هجر أغلب تجار المحلات التجارية ومربعات العرض التي يستغلونها بالأسواق الجوارية الثلاثة، المنجزة من طرف مؤسسة "باتيماتال"، بحي الهضاب في بلدية سطيف، بينما قام بعض التجار في تلك الأسواق الجوارية بعرض سلعهم بطريقة فوضوية خارج محيط الأسواق الثلاثة وأمام المداخل الرئيسية و بمحاذاة الطريق بالحي الذي لا يزال عدد كبير من شقق عماراته غير مأهول. في وقت تعهدت بلدية سطيف، باتخاذ إجراءات ردعية ضد التجار الفوضويين الذين يعرضون سلعهم خارج الأسواق الجوارية. المستفيدون من المحلات والمربعات ضمن برنامج القضاء على التجارة الفوضوية، البالغ عددهم 40 تاجرا في كل سوق جواري، برروا لجوءهم إلى عرض سلعهم خارج الأسواق، رغم توفر كل الشروط على غرار الكهرباء والغاز وشبكة المياه والصرف الصحي، إلى ركود تجارتهم و تلف منتوجاتهم المعروضة خاصة الخضر والفواكه، بسبب ضعف الإقبال من طرف المواطنين، لكون السوق يقع في منطقة غير آهلة بالسكان وأغلب الأحياء السكنية والعمارات، لم تسّلم بعد لأصحابها من مستفيدين من السكن التساهمي والترقوي. وعبّر عدد من التجار عن تذمرهم، جراء فشلهم في استقطاب الزبائن، على الرغم من اعتمادهم على أسعار تنافسية، مطالبين السلطات المحلية بمساعدتهم من خلال تخفيض ثمن الإيجار الذي يدفعونه كل شهر، مؤكدين بأنه يثقل كاهلهم بسبب قلة المداخيل، مع تعهدهم بدفع رسوم الإيجار حين يصبح حي الهضاب آهلا بالسكان وتزدهر تجارتهم. و أوضح المعنيون بأن أغلب المستفيدين من المحلات التجارية ومربعات عرض السلع، عادوا لممارسة نشاط التجارة الفوضوية، وترويج منتجاتهم بمحاذاة الأسواق الأخرى والمساجد والساحات العمومية، رغم أن المحلات التجارية الممنوحة لهم، كان إنجازها و توزيعها من أجل القضاء على السوق الموازية، لكنها حسبهم لم تحقق الربح المنتظر، وجعلت مداخيلهم تتقلص. و أرجع التجار بالأسواق الجوارية في حي الهضاب بمدينة سطيف سبب كساد تجارتهم إلى تواجد تلك الأسواق في مناطق معزولة وغير آهلة بالسكان، و كذا بسبب استفحال ظاهرة التجارة الفوضوية من جديد و عودتها إلى بعض المناطق بالمدينة، مما جعل الزبائن يعزفون عن القدوم إلى الأسواق الجوارية المنجزة حديثا. خلال زيارتنا وقفنا أيضا في السوق الجواري بالهضاب، على ظاهرة تحويل عدد من المحلات التجارية من طرف أصحابها من محلات لبيع الخضر والفواكه واللحوم إلى فضاءات خدماتية، مثل محلات للحلاقة وأخرى متخصصة في بيع الملابس والتجهيزات الإلكترونية. و أشارت مصالح بلدية سطيف، بأنها ترفض جملة وتفصيلا التنازل عن ثمن كراء المحلات التجارية، مثلما يطالب عدد من التجار لأن أثمانها رمزية. وأضاف ساعد عقون، نائب رئيس المجلس الشعبي البلدي لبلدية سطيف، بأن السلطات العمومية، ستتخذ إجراءات ردعية ضد التجار المخالفين الذين ينشطون بصورة فوضوية في محيط تلك الأسواق لأن الهدف من استحداث الأسواق الجوارية، هو القضاء على التجارة الفوضوية، و قال "لن نسمح بعرضهم السلع خارج الأماكن المخصصة لها" مضيفا بأن السلطات المحلية قدمت للمستفيدين العديد من التسهيلات الضريبية لتشجيعهم على العمل في إطار القانون. أما بخصوص المحلات التي لجأ أصحابها إلى تحويل النشاط، فذكر المصدر بأن ذلك كان بناء على طلب مسبق تقدم به عدد من المستفيدين و قد وافقت عليه مصالح بلدية سطيف.