يعرف حي بوالصوف بمدينة قسنطينة حركية غير عادية بعد الإفطار، تستمر إلى غاية ساعات الصباح الأولى، حيث تخرج العائلات و الشباب للسهر بالشارع الرئيسي، فيما ينتشر بائعو الشواء و تفتح محلات المثلجات و المقاهي إلى السحور. فمنذ بداية شهر رمضان باتت المنطقة تستقطب مئات العائلات من سكان بوالصوف و حتى من التجمعات المجاورة و أحياء أخرى بعيدة، فيما يقضي الشباب سهراتهم على امتداد الشارع الرئيسي، الذي استفاد منذ مدة قصيرة من تجديد الإنارة العمومية به، حيث منحت الأضواء الكثيرة طابعا جماليا للمكان، كما أضفت بعض الأمن على الحي و سمحت للعائلات بالخروج ليلا، و هو الأمر الذي كان غير ممكن في السابق بسبب انعدام الأضواء. و بالرغم من عدم توفر أماكن للراحة، إلا أن الجميع يجلس على الأرض أو يفترش العشب الذي يغطي المساحات الخضراء، و كذا حواف الطرق، فيما تكتظ المحلات القليلة لبيع الشواء و المثلجات بالزبائن، فبعض الأشخاص أكدوا أنهم يأتون بسياراتهم من وسط المدينة من أجل تناول المثلجات، حيث تمتلئ الطريق الرئيسية بالسيارات المركونة على الجانبين، فيما يشكل الشباب و الكهول حلقات للعب "الدومينو" و "الأوراق"، أما مجموعة أخرى فتنظم مباريات للكرة الحديدية، يتنافسون فيها إلى غاية موعد السحور. و تتضاعف أعداد المارة و المتجولين بعد نهاية صلاة التراويح، حيث أن وجود عدة مساجد بالحي يجعل الشوارع مكتظة بهم بعد خروجهم في وقت واحد، و يستغل العديد من الباعة هذا الأمر لنصب طاولات بيع الشواء و الشاي، و التي يقبل عليها المواطنون بشكل كبير، حيث أن الكثيرين يتناولون وجبة السحور من طاولات الشواء، قبل العودة إلى المنازل، فيما عاد الأمر بالنفع على أصحاب المحلات، الذين يفتحون أبوابهم مباشرة بعد الإفطار و لا يغلقون إلا قبل وقت قصير من الفجر، فمتاجر المواد الغذائية و الهواتف العمومية و خاصة المقاهي و محلات المثلجات، تنشط بشكل كبير ليلا. العديد من المواطنين الذين تحدثنا إليهم، انتقدوا عدم تهيئة الحي بشكل لائق و اشتكوا من عدم وجود كراس أو أماكن مخصصة للجلوس و كذا غياب فضاءات لعب للأطفال على غرار العديد من الأحياء الأخرى، بالرغم من الأمن الكبير الذي ينعم به المكان و يسمح لمئات المواطنين بالجلوس مع عائلاتهم بالشارع دون أي مشاكل. عبد الرزاق.م