد هذا لأني لعبت مسبقا على ملعب 5 جويلية وملعب تشاكر. لنعد إلى تجربتك مع شبيبة القبائل والجدل الكبير بينك وبين الرئيس حناشي حول احترافك على العكس فقد ساعدني حناشي كثيرا على تحقيق حلمي بالاحتراف، وسهل علي الأمور والاختلاف الوحيد أنه كان يريدني أن ألتحق بفريق في القسم الأول بفرنسا ورفض كل العروض التي وصلتني من القسم الثاني. على الساخن أفضل لاعب جزائري على مر التاريخ ؟ ماجر أفضل لاعب في العالم حاليا ميسي أفضل ذكرى ؟ تأهلنا التاريخي في السودان أسوء ذكرى ؟ عدم مشاركتي في المونديال وإصاباتي المتكررة أفضل لاعب جزائري محلي ؟ رغم أن الموسم لم ينته بعد إلا أن جابو الأفضل حاليا أفضل لاعب جزائري محترف ؟ أظن أنه سفيان فيغولي الذي يلعب لفريق كبير ويقدم أفضل مستوى رغم أنه لا يزال شابا الفريق الذي حلمت باللعب له في الجزائر ؟ دون مجاملة إنه فريق شباب قسنطينة الذي كنت أناصره وأنا صغير قبل أن أصبح لاعبا في صفوفه روراوة ؟ حقق نجاحا كبيرا في عهدته واستطاع قيادة الفريق الوطني لكأس العالم ونصف نهائي أمم إفريقيا والمستقبل معه سيكون أفضل سعدان ؟ سعدان أعطى الكثير للكرة الجزائرية وتمكن من تأهيل الجزائر للمونديال ثلاث مرات كاملة الفريق الوطني ؟ عائلتي الثانية التي اشتقت لها قسنطينة مدينتي وأحس وكأنني في بيتي القرارم ؟ المدينة التي نشأت بها وأفتخر بها جمهور السنافر أفضل جمهور في الجزائر أو في العالم (يضحك) الريال أو البارصا ؟ البارصا بكل تأكيد.