فتحت الحديقة العمومية "فلسطين" بمدينة المشرية بولاية النعامة أبوابها مجددا أمام الجمهور مطلع الشهر الجاري، بعد إتمام مختلف أشغال إعادة تهيئها، وهو ما لاقى إستحسانا كبيرا في أوساط العائلات بهذه البلدية، حسب ما لوحظ بعين المكان. وخضع هذا الفضاء الأخضر الذي يتربع على مساحة 9 هكتارات لعمليات ترميم متعددة، مست تسييج وإعادة الحائط الخارجي وتبليط الممرات والإنارة ومقاعد الجلوس ومساحات اللعب للأطفال، فضلا عن تجديد الغطاء النباتي وتزويده بتجهيزات ضرورية أخرى لضمان سبل الراحة والتسلية العائلية للزوار. كما أوضح مدير البيئة نور الدين رحايمية. وتندرج هذه العملية في إطار برنامج واسع لتهيئة كافة الحدائق العمومية والفضاءات الخضراء بالولاية، على غرار المساحات الخضراء بالمنظر الجميل بالمشرية وحديقة المغرب العربي بنفس المدينة، إضافة إلى حديقتي حي سيدي بوتخيل و19 مارس بالعين الصفراء وغيرها، من خلال تجهيزها بكافة المستلزمات حتى تؤدي دورها الأساسي المتمثل في توفير الراحة للعائلات التي ترتادها. كما أضاف رحايمية. ويضم الغطاء النباتي لهذه الحديقة تشكيلات من الأشجار الغابية والتزيينية وأنواع من الورود والأزهار، فضلا عن مربعات للعشب الطبيعي إلى جانب حاويات لرمي النفايات، كما جند لها ستة أعوان في إطار برنامج الإدماج المهني للقيام بأعمال الصيانة والنظافة وسقي الأشجار. وأتاحت هذه الحديقة التي بلغت تكلفة أشغال إعادة تأهيلها أكثر من 14 مليون دينار واستغرقت نحو 12 شهرا تغيير الوجه القديم الذي كانت عليه بعد تعرض العديد من الأشجار إلى القطع والتلف بسبب انعدام الحماية، إضافة إلى تحويل هذه المساحة الخضراء إلى مفرغة لمختلف أنواع الفضلات وبقايا مواد البناء، بسبب انعدام ثقافة المحافظة على المحيط الذي تسبب في التدهور المتواصل لوضعية هذه الحديقة. وبفضل تلك الأشغال التي تمت بمساهمة و تنسيق للجهود بين عدة قطاعات منها البيئة ومحافظة الغابات ومصلحة المساحات الخضراء ببلدية المشرية وجمعيات إيكولوجية إسترجعت حديقة " فلسطين" دورها كمتنفس طبيعي داخل النسيج العمراني المحاذي لها، والذي سيقلل من حدة التلوث الذي تسببه المركبات بوسط المدينة.