الإسمنت يجتاح المساحات الخضراء بحديقة السلامة تتواصل أشغال إعادة تهيئة حديقة السلامة المتواجدة بالقرب من المركب الثقافي عائشة حداد و بجوار النفق الأرضي بمفترق الطرق السعيد زروقي بمدينة برج بوعريريج، لكن هذه أشغال قضت على بقايا المساحات الخضراء بالحديقة و هو ما أثار تساؤلات حول طبيعتها. و بالموازاة مع تواصل أشغال التهيئة تزايدت مخاوف المواطنين من اكتساح الإسمنت لأغلب المساحات الخضراء بالحديقة، بعد تقدم الأشغال خلال الأيام الأخيرة، و بروز بعض معالم إعادة التهيئة، بوضع الآجر في مختلف المساحات، بما فيها المساحات الترابية التي تمت تهيئتها منذ سنوات بوضع العشب الطبيعي و الورود عبر مختلف أرجاء الحديقة، لتشهد فيما بعد تدهورا كبيرا استدعى تسجيل عديد عمليات التهيئة و الصيانة خلال السنوات الفارطة، قبل أن تستفيد من عملية جديدة للتهيئة في إطار عمليات التحسين الحضري التي مست جميع الأجزاء و المساحات المجاورة لمشروع النفق الأرضي المتواجد بجوار الحديقة و الذي دخل حيز الخدمة قبل شهر رمضان الفارط، فيما لا تزال أشغال إعادة تهيئة الحديقة متواصلة. و قد قامت المقاولة المكلفة بالأشغال بتوسيع الممرات المهيأة بالإسمنت على حساب المساحات الخضراء و الأشجار القديمة، بالإضافة إلى إطلاق أشغال بناء جدارية وسط الحديقة و كذا وضع الآجر على مساحة واسعة بجوار الطريق القريب من النفق الأرضي، و تحويلها إلى مكان للراحة. ولقيت عمليات تهيئة و إعادة تهيئة الحدائق العمومية و المساحات الخضراء في مدينة البرج انتقادات من قبل مهندسين و مختصين، بالنظر إلى العشوائية المنتهجة في تسيير ملف المساحات الخضراء و كذا انعدام الصيانة و المتابعة، ما يؤدي في العادة إلى إهمال المساحات الخضراء بعد أسابيع من تهيئتها، و عودتها إلى حالاتها السابقة في ظل عدم الاعتماد على برنامج مضبوط في عمليات السقي و حماية العشب و الزهور و المساحات الخضراء من التلف، و تأثير العامل البشري و العوامل الطبيعية على غرار تسبب الجليد خلال فصل الشتاء في تلف المساحات الخضراء، و هو ما يسجل بحسبهم على مستوى حديقة السلامة التي عرفت تدهورا كبيرا رغم تخصيص مبالغ هامة لإعادة تهيئتها و التي قدرت في آخر مرة بأزيد من مليار و نصف مليار سنتيم. رغم ذلك فإن وضعية الحديقة لم تتغير و عادت إلى سالف عهدها و لم تبق بها سوى الكراسي، فيما زالت المساحات الخضراء و الشجيرات الصغيرة و الزهور نهائيا، و تحولت بذلك الحديقة من فضاء للراحة إلى ملجأ للمنحرفين خصوصا أثناء فترات الليل، ما استدعى تسجيل عملية جديدة لإعادة تهيئتها، بعد تضرر المساحات الخضراء و تعرض التجهيزات الأخرى للتكسير و التحطيم على غرار تجهيزات الإنارة العمومية و لعب الأطفال التي لم يبق منها سوى الشيء اليسير، ناهيك عن عمليات السرقة المتكررة التي تطال حنفيات المياه رغم إحكام تثبيتها، و هو ما أرجعه السكان المجاورون للحديقة إلى حالة الإهمال و التسيب و كذا السطو و التخريب الذي يمارسه بعض الزوار في غياب رقيب على المكان.