* القصوري: الكحول المضاف للفحّم يسبّب السرطان * كيتاني تتحوّل لساحة بيع الشواء على الهواء الطلق تتميّز السهرات الرمضانية كل سنة بانتعاش عملية بيع وتحضير الشواء لمختلف أنواع اللحوم سواء الحمراء والبيضاء، حيث باتت المطاعم والطاولات الخاصة بتحضيرها تغزو شوارع العاصمة الرئيسية وكذا الفرعية خاصة على مستوى الأحياء الشعبية، حيث يشتعل الفحم يوميا لتنتشر رائحة الشواء المنبعثة على بعد أمتار وهي ما يجذب المواطنين خاصة الفئة الشابة التي عادة ما تتسحّّر به مهما كانت الطريقة والمكان الذي حضّرت به. لا يكاد يخلو أي شارع أو حي ببلديات العاصمة من الطاولات التي تنصب لبيع الشواء، وما يلفت الإنتباه هو الإقبال الكبير عليها من طرف الشباب مباشرة بعد الإفطار، ليمتد إلى غاية وجبة السحور، تلبية لطلبات الكثير من المواطنين الساهرين والعائلات التي تقصد بعض الأماكن المعروفة، حيث تكون الوجبة المفضّلة والخفيفة التي يكثر عليها الطلب خلال سهرات رمضان، نظرا لطعمها اللذيذ والمميّز، وهو ما جعل السياسي تنزل إلى شوارع العاصمة، لمعرفة مدى الإقبال على المحلات التي تتّخذ منها الطبق الرئيسي وكذا بعض أصحاب الطاولات العشوائية التي يجد بها بعض الشبان فرصة مناسبة لتحقيق أرباح معتبرة. كيتاني تتحوّل لساحة بيع الشواء على الهواء الطلق تعرف ساحة كيتاني هذه الأيام نشاطا كبيرا، حيث تم توفير عدة ألعاب ترفيهية للأطفال، ما جعلها قبلة للعائلات العاصمية التي وجدت فيها مكانا للتنزّه والترفيها خاصة مع هذه الأيام الرمضانية الصيفية الحارة، وهو ما استغله الكثير من الشباب لنصب طاولات بيع الشواء التي انتشرت كالفطريات على طول الساحة، حيث تم تجهيز أماكن خاصة للأكل من طاولات وكراسٍ جعلت منها مزارا للعائلات التي تصطف حول البائعين بكثرة. اقتربنا من أحد البائعين الذي كان بصدد مزج قطع اللحم والشحم داخل أعواد الشواء بالتناوب، بسرعة فائقة لطهيه من أجل تلبية الطلبات المستمرة بوتيرة عالية، حيث أخبرنا أنهم يبدأون بتجهيز المعدات من تقطيع للحم وتحضير معدات الشواء قبل الإفطار، ليبدأ العمل دقائق بعده أي حوالي الساعة التاسعة، ويستمر إلى غاية السحور نظرا للإقبال الكبير عليها من العائلات أو الشباب الذين يتجمعون حول طاولات الدومينو بالمكان، مضيفا أنه يعمل بشكل مناسباتي مستغلا الشهر لكسب بعض المال باعتبار كل البائعين من الشباب البطّال، أما فيما يخص الأسعار، فقد أكد لنا البائع أنّها في متناول الجميع وتقدّر ب30 دج للعود الواحد من اللحم أو السكالوب وغيرها، مؤكدا احترامهم لشروط النظافة، فيما أظهرت العائلات التي كانت بالمكان رضاها عن الأطباق المقدمة وأنهم يقصدون هذه المحلات نظرا للسعر الذي يتناسب وقدرتهم الشرائية، عكس أصحاب المحلات التي عادة ما تتميز بأسعارها الغالية، مؤكدين أنه رغم علمهم بأنّ المكان الذي يتناولون به وجبتهم موسمي فقط، ورغم خشيتهم من الإصابات بالتسممات الغذائية، غير أنهم لا يستطيعون مقاومة التمتّع بأطباق الشواء خاصة مع طلبات أبنائهم المتكررة. روائح المشوي تستقطب المواطنين بلحوم مجهولة المصدر تعرف معظم الأحياء الشعبية بالعاصمة انتعاشا كبيرا لبيع المشوي بكل أنواعه على غرار اللحوم البيضاء والحمراء والكبد وكذا النقانق بشكل فوضوي، دون أي احترام لشروط النظافة، ناهيك عن الإزعاج الذي يتسبّب به للسكان سواء من خلال الرائحة التي تدخل سكناتهم أو الفوضى العارمة التي يحدثها الشباب المتجمعون حول المشاوي، وهو ما رصدته السياسي خلال جولتها الميدانية لبعض الأحياء، على غرار جسر قسنطينة، باش جراح، لابروفال، حيث أن أسعارها البسيطة التي لا تتعدى ال30 دج وهو سر الإقبال والتهافت عليها من جهات مختلفة لتصل إلى 10 دج ل بروش الشواء. لفت انتباهنا تجمع عدد من الشباب حول إحدى الطاولات المنصوبة بالقرب من طريق السيارات وسط فوضى عارمة حيث كان الشباب المسؤول عن عملية الشوي يضع أعواد اللحوم فوق المشواة التي من الواضح أنها لم تنظف منذ بدء استعمالها إلى يومنا هذا، بعد إخراجها من إحدى العلب البلاستيكية دون استعمال أي وسيلة حفظ أو تبريد وهو ما يشكّل خطر صحيا على المستهليكين، خاصة أن العملية تدوم لساعات طويلة بما أنها تمتد الى غاية السحور، ناهيك عن المواد الأخرى المستعملة، حيث كان يفرغ كميات من الكحول فوق اللحم مباشرة من أجل التهاب الفحم الذي يساعد على عملية النضج بسرعة، والكثير من الأمور التي قد لا ينتبه إليها العديد من المواطنين من شباب ومراهقين وصغار الذين غرتهم رائحة الشواء الشهية، معتبرين أنفسهم بالزبائن الأوفياء لباعة الشواء على تلك الطاولات العشوائية المنتشرة في كل مكان تقريبا. القصوري: البيع العشوائي للشواء فرصة لترويج اللحوم الفاسدة أكد سمير القصوري، رئيس جمعية حماية المستهلك APOCE خلال اتصال ل السياسي ، أمس، أن ظاهرة بيع المأكولات الجاهزة على مستوى الأرصفة والطرقات والأحياء الشعبية خلال السهرات الرمضانية، خاصة اللحوم بكل أنواعها، هي ظاهرة سلبية، ومضرّة بصحة المستهلك بسبب الغياب التام للنظافة وشروط الحفظ الجيّد لها خاصة وأنها مواد سريعة التلف، والخطر الأكبر من ذلك هو أن هذه اللحوم مجهولة المصدر والتي من الممكن أن تكون فاسدة أو مجمّدة كما قد تكون مجمّدة لمرتين بعدما يتخلص منها بعض الجزارين أو باعة اللحوم المجمّدة الذين لا يقدرون بيعها للمحلات النظامية، ما يجعلهم يروّجونها عبر الباعة الفوضويين بأسعار بخسة ما يفسّر وصول سعر عود الشواء إلى 10 دج في بعض الأحيان، كما أكد أنه من المستحيل كشف نوعية هذه اللحوم المعروضة للشوى إن كانت صالحة أم فاسدة، ما يتسبّب في الإصابة بتسممات غذائية حادة. الكحول المضاف للفحّم يسبّب السرطان وفي ذات السياق، أضاف سمير القصوري، أن الكحول المستعمل لإعادة التهاب الفحم يساهم في حرق المادة في حدّ ذاتها سريعا دون نضوجها في وقتها المحدّد، حيث يتناول المقبلون عليها لحما نيئا غير ناضج ما يضاعف من انتشار البيكتيريا بشكل كبير، كما أنّ ذلك التفحّم الناتج عن وضع الكحول يعتبر من المواد المسرطنة على المدى البعيد. مشيرا إلى أن هذا النشاط الفوضوي يزداد حدّة ما بين منتصف الليل إلى غاية وقت السحور، للتأكد من غياب الرقابة للباعة خاصة على مستوى الأحياء الشعبية، وهو ما يضر بالمواطنين القاطنين بالمنطقة من خلال الروائح التي تغزو سكناتهم، وكذا الإزعاج، الأصوات المتعالية والفوضى، بالإضافة إلى استغلالهم للأرصفة. عدم تقديم شكوى يصعّب من إحصاء المصابين بالتسممات الغذائية كما أشار سمير القصوري إلى أن عدم تمكّن جمعية حماية المستهلك من التحديد الدقيق لإحصاء عدد المستهلكين المصابين بالتسمّمات الغذائية الناتجة عن تناول اللحوم المشوية بطريقة عشوائية، هو تفضيل ذات المتضرر عدم اللجوء الى الطبيب أو الاتصال لتقديم شكوى لدى الجمعية أو الجهات المعنية، بل يفضّل هذا الأخير المكوث بالبيت مع استشارة الصيدلي دون إعلامه بوجبة الشواء التي تناولها، ليعطيه دواء يقلّل من الأثر الناتج عن الاستهلاك غير الصحي الذي يتسبّب في الكثير من الأحيان في الإسهال. مطاعم الشواء بعين البنيان تقدّم وجباتها إلى غاية السحور المتجه نحو مدينة عين البنيان، وهي المدينة السياحية التي تنام طيلة النهار خلال رمضان لتستيقظ ليلا، يلاحظ أزمة السير الخانقة مساء، فالطوابير الطويلة للسيارات المتجهة لوسط عين البنيان تفوق بكثير تلك الخارجة منها، والتي تستقبل بدورها وفودا أخرى من عاشقيها ومحبي هدوئها وأجوائها العائلية، حيث تتكبّد جماهير واسعة عناء التنقّل إليها من المناطق المجاورة مفضّلة إياها لعدة أسباب خاصة قربها من الشريط الساحلي، الذي يقضي به العاصميون وقتا طويلا ومن ثمّ، إيجاد مكان شاغر لركن سياراتهم، لكنّهم يمضون أوقاتا أطول في الاستمتاع بأطباق الشواء التي تمتاز بها عين البنيان عن سواها، حيث يتصاعد الدخان الكثيف من مشاوي مطاعم ميناء الجميلة المحاذية لبعضها في صف من دون تنافس بين أصحابها، فلكلّ واحد منها زبائنه المعتادين خاصة وأن الإقبال عليها يستمر حتى وقت السحور من الليل، لدرجة أنّه لا يمكنك إيجاد مكان إذا لم تقف في الطابور وتراقب مغادرة إحدى العائلات بعد أخذها وقتا طويلا في تناول وجبتها، لتتجه نحو قاعات الشاي أو السير على طول الميناء الجميل استكمالا للسهرة. أجواء تنافسية لاستقطاب الزبائن باسطاوالي تنقّلنا بعدها إلى بلدية اسطاوالي، ففور وصولنا الى هذه المنطقة الساحلية، لاحظنا ذلك الإزدحام الذي تشكّله طوابير السيارات التي تقصد المكان لتناول المشوي رفقة العائلة والأصدقاء، خصوصا أن رائحتها تسيل اللّعاب وتشجّع على زيارة المكان مرات عديدة، حيث تبعث رائحة المشاوي المحضّرة من لحم الخروف الطري الرغبة في نفوس المارة الذين لا يتردّدون في الجلوس حول طاولة أحد هذه المطاعم لتلذذ طعامها الشهي.اصطف الشوايون في شريط واحد بأجواء تنافسية مع تقديم خدمات متنوعة لاستقطاب الزبائن، وخلال جولتنا هناك، تحدثنا إلى بعض أصحاب المطاعم الذين أكدوا لنا أن بلدية اسطاوالي تحتوي على الكنز المفقود، كونها منطقة طبيعية معتدلة صيفا، مما يجعل الإقبال عليها كبيرا من طرف العائلات والسياح، كما أضاف طبّاخ بأحد المطاعم أن سر الإقبال الكبير على الشواء يتمثل في اختيار اللحوم، حيث يتم شوي أعواد لحم العجل إلى جانب لحم الخروف المعروف كما يقدم المطعم أيضا مشويات من الأسماك البيضاء والزرقاء، وهو ما يفسر التهافت عليها، وفي سياق متصل، فقد حاول صاحب المحل مدح الأطباق المحضّرة لديهم وأسعارها التي وصفها بالمقبولة جدا مقارنة بأسعار المشويات في أماكن أخرى، مؤكّدا أن المطاعم باسطاوالي تقدّم خدمات راقية بالإضافة إلى النظافة وكذا التكييف وغيرها من الأمور التي تضمن راحة الزبائن مقابل الأسعار المقترحة، وهو ما لا يتوفر لدى بعض محلات بيع المشويات الفوضوية التي تفتقر لشروط النظافة.