حجب مواقع التواصل الاجتماعي في إجراء غير مسبوق انطلقت أمس الامتحانات الجزئية للبكالوريا عبر كل أنحاء الوطن في ظروف وصفت بالطبيعية والعادية ووفق إجراءات تنظيمية محكمة، ودون تسريبات للمواضيع ‹› على خلاف ما تردد ‹› حسب تأكيدات وزارة التربية غير أن اليوم الأول من هذه الامتحانات التي شملت ثماني مواد لم تمر دون تسجيل إقصاءات بسبب الغش في بعض المراكز، فضلا عن تسجيل نسب غياب مرتفعة في أوساط المترشحين الأحرار. أكدت وزارة التربية الوطنية للنصر، على لسان مستشارها الإعلامي لمين شرفاوي أن اليوم الأول من الامتحانات الجزئية لبكالوريا 2016 التي تقرر إجراؤها بسبب التسريبات التي طالت عدد من المواد في الدورة العادية، جرت في ظروف طبيعية وعادية، ونفت ما تردد عن تسريب موضوع مادة الاجتماعيات ووصفت ذلك ب " الإشاعات المغرضة الهادفة إلى التشويش مرة أخرى على هذا الامتحان المصيري" وذكر شرفاوي "بأن كل شيء جرى كما سُطر له ولم يكتنف عملية التنظيم أو إجراء الامتحانات أي خلل. إلى ذلك، لاحظت النصر، وجود مكثف لسيارات الدرك الوطني والشرطة التي تكفلت بمرافقة مواضيع الامتحانات نحو مختلف مراكز الإجراء، كما تم في ذات الوقت تسجيل حالات نفسية منكسرة وقلق و ‹› خوف ‹› وإحباط أيضا في أوساط عديد التلاميذ المشاركين في هذه الدورة الاستدراكية غير المسبوقة، إذ لم يرُق لهم إعادة الامتحانات في مواد قالوا أن لا ذنب لهم في تسريب مواضيعها، كما أعرب الكثيرون عن قلقهم من الظروف الجوية التي جرت فيها ذات الامتحانات سيما في ولايات الجنوب التي تميزت بالحرارة الشديدة التي وصلت 45 درجة في بعض المناطق بأقصى الجنوب رغم تزويد قاعات الامتحان بالمكيفات الهوائية، فيما اشتكى مترشحون أحرار في أكثر من ولاية من طول المسافة بين بلداتهم ومراكز الامتحان التي تم فتحها بعواصم الولايات سيما في ظل غياب مراكز إيواء، فيما اختلفت انطباعات الممتحنين حول طبيعة الأسئلة التي استسهلها وقول البعض الآخر عن ملاقاة نوع من الصعوبة في الإجابة، بسبب توتر نفسيتهم وعدم قدرتهم على التركيز في الإجابة فضلا عن تأثير الصيام عليهم. ففي قسنطينة، أكد طلبة شعبتي العلوم التجريبية و الرياضيات، الذين التقينا بهم عقب نهاية امتحان التاريخ و الجغرافيا خلال الفترة الصباحية، أن الأسئلة كانت في المتناول، مؤكدين بأنها سهلة نسبيا، غير أنها جاءت أصعب من أسئلة الدورة الملغاة، على حد تعبيرهم، فيما ذكر مترشحون، بأن أحد أسئلة مادة التاريخ، قد تم تداوله كسؤال متوقع عبر شبكة «الفايسبوك» ليلة أول أمس، ما ساعدهم على الإجابة عليه، أما بالنسبة لامتحان اللغة الانجليزية خلال الفترة المسائية، فأكد محدثونا من شعبتي التسيير و الاقتصاد و العلوم التجريبية، أنه كان سهلا و أي تلميذ متوسط بإمكانه الإجابة عليه، فيما عبر غالبية المترشحين عن تذمرهم و عدم اقتناعهم بإعادة دورة البكالوريا، و بالخصوص شعبة العلوم التجريبية، موضحين بأنهم ليسوا في حالة نفسية تسمح لهم بالتركيز و اجتياز الامتحان بشكل طبيعي، خاصة أنهم متخوفون من تأثير عامل الصيام. من جهة أخرى، أكد مدير التربية للولاية ضبط حالتي غش باستعمال الطرق التقليدية خلال الفترة الصباحية، مشيرا إلى أن نسبة الغيابات في أوساط المترشحين النظاميين بلغت 0,45 بالمائة، بينما كانت النسبة أكبر بكثير في صفوف الأحرار. و قد علمنا من مصادر مطلعة، أن تدابير احتياطية تم اتخاذها على مستوى جميع المراكز من خلال توزيع موضوع رئيسي و موضوعين احتياطيين، مع منح رقم سري لرئيس المركز، يتم من خلاله إعلامه باللجوء لتغيير الموضوع بأحد الموضوعين الاحتياطيين، في حالة حدوث أي تسريب. كما تم في سطيف تسجيل حالتي غش في أوساط المترشحين الأحرار باستعمال الهاتف النقال، بمركزي ثانوية عين الطريق الجديدة ومتوسطة 8 ماي 45 في عاصمة الولاية، وقد تم اتخاذ الإجراءات القانونية في حق المعنيين وإقصائهم من مواصلة إجراء الامتحانات، فيما عدا ذلك فقد وصفت الظروف التي جرت فيها الامتحانات بالعادية. و بولاية برج بوعريريج جرت الامتحانات في ظروف عادية حسب مديرية التربية، حيث تم التأكيد على عدم تسجيل أية محاولات غش، كما أكد المكلف بالإعلام بمديرية الحماية المدنية عدم تسجيل أية حالات إرهاق أو إغماء ذات صلة بصيام المترشحين للامتحانات، خلافا للتخوفات التي أثيرت حول إمكانية تعرض الممتحنين للإرهاق و التعب، فيما أكد بعض الممتحنين من شعبة العلوم الطبيعية الذين التيقنا بهم على مستوى مركز ثانوية عبد الحميد أخروف أن أسئلة امتحان مادة الاجتماعيات كانت في متناول الجميع. وغاب في مراكز الإجراء بولاية أم البواقي أزيد من 400 مترشح أغلبهم من الأحرار (65 فقط من النظاميين)، ودون تسجيل أي حالات غش، غير أن الكثير من المترشحين اشتكوا من ارتفاع درجة الحرارة وتأثير الصيام عليهم في ذات الوقت التي تباينت آراءهم حول طبيعة الأسئلة. وسجلت مراكز الإجراء في ولاية سكيكدة أيضا غياب أكثر من 30 بالمائة من المترشحين الأحرار، كما تم بولاية تيزي وزو تسجيل غياب 7,29 بالمائة من المترشحين الأحرار البالغ عددهم 1189، فيما بلغ عدد المترشحين النظاميين الغائبين 82 مترشحا. و فيما لم تسجل الولاية أي حالة غش، فقد كشف المكلف بالإعلام في مديرية التربية للنصر بأن 20 تلميذا من الذين تم إقصاؤهم من المشاركة في الدورة الماضية بسبب الغياب في بعض المواد المسربة قد تم السماح لهم بالمشاركة في الدورة الحالية. أما بخصوص طبيعة أسئلة اليوم الأول، فقد أجمع عدد من المترشحين الذين التقت بهم النصر في بعض مراكز عبان رمضان و العقيد عميروش و ثانوية 20 أوت على أن المواد التي امتحنوا فيها سهلة و في متناول الجميع و أن الصيام لم يؤثر عليهم. وبالعاصمة ذكر رئيس مصلحة التكوين بمديرية التربية للجزائر - غرب أن مسؤولي التربية على مستوى الولاية قد ضبطوا بالتنسيق مع عدة قطاعات عديدة خطة تتضمن الإجراءات الاحترازية والأمنية والمرافقة النفسية والطبية للمترشحين لإنجاح الدورة وتوفير كامل الشروط والظروف الملائمة، وقال انه تم تخصيص 50 أخصائي نفسي وأطباء وسيارات إسعاف مجهزة للتكفل بالمترشحين، باعتبار خصوصية هذه الدورة التي تجري في شهر رمضان وفي ظل ارتفاع درجة الحرارة. ع.أسابع/ عبد الرزاق م / المراسلون لجأت إليه وزارة التربية لمنع تسريب مواضيع الباك حجب مواقع التواصل الاجتماعي في إجراء غير مسبوق حجبت وزارة البريد وتكنولوجيات الإعلام وبطلب من وزارة التربية الوطنية مواقع التواصل الاجتماعي مثل «فايس بوك» و»تويتر» و»انستغرام» وغيرها منذ الصباح و إلى ما بعد زوال يوم أمس لمنع تسريب مواضيع امتحانات البكالوريا المعادة التي انطلقت أمس، و من المحتمل حسب بعض الأصداء أن يستمر هذ الحجب الجزئي طيلة أيام الامتحان إلى غاية الخميس القادم، لكن الكثير من رواد هذه المواقع تمكنوا من تحميل تطبيقات جديدة مكنتهم من دخول موقع «فايس بوك» بشكل عاد انطلاقا من بلدان أجنبية. وقد بدأت عملية حجب المواقع سالفة الذكر ليلة السبت إلى الأحد- أي ليلة اليوم الأول من امتحان البكالوريا الجزئية- على أن تستمر إلى غاية 23 من الشهر الجاري كما راج، وذلك لمنع نشر وتسريب مواضيع الامتحان كما جرى في المرة الأولى التي سربت فيها سبع مواد كاملة ما استدعى قرارا من الحكومة بإعادة البكالوريا جزئيا. وقد عمدت السلطات صبيحة أمس وخلال وقت قصير إلى قطع خدمة الأنترنيت بالكامل، لكن سرعان ما أعادتها مع الإبقاء على حجب مواقع التواصل الاجتماعي لمدة ساعات قبل أن تعيدها بعد الزوال، وقد رفضت وزارة البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال التعليق على هذا الحجب حيث اتصلنا مرارا بالمكلفة بالإعلام على مستوى الوزارة لمعرفة تفاصيل العملية لكنها لم ترد. وخلال عملية قطع خدمات الأنترنيت لفترة وجيزة صباحا فإن الخدمات التي تقدمها بعض المؤسسات الاستراتيجية على غرار شركة الخطوط الجوية الجزائرية والبنوك وغيرها لم تتأثر بعملية القطع لأنها تعتمد على برمجيات ووسائل تكنولوجية خاصة بها. وتمت عملية حجب مواقع التواصل الاجتماعي سالفة الذكر بالتنسيق مع متعاملي الهاتف النقال الثلاثة، و شركة اتصالات الجزائر، و سلطة ضبط البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال وكذا مصالح الأمن، وهو ما حرم رواد ومدمني «لفايس بوك» و»تويتر» وغيرهما من الابحار. لكن سرعان ما وجد البعض منهم حلا مثاليا مكنهم من الولوج الى صفحات «الفايس بوك»، وذلك من خلال اعتماد تطبيقات جديدة موجودة في الهواتف النقالة مثل دخول تطبيق « بلاي ستور» الذي يؤدي الدخول إليه إلى تطبيق أو خاصية أخرى تسمى « في –بي-أن» وبعد تحميل هذا التطبيق يمكن الربط مباشرة بالأنترنيت ودخول الحساب الخاص بصفحة الفايس بوك بسهولة لكن عن طريق بلد أجنبي، وعلى هذا النحو تمكن العديد من المواطنين خاصة الشباب منهم من دخول حساباتهم على موقع فايس بوك عن طريق بلدان مثل فرنسا، ألمانيا، كوبا، السعودية هولندا وغيرها. وحسب الخبير في مجال تكنولوجيات الإعلام والاتصال الحديثة يونس قرار فإن الحجب موجود كتقنية لكن بالمقابل هناك حلول لتجاوز آليات الحجب، مثل تقنية «في. بي. أن» وغيرها من التطبيقات العديدة، و أضاف في تصريح «للنصر» أمس أنه من الصعب حجب مواقع التواصل الاجتماعي بصفة نهائية لأن هذه هي طبيعة التكنولوجيا. وبصورة عامة يقول يونس قرار فإن التكنولوجيات يجب قبولها بإيجابياتها وسلبياتها، ففي الوقت الذي يمكن ان تستغل هذه التكنولوجيات لأغراض غير أخلاقية وفي إطار الجرائم الإلكترونية، هناك بالمقابل آليات ووسائل وتطبيقات للحماية والمراقبة، وعلى هذا المنوال تبقى المعركة مستمرة بين التقنيين والمهندسين، وتبقى التحديات والعمل مستمرا بين السيء والحسن فيها. ونشير أنها المرة الأولى التي تعمد فيها السلطات العمومية إلى حجب مواقع التواصل الاجتماعي بهذا الحجم، وذلك بعد تسريب مواضيع البكالوريا قبل أسبوعين، الشيء الذي قال بشأنه الوزير الأول عبد المالك سلال أنه لا يمكن التسامح معه لأنه يمس بالأمن القومي للبلاد.