ڤريش : "تحمّلت مسؤولية خطأ دوخة بصح هو ما كانش فحّل معي ولهذا السبب ما نحكيش معاه" "في الحراش ما نطيشوش البالون ولو أعادوا لقطة النهائي ألف مرة سأعيدها لدوخة" "تلقيت دعوة من المنتخب الإيطالي لأقل من 17 سنة ظنا منهم أني إيطالو – جزائري" "رفضت كل العروض لما كنت في الموك بسبب مرض الوالدة التي أردتني بالقرب منها" "قضيت 9 سنوات مع الموك بحلوها ومرها والبطولة كانت تطل علينا وحنا نهربو منها" "رؤساء الأندية في الجزائر ربي يهديهم عندهم عقلية واحدة يحبوها سمينة وما تاكلش" "سؤال لم أستطع الإجابة عنه وهو لما تسألني الوالدة علاه يا عدلان ما تلعبش في الخضر" "السنافر والكواسر حاجة فور وأدركت بأنه لا يفرقهما سوى اللون الأصفر والأخضر" "11 سنة في الجزاير ما هدرتش اليتيمة وفي أول لقاء لي بالأردن تحدثت للجزيرة الرياضية" "لم أنم 3 أيام بعد خسارة نهائي الكأس مع الحراش ووقفة الكواسر لا تنسى" "كنت ولا أزال أستحق دعوة المنتخب الوطني ومن يلعبون الآن ليسوا أفضل مني" "تجاهلي من قبل المسؤولين في الخضر جعلني أقرر مغادرة الجزائر باتجاه الأردن" "كنت مهاجما من نوع خاص وتبيب هو من حوّلني إلى قلب الدفاع" "شارف ليس مدربا بل مرب، ولهذا السبب لومير هو دواء اللاعب المحلي" "نبان عصبي في الميدان لأني ما نحبش نخسر ومن يعرفني في الخارج يقول خاطيني" "أحلم بزيارة مكة وسأستقر في انجلترا بعد اعتزالي" "لما تكون ابن المدينة يتوجب عليك تحمل ضغط أشد ولهذا السبب السنافر الأحسن" "حلمي إنهاء مسيرتي الكروية مع السنافر وبحصد أحد الألقاب مع هذا الفريق الكبير" "بوحلاسة حضر إلى المنزل وأقنع الوالدة باستقدامي ولهذا السبب أشكر رئيس بوفاريك" بعد أن خصنا كلا من بولمدايس وبزاز بحوارات مميزة لاقت إعجاب أنصار النادي الرياضي القسنطيني فضّلت "الهدّاف" أن تنزل هذه المرة ضيفة على لاعب آخر من شباب قسنطينة هو عدلان ڤريش ، وهذا بعد البداية الأكثر من متميزة له، والتي جعلته من بين أحسن العناصر إلى حد الآن في البطولة. هذا، وقد خصنا قلب الأسد -كما يحلو ل"السنافر" تسميته- بحوار حصري خارج عن المألوف يتحدث فيه عن مشواره وأهم محطاته الكروية قبل أن يحط الرحال من جديد في "الخضورة"، حيث اكتشفنا خلال اليوم الذي قضيناه مع عدلان شخصا مميزا من جميع الجوانب بمعنى عندو عقلية DZ كما يقولون، كيف لا وابن الفوبور محبوب كل القسنطينيين سواء "السنافر" أو "ليموكيست". من هو عدلان ڤريش ؟ اسمي عدلان ڤريش وأصحابي وعائلتي يلقبونني بمحرز، أنا من مواليد 3 مارس 1979 بقسنطينة وليس مكانا آخر. صحيح أن أصلي من المحمدية (معسكر) على اعتبار أن والدي ينحدر من هناك، إلا أنني قسنطيني مائة من المائة بالنظر إلى أنني تربيت في مدينة الجسور المعلقة بحكم أن والدتي قسنطينية. كيف كانت بدايتك مع كرة القدم؟ بدأت كرة القدم مثل كل الجزائريين في "الزنقة"، حيث كنت أشارك مع أصدقائي وكنا نلعب من الساعة الثامنة إلى الثانية عشر ثم نعود ونشارك من الساعة الثانية إلى الرابعة أو الخامسة، بعد ذلك اصطحبني خالي معه للمشاركة في فريق مسهد الهجرة، أين لعبت مع هذا الفريق وأظهرت مستوى طيب جعل خالي يفتخر بي. في أي فريق وقعت أول عقدك، وكيف كان ذلك؟ كان لي زميل اسمه فيصل بحري الذي عرض عليّ الالتحاق به في نادي الضمان الاجتماعي، وهو أحد الفرق التي تنشط بالأقسام السفلى في قسنطينة، حيث أتذكر أنني التحقت بصنف الأشبال لهذا الفريق وعمري لم يتجاوز 13 سنة، لقد كنت ألعب مهاجما ولقد تمكنت من تسجيل العديد من الأهداف خلال السنوات الثلاث التي قضيتها مع الضمان الاجتماعي، وبعد ذلك حدث لي أمر لم يكن في الحسبان. هل لنا أن نعرف ماذا جرى لك؟ بعد أن قضيت ثلاث سنوات مع فريق الضمان الاجتماعي، حدثت لي بعض الأمور العائلية التي أفضل أن احتفظ بها لنفسي جعلتني أقرر حزم حقائبي والتنقل إلى ايطاليا للعيش عند خالتي ربي يرحمها، حيث جهزت فيزا سياحية وتنقلت لتجريب حظي هناك، لقد وجدت نفسي بين ليلة وضحاها أعيش في مدينة اسمها "تارمي" بمعنى مدينة البحيرات وهي مدينة سياحية معروفة. ماذا حدث بعد ذلك، هل صحيح أنك جربت حظك مع أحد الفرق هناك؟ نعم، لقد تنقلت إلى أحد الفرق التي تنشط في الدرجة الرابعة الايطالية وجرّبت حظي، وأتذكر أن اسم الفريق كان "لافاريني"، حيث منحوا لي فرصة المشاركة ولقد تمكنت من البرهنة على صحة إمكاناتي، وهو ما جعل المسؤولين يقومون بإرجاع إلى المنزل في سيارة خاصة بعد أن أعجبوا بإمكاناتي، لقد وقعوا لي لموسم وقدمت معهم موسما رائعا رغم حداثة سني، وهو ما جعلني تحت أنظار فريق آخر، وهو نادي "تشيزي كالتشيو" الذي استقدمني في الموسم الموالي ومنح لي فرصة المشاركة مع الأكابر رغم أن سني لم يتعد آنذاك 16 سنة. تجربتي الناجحة مع هذا الفريق جعلتني أتنقل إلى فريق أفضل وهو ناد بضواحي بيروجيا الذي قدمت معه موسم أكثر من رائع. ماذا تتذكر عن تجربتك في ايطاليا؟ صدقني لقد كنت على وشك المضي نحو العالمية لولا ما حصل لي في الأخير والذي جعلني أضطر إلى العودة إلى أرض الوطن، لقد كنت أقدم في مستويات رائعة جدا وكان بإمكاني الوصول إلى أحد الفرق المحترفة، لا سيما أنني تمكنت من الفوز بالكأس الجهوية مع فريق ضواحي بيروجيا وليس هذا فحسب، بل كنت تحت أعين الاتحادية الإيطالية، ولا أزال أتذكر أنه في يوم من الأيام اتصل بي رئيس الفريق وأخبرني بأنه تلقى اتصالا من أحد المقربين يسأل عن إمكانية استقدامي إلى المنتخب الإيطالي لأقل من 17 سنة ظنا منهم بأني إيطالو – جزائري. ماذا حصل بعد ذلك حتى عدت إلى الجزائر على الرغم من أنك كنت على وشك تحقيق مشوار احترافي مميز؟ لقد حصلت لي بعض الأمور العائلية وبعض المشاكل الشخصية أجبرتني على العودة إلى أرض الوطن، لم يكن من السهل عليّ العودة من جديد إلى الجزائر، خصوصا أنني تعودت على العيش في إيطاليا لكن ما باليد حيلة الظروف كانت قاهرة وكان التزاما عليّ أن أعود وعدت في آخر المطاف. تبدو نادما على العودة إلى الجزائر؟ لا، لست نادما ويكفيني أني أعيش بالقرب من الوالدة وهذا عندي بالدنيا. ماذا حصل في الجزائر بعد عودتك وهل كانت كرة القدم هي سبيلك الوحيد وهدفك الأول؟ لما عدت إلى الجزائر فكرت في التوقيع في أحد الأندية، وكانت وجهتي سريع المحمدية مسقط رأس أبي، حيث أتذكر أني التحقت بالشطر الثاني من الموسم ولقد قدمنا موسا رائعا من جميع الجوانب في القسم الأول وسط غرب، حيث كانت المحمدية تلعب في مجموعة قوية تضم اتحاد العاصمة، مولودية الجزائر وجمعية وهران، ورغم كل ذلك حققنا نتائج ممتازة. ألم تجد صعوبة في التأقلم وأنت الذي تعودت على الأجواء الإيطالية؟ نعم، لقد واجهت بعض الصعوبات في بادئ الأمر، حيث أتذكر أنني لم أكن أشارك كثيرا لأسباب ليس لي علم بها إلى حد الآن، حيث كانت تجربة صعبة جعلتني أقرر المغادرة نحو "الموك"، حيث قام بعض المقربين مني باقتراحي على الرئيس عبد الحق دميغة والذي رحب بي وقال لي: "أهلا بك"، وهو ما جعلني أستأنف التدريبات معهم بشكل عادي، لكني تفاجأت بعد ذلك بأني مرتبط مع سريع المحمدية لموسم آخر على الرغم من أنني وقعت لموسم واحد، لقد قاموا بتزوير وثائقي أو شيء من هذا القبيل، لكن ذلك جعلني أرفض العودة إلى المحمدية وقد قضيت سنة بيضاء من أجل الالتحاق ب"الموك". التحقت بعد ذلك ب"الموك" الذي قدمتك إلى الجمهور الرياضي بقوة بالنظر إلى المستوي الطيب الذي قدمته؟ لقد التحقت ب"الموك" بعد أن وقعت عقدا ب3 مواسم مع الرئيس عبد الحق دميغة، لقد قضيت 3 سنوات رائعة على اعتبار أنني لعبت مع أحسن فريق في البطولة في ذلك الوقت، حيث أتشرف أني لعبت مع الكثير من اللاعبين المميزين على غرار بونعاس، برابح، حوحو، منير لعور، قربوعة وخلاف منير، أستغل الفرصة وأحييهم على اعتبار أنني تعلمت منهم الكثير. ماذا تتذكر من تجربتك مع "الموك"؟ لقد قضيت 9 سنوات في "الموك" بحلوها ومرها، فخلال السنوات الثلاث الأولى كانت التجربة ايجابية بالنظر إلى أن اللعب ل"الموك" جعلني أشارك في مسابقة الاتحاد الإفريقي ولقد سجلت في هذه المنافسة على الرغم من حداثة عمري وهو أمر يشرفني ويثري مسيرتي الكروية، كما أننا كنا أقرب في أكثر من مناسبة للتتويج بلقب البطولة لولا بعض الأمور التي كانت تحصل لنا، على سبيل المثال بعض الناس لم تكن تفرح للانتصارات التي نحققها وبهذا صدق قول أحد المناصرين الذي قال لنا إن البطولة "تجري وراكم وانتوما هاربين منها". بعد السنوات الثلاث الرائعة في "الموك" عشت مواسم سيئة، هل يمكن أن تحدثنا عنها؟ لقد سبق أن قلت لكم، لقد عشت 3 مواسم جيدة مع "الموك" وأخرى سيئة، حيث شهدت على بعض المشاكل جعلتنا نلعب في القسم الثاني ورغم محاولاتنا الكثيرة لإعادة هذا الفريق إلى القسم الأول إلا أن كل محاولتنا باءت بالفشل، لكني فخور جدا بتلك التجربة التي اعتبرها الأحسن، حيث مكنتني فيما بعد من الانضمام إلى فرق أخرى وتحقيق مشوار متميز جدا. على الرغم من حداثة تواجدك مع "السي. آس. سي" إلا أن الجمهور الرياضي اكتشفك مع "الموك" في منصب مهاجم هداف تمكن من فرض نفسه في ظل وجود كوكبة من النجوم؟ نعم، لقد كنت ألعب مهاجما صريحا، ولقد تمكنت من فرض نفسي في "الموك" على الرغم من وجود عديد اللاعبين المميزين، صدقني بالعكس لقد كان كل من حوحو والبقية يسهلون اندماجي وهو ما جعلني أوفق في تقديم مستوى طيب، لكن وبما أني لعبت ل"الموك" لتسع سنوات كاملة كان إلتزاما عليّ أن أتحمّل المشاكل، حيث أتذكر أن الفريق كان يعاني في وسط الميدان الدفاعي، وهو ما جعل تبيب يتصل بي ويخبرني بأنه يريد تحويل لهذا المنصب، ولقد وافقت على الأمر بصدر رحب وتمكنت من تقديم مستوى رائع في هذا المركز جعل تبيب وسمير يقرران إبقائي في هذا المنصب إلى نهاية الموسم على اعتبار أن "الموك" كانت تملك مهاجمين في المستوى. كيف تم تحويلك إلى قلب الدفاع؟ بعد أن أنهيت الموسم في وسط الميدان الدفاعي، تفاجأت بالطاقم الفني يخبرني في الموسم الموالي بأنه بحاجة إليّ في قلب الدفاع، على اعتبار أن الفريق لا يحوز على كثير من اللاعبين في هذا المركز في ظل المشاكل التي كانت تتخبط فيها المولودية، كان واجبا عليّ الاستجابة على اعتبار أني ابن الفريق ولقد وافقت وأصبحت منذ ذلك الوقت ألعب مدافعا، ولكني حافظت على حسي الهجومي، حيث كان المدرب يستنجد بي في وقت الحاجة في القاطرة الأمامية. هل تتذكر أول منحة تلقيتها مع "الموك"؟ أول منحة لي كانت خلال مباراة اتحاد الحراش وهي الأولى لي بقميص "الموك"، حيث أتذكر أننا فزنا بنتيجة ثلاثة أهداف مقابل هدف واحد ولقد تمكنت من تسجيل الهدف الأول. كما ساهمت بشكل كبير في الهدف الثالث بعد أن راوغت الحارس عبدوني ومررت الكرة على طبق لزميلي حوحو، أتذكر أن الرئيس عبد الحق دميغة شكرني كثيرا على مردودي وحفزني بمنحة قدرها 15000 دج. ألم تتلق أي عرض خلال 9 سنوات التي قضيتها مع "الموك"، خصوصا أنك قدمت مستويات رائعة؟ لا تلقيت العديد من العروض ومن فرق كبيرة في الجزائر وحتى في الخارج، إلا أنني رفضت المغادرة وذلك بسبب مرض والدتي، لقد أخبرتني بأنها تريدني إلى جانبها وأنا نفذت رغبتها لها لأنه لا يوجد أي شيء أغلى من الوالدة. تنقلت بعد ذلك إلى الفريق الجار شباب قسنطينة، على الرغم من الحساسية الموجودة في تلك الفترة بين أنصار هذين الفريقين؟ بعد السنوات التسع المميزة لي في "الموك" انتهى ارتباطي بهذا الفريق الذي لم ولن أندم على اللعب فيه لأنه مكنني من التألق وجعلني لاعب محترف بأتم معنى الكلمة، لقد انتهى عقدي ولم أتلق أي اتصال من أي فريق على الرغم من مستواي الكبير في تلك الفترة، أتذكر أنه لم يتبق سوى أسبوع واحد عن غلق "الميركاتو" إلا أنني لم أضمن أي فريق التحق به، إلى غاية أن اتصل بي رئيس بوفاريك الذي "قيمني مليح"، لقد جهزت نفسي للعب لهذا الفريق وكنت على وشك المغادرة نحو بوفاريك قبل أن أتلقى اتصالا من رئيس "السنافر" الجديد في تلك الفترة يوسف بوحلاسة الذي أخبرني بأنه يريدني في "الخضورة"، لقد تفاجأت في بادئ الأمر وقلت له إنني أعطيت كلمة لرئيس بوفاريك، لكن ظل يصر عليّ وتنقل إلى المنزل وتحدث مع الوالدة. ماذا قال للوالدة حتى غيرت موقفك ووقعت ل"السنافر"؟ لما أخبرت الرئيس يوسف بوحلاسة بأني أعطيت كلمة لمسؤولي بوفاريك، ولن أستطيع التراجع عنها حاول بشتى الطرق وقد اضطر إلى الحضور إلى المنزل، حيث تكلم مع والدتي في الموضوع، وتمكن من إقناعها بالتأثير في قراري والعدول عن الكلمة التي أعطيتها لمسؤولي بوفاريك، حيث أتذكر أن الوالدة طلبت مني أن أبقى في قسنطينة لأنها تريدني إلى جانبها بالنظر إلى المرض الذي كانت تعاني منه، حيث تمكنت من إقناعي بحمل قميص الخضورة، وهو ما جعلني اتصل برئيس بوفاريك للاعتذار، حيث تفهم موقفي وأنا أشكره بالمناسبة وأشكر كل ناس بوفاريك، لقد وقعت ل"السنافر" وحققت رغبة والدتي في رؤيتي إلى جانبها مرة أخرى. ماذا عن التجربة الأولى لك مع "السنافر" على الرغم من أنها لم تتعدّ موسما واحدا؟ هذه التجربة كانت جد رائعة على الرغم من أنها لم تتعد موسما واحدا، ويكفيني فخرا أنني لعبت بجانب لاعبين مميّزين على غرار ناصر مجموج والإخوة سدراتي، وبذلك تمكن من اللعب إلى جانب لاعبين كبار في "الموك" وكذلك في "السنافر". لقد كنا نملك فريقا جيدا في شباب قسنطينة، وقدمنا مستوى مقبولا على الرغم من قلة الإمكانات، وهو ما جعلنا نقف على شيء، وهو أن بوحلاسة يعشق "الخضورة" إلى حدّ النخاع، وإلاّ ما كان ليخاطر برئاسة هذا النادي الكبير. أنا اعتبر هذه التجربة مميّزة، حيث مكنتني من اكتشاف "السنافر" الذين أبهروني منذ أن كنت مع "الموك". انتهى الموسم مع "السنافر" ووجدناك في الحراش، كيف التحقت بهذا الفريق الكبير؟ أجل، بعد أن انتهى عقدي كانت الأمور غامضة في بيت شباب قسنطينة، ولم يتم تحديد آنذاك مجلس الإدارة الجديد، وهو ما جعل غالبية اللاعبين يغادرون نحو أندية أخرى ومن بينهم عدلان ڤريش الذي تلقى اتصال من الرئيس العايب، حيث قال لي بأنه يرغب في حملي قميص الحراش ووافقت مباشرة، على اعتبار أن هذا الفريق كبير وحلم أيّ لاعب أن يلعب له. قدّمت أحسن مستوياتك في الحراش ما جعلك قائدا لهذا الفريق الكبير على الرغم من تواجد عديد اللاعبين المميّزين؟ بعد مغادرتي لاتحاد الحراش كان الجميع يظن بأن ڤريش قد انتهى، إلا أن ردّي كان فوق الميدان، حيث أعدت بعث مشواري من جديد، وقدمت أحسن مستوياتي والفضل يعود إلى "دعاوي" الوالدة. لقد كنت في قمة السعادة بعد أن وفقني الله في العودة إلى القسم الأول وأنا الغائب عنه لخمس سنوات كامل. لقد وجدت كل الظروف مواتية في الحراش، وهو ما جعلنا نقدم مستوى رائعا جعل كل الجزائر تتحدّث عن الحراش الفريق الذي يصنع الاستثناء في البطولة على الرغم من عدم ضمه لأسماء كبيرة. تجربتك مع الحراش فتحت لك أبواب الاحتراف، حيث خضت تجربة ناجحة في الأردن مع شباب الأردن، هل لك أن تكلّمنا عنها؟ بعد موسمي المتميز مع الحراش، كنت محط أنظار العديد من الأندية، إلا أنني فضلت أن أجرب حظي خارج الجزائر، وهو ما كان لي، حيث تنقلت إلى شباب الأردن، وهذا بفضل صديق لي اسمه جمال علام وهو جزائري مغترب بالنرويج ويعشق شباب قسنطينة إلى حدّ النخاع، حيث كلمني في الأمر وأنا رحّبت بالفكرة، على اعتبار أني كنت أبحث عن تغيير الأجواء بعد أن تذمرت من الأوضاع في الجزائر. فعلى الرغم من أنني قدمت 11 سنة متميزة مع الفرق التي لعبت لها، إلا أن المسؤولين على المنتخب الوطني تجاهلوني، وهو ما جعلني أفضل مغادرة الجزائر ككل. هل كنت تستحقّ دعوة "الخضر" في تلك الفترة؟ لست أنا من أتكلم عن نفسي بل المتتبعون هم من رشحوني لحمل قميص "الخضر". أجل، لقد كنت أستحق دعوة من المنتخب الوطني ولا أزال كذلك. صدقني هناك لاعبون في "الخضر" أنا أفضل منهم بكثير، وهو الأمر الذي يحزّ في نفسي ولم أتمكن من إيجاد إجابة له لحد الآن، لاسيما بعد أن تكلمني الوالدة في الموضوع. لقد تمكنت من تحقيق كل أحلام والدتي باستثناء هذا الأمر، حيث في كل مرّة تسألني: لماذا لم تلعب في المنتخب الوطني يا عدلان؟ لم أجد أيّ إجابة. ماذا عن تجربتك بالأردن، هل كانت ناجحة؟ تجربتي بالأردن جد ايجابية، حيث مكنتني من معرفة قيمتي كلاعب على اعتبار أني حظيت بمعاملة ممتازة هناك، ولقد قدّمنا موسما جد متميز من خلال تمكننا من هزم قطبي الكرة الأردنية، وأعني بالذكر الفيصلي والوحدات، ولقد احتللنا المرتبة الثالثة، ولولا بعض الحظ لكنت قد حصدت بطولة هناك. أتذكر أن أول لقاء لي مع شباب الأردن جعلني أتحدّث في الجزيرة الرياضية، وهو ما جعلني أتذكر ما جرى لي بالجزائر، حيث لم أمرّ في "اليتيمة" ولا مرة على الرغم من لعبي ل 11 سنة. هل هناك فرق بين البطولتين الأردنية والجزائرية؟ صحيح أن البطولة الجزائرية أقوى، إلا أن البطولة الأردنية لا يستهان بها أيضا، فهي ليست سهلة كما يظن البعض، المستوى هناك جدّ طيب، والكرة الخليجية على العموم تسير بخطى عملاقة نحو التقدّم. لماذا قرّرت العودة إلى الجزائر من جديد على الرغم من أنك غادرتها غاضبا وكأنك كنت تلمح بأنك لن تعود مجدّدا؟ لمّا تنقلت إلى الأردن كان لي مناجير اسمه سلطان خير، لقد تمكن من إيجاد العديد من الأندية لي بدول الخليج، واليابان واليونان وقبرص، وكنت اتجه نحو الاحتراف ببلد آخر، إلا أن والدتي تدخّلت مرة أخرى وألحت عليّ من أجل العودة، على اعتبار أنها كانت جد مريضة مرة أخرى وقالت لي "ما قدرتش نشوفك متغرب"، حيث نصحتني بالحراش، لأتفاجأ في الأيام القادمة باتصال الرئيس العايب الذي أخبرني بأن شارف يريدنا مرّة أخرى في فريقه، لقد كنت في قمة السعادة على اعتبار أن هذا الفريق أعرفه جيّدا، حيث عدت من جديد، ومنحني المدرب شارة القيادة، في إشارة منه إلى الثقة الكبيرة في شخصي. عدت إلى الحراش ولكن هذه المرّة من أجل التتويج بأحد الألقاب على اعتبار أن الفريق نضج أكثر؟ أجل، لقد عدت مرة أخرى إلى الحراش ووجدت فريقا أحسن بكثير من ذلك الذي غادرته، حيث أصبح اللاعبون أكثر خبرة، وهو ما جعلنا نقدم موسما جد متميز مكننا من الوصول إلى نهائي الكأس أمام شبيبة القبائل. الكلّ في الحراش كان ينتظر منا الكأس، ونحن كنا محضرين كما ينبغي، لكن حدث ما لم يكن في الحسبان يوم المواجهة، حيث كان كل اللاعبين خارج الإطار وضيّعنا أحسن فرصة للتتويج. هل صحيح أنك شاركت مصابا في تلك المواجهة؟ أجل، لقد شاركت مصابا أمام شبيبة القبائل رغبة مني في الحصول على الكأس، حيث كنت أعاني من إصابة على مستوى الغضروف، إلا أني تحملت الآلام، وهذا من أجل حمل الكأس على اعتبار أني كنت القائد. هل يمكن أن تخبرنا ماذا حدث مع الحارس دوخة، والقضية التي أثارت الكثير من الحبر بعد ذلك؟ سأشرح لكم القضية من البداية إلى النهاية. لقد عمل الجميع على البحث عن المتسبّب في الخسارة أمام شبيبة القبائل، لاسيما بعد الطريقة التي سجل بها حميتي هدف اللقاء الوحيد. صحيح أن واحدا بيني وبين الحارس دوخة يتوجب عليه أن يتحمّل المسؤولية، على اعتبار أنني أرجعت له الكرة وتمكن حميتي من سرقتها. أنا صرحت آنذاك بأني أتحمّل المسؤولية لأنني كنت على دراية أن دوخة كان يبحث عن إقناع المدرب الوطني عبد الحق بن شيخة أكثر من بحثه على فائدة الفريق، لقد حاول إلصاق التهمة بي على اعتبار أنه كان يرغب في الحصول على دعوة "الخضر"، إلا أنني أريد القول له بأنني أعدت له الكرة بشكل بسيط، وهو من تسبّب في الخطأ، ويتوجب عليه الإقرار بذلك. ماذا لو أعيدت اللقطة، هل كنت ستعيد الكرة للحارس دوخة؟ صدقني لو أعادوا اللقطة ألف مرة كنت سأعيدها له بتلك الطريقة، هل تدرون لماذا؟ لأنني تعلّمت شيئا في الحراش، وهو أنني لا أشتت الكرة هكذا، بل علمني شارف بأن الحراش تخرج الكرة بالتمريرات، وإن وجد المدافع نفسه محاصرا يتوجب عليه إعادة الكرة إلى حارس المرمى. هل صحيح أنك حظيت باستقبال مميّز في "لافيجري" بعد خسارة النهائي؟ بعد خسارة نهائي الكأس، كنت أظن بأن "الكواسر" سيكونون في قمة الغضب، كيف لا وفريقهم وصل للبئر ولم يشرب، لكني تفاجأت وزملائي بالملعب ممتلئا والكل يصفق لنا، حيث شكرونا على الأداء البطولي، وأتذكر أنه ولا مناصر أخبرني أني أتحمل مسؤولية الخسارة، وهو ما جعل "الكواسر" يكبرون عندي. بعد هذه التجربة التحقت من جديد ب "السنافر"، كيف كان ذلك؟ لم أكن أتصور بالمرّة أنني سأعود من جديد إلى شباب قسنطينة، لقد كنت أرغب في التنقل إلى نادي التعاون السعودي وأنهيت كلّ الإجراءات ولم يتبق لي سوى يومين من أجل التنقل إلى المملكة، لكنني تلقيت اتصالا مفاجئا من بوالحبيب، حيث أخبرني أنه يريدني في فريقه، ولقد عرضت الفكرة على أصحابي وعائلتي، وقد طلب من الجميع بالعودة من جديد إلى قسنطينة، وحدث ذلك ووقعت لموسمين في "السنافر"، وأنا جد سعيد بهذه العودة التي مكنتني من استعادة مستواي مرّة أخرى، وهذا بفضل العديد من الأمور، لعل أهمها العمل مع مدرب مثل "لومير"، وكذلك لأني ابن الدار، وهو ما يجعلني أشعر بضغط أكبر، وهو ما ينعكس على أدائي في الميدان. فالجميع يظنني عصبي، إلا أنني لا أحبّ الخسارة، وهذا كل ما في الأمر، أنا إنسان آخر خارج الميدان. هل من كلمة حول المدرب شارف وكذلك "لومير"؟ شارف ليس مدربا، فهو مربّي ويكفيه أن الجميع يتحدّث عن الحراش، أما المدرب "لومير" فهو عالمي ومشواره التدريبي يتحدّث عنه، كما أني أريد القول أن مع "لومير" لا يمكن لآي لاعب محلي أن يتحجّج بشيء. أسوأ ذكرى في حياتك؟ أسوأ ذكرى في حياتي هي خسارة نهائي الكأس مع الحراش، والتي جعلتني لا أنام ثلاثة أيام متتالية، لقد كنت أستيقظ في كل مرة من "الكوشمار". أجمل ذكرى؟ وقفة "الكواسر" معنا بعد خسارة النهائي. الفرق بين "الكواسر" و"السنافر"؟ "السنافر والكواسر حاجة فور بزاف"... هم الأحسن في الجزائر ويتشابهون في الكثير من الأمور، الجميع يعتقد أنهم "قباح" لكنهم العكس تماما، وكلّ ما في الأمر أنهم يحبون فريقهم إلى حدّ النخاع، وأنا اعتقد أنهم يختلفون في أمر واحد، وهو اللون الأصفر والأخضر فحسب. "سمينة وماتكلش"... هذه العبارة أنا مشهور بها وأقولها في حقّ رؤساء الأندية في الجزائر، هم من يرغبون في استقدام لاعبين كبار وبأقلّ أجر، لذلك ليس لديّ ما أقول سوى: "ربي يهديهم ويهدي كل الناس". ما هو طموحك الشخصي هذا الموسم؟ طموحي هو تحقيق شيء مميز لهذا الجمهور الرائع، صدقوني لا يوجد مثلهم ولمّا تدخل الميدان وتجدهم يهتفون باسمك كلّ المشاكل تزول عنك. أتمنى أن نوفق في قيادة "السنافر" إلى تتويج هذا الموسم، خصوصا أنني أحلم في إنهاء مسيرتي بالتتويج بشيء. فريقك المفضّل في الجزائر وفي العالم؟ لا يوجد فريق مفضّل لي في الجزائر، على الرغم من أنني أحبّ كثيرا الفرق التي لعبت لها وأعني بالذكر "الموك"، "السنافر" والحراش. أما بخصوص فريقي العالمي فأنا أشجّع مانشستر يونايتد. أحسن لاعب لديك في العالم؟ زيدان هو أحسن لاعب لكلّ الأوقات. أحسن لاعب جزائري؟ أحسن لاعب جزائري هو بزاز، هو شخص رائع خارج الميدان، ولاعب ممتاز جدّا في المستطيل الأخضر. كلمة حول استدعاء بوشريط وبولمدايس؟ لقد فرحت لهما أكثر من فرحتي لو استدعيت أنا، هما لاعبان ممتازان ويستحقان كل خير. البلد الذي تحلم بزيارته؟ أحلم بزيارة مكةالمكرمة، شأني في ذلك شأن كل المسلمين. ماذا ستفعل بعد اعتزال كرة القدم؟ سأحاول أن أتنقل إلى انجلترا من أجل الاستقرار هناك، هذا البلد رائع ويعجبني كثيرا. أين تحبّ أن تقضي أوقاتك؟ أحبّ أن أقضي أوقاتي في سيدي مبروك العليا بأحد المقاهي لأصحابي، والمشهورة بوضع صور العلامة ابن باديس. إذا طلبنا منك أن تختار 11 لاعبا في البطولة الوطنية، من تختار؟ شاوشي (غانم)، حشود، بلخضر، بن عبد الرحمان، بلكالام، هندو، بوشريط، جديات، بزاز، بولمدايس، حماني. هل من كلمة ختامية؟ أشكركم كثيرا على هذه الالتفاتة الطيبة، كما أودّ أن استغل الفرصة وأهنئ صديقي بن حسان مصطفى على دخوله القفص الذهبي، كما أوّد أن أشكر أصدقائي الذي استضافوني في العاصمة لمّا كنت ألعب في اتحاد الحراش، على غرار بن حمزة حكيم، عزوز ومولود والبقية..، دون نسيان أبناء حيّي. حدث هذا على هامش الحوار ڤريش محبوب ويصنع الحدث في مستشفى قسنطينة اكتشفنا الوجه الآخر لمدافع "السنافر" عدلان ڤريش من خلال قضائنا قرابة اليوم معه، وحينما كنا بصدد إجراء حوار معه لاحظنا أنه محبوب إلى أقصى درجة من قبل سكان حي "الفوبور" وكذلك "سيدي مبروك" أين يقضي معظم أوقاته خارج أرضية الميدان رفقة أصدقائه خاصة حكيم بن حمزة وزبير، وكذا خلال تنقلنا برفقته إلى المستشفى الجامعي من أجل إجراء الفحوصات لابنه الذي كان يعاني من التهاب اللوزتين. أصرّ على مواصلة الحوار رغم تلقيه خبر مرض ابنه وما يؤكد احترافية عدلان ڤريش أنه حينما كنا بصدد إجراء الحوار تلقى مكالمة هاتفية من زوجته لتخبره بأنّ ابنه يعاني من وعكة صحية أصرّ على مواصلة الحوار بعد أن ننقل ابنه إلى المستشفى، وقد تنقلنا برفقته إلى المستشفى واكتشفنا قيمة المدافع ڤريش الذي عرف قيمته من خلال المحبة الكبيرة التي يحظى بها وسط الأنصار وحتى الأطباء الذين تعرفوا عليه والتقطوا معه صورا للذكرى. تعرّض إلى حادث مرور رفقة صديقه في رحلة العودة وبعد أن أنهينا الحوار الذي أجريناه مع ڤريش وكانت الساعة وقتها تشير إلى التاسعة ليلا، أصرّ مدافع "السنافر" وصديقه حكيم على أن يقوما بإيصالنا إلى مقر إقامتنا الأول (أحمد. ك) بعين سمارة و(حمزة. س) بالخروب، لنتعرض إلى حادث مرور في الطريق السيار بعد أن قطع ثعلب الطريق فجأة، وهو الحادث الذي خلف ضررا لسيارة صديق ڤريش.