انتقدت وزيرة التربية الوطنية، نورية بن غبريط، أول أمس، بعض أحزاب المعارضة التي تسعى إلى تسييس المدرسة الجزائرية و توظيف مسألة الهوية و مكوناتها لأغراض سياسية، تحسب للانتخابات التشريعية التي ستجري العام المقبل. ونفت وزيرة التربية الوطنية أي شطب لمادة التربية الإسلامية من امتحانات شهادة البكالوريا و كذا المعلومات التي تم الترويج لها مؤخرا، ومؤكدة التزامها بمبادئ الدستور وبرنامج رئيس الجمهورية، متأسفة لجعل المدرسة مطية لتحقيق أهداف حزبية و شخصية على مقربة من الاستحقاقات القادمة. وطمأنت الوزيرة في ندوة صحفية عقدتها على هامش الندوة الوطنية لمدراء التربية المنعقد أول أمس بمقر الوزارة تحضيرا للدخول المدرسي لهذا الموسم، بالإبقاء على كافة المواد المدرجة منذ سنوات في امتحانات البكالوريا، وذكرت على وجه الخصوص مادة التربية الإسلامية التي كانت مؤخرا محل جدل واسع، بسبب اعتراض نقابات وشخصيات على إلغائها من الامتحانات الوطنية، موضحة بأن المقترحات التي تمت مناقشتها مع الشركاء الاجتماعيين هي نفسها التي عرضت على مجلس الحكومة، وستحال قريبا على مجلس الوزراء للفصل فيها نهائيا، متسائلة عن مصدر المعلومات الخاطئة التي تم تداولها إعلاميا، والتي مفادها شطب مادة التربية الإسلامية من امتحانات البكالوريا، بهدف تخفيف الضغط على المترشحين ، قائلة إن ذلك لا أساس له من الصحة وأن هذا الموضوع لم يطرح بتاتا على مستوى وزارة التربية أو في إطار الحوار مع النقابات، في حين أن الحديث كان يدور حول طريق احتساب نتيجة بعض المواد، وكذا كيفية تثمين التقييم المستمر وتقليص عدد أيام الامتحانات دون إلغاء أي مادة، وكذا سبل التطبيق التدريجي للمقترحات. ولم تخفِ نورية بن غبريط استياءها من الحملة التي صاحبت إطلاق مشروع إصلاح امتحانات البكالوريا، غير مستبعدة الترويج لإشاعات ومعلومات أخرى خاطئة حول ما تقوم به هيئتها في إطار تثمين الإصلاحات، تزامنا مع دنو الانتخابات التشريعية المقبلة، وسعي البعض، دون أن تذكرهم بالاسم، لاستغلال المناسبة وكذا المدرسة الجزائرية لتحقيق أهداف شخصية، داعية إلى جعل المدرسة بعيدة عن كافة الاعتبارات، لأن الرهان يخص كافة المجتمع وليس مجموعة دون أخرى، وأن المرجعية الوحيدة التي تعتمدها الوزارة هي الدستور وبرنامج رئيس الجمهورية موضحة أن المقترحات التي تم الخروج بها، عقب نقاش عميق مع الشركاء، ستعاد صياغتها من جديد، وتدعيمها بالملاحظات التي تم تسجيلها ، تحسبا لعرضها على مجلس الوزراء المقبل الذي سيعقد لاحقا. وفي الكلمة التي ألقتها أمام مدراء التربية، قالت بن غبريط إن عناصر الهوية الوطنية تمثل ركيزة مخطط عمل وزارتها بهدف تكوين مواطني مزود بمعالم وطنية، ومرتبط بمبادئ الشعب، ومتفتح على الحضارات لذلك تم تخصيص اليوم الأول للدخول المدرسي للبعد الإنساني والأسري لأبطال الثورة، تزامنا مع إحياء ذكرى احداث 20 أوت. لقاء مع النقابات لدراسة ملف التقاعد المسبق والدخول المدرسي وأعلنت الوزيرة عن تنظيم اجتماع يوم الثلاثاء المقبل مع الشركاء الاجتماعيين لمناقشة الملفات المرتبطة بالدخول الاجتماعي والتقاعد المسبق من أجل تحديد المستفيدين من هذه الصيغة، موضحة أن إصلاحات الجيل الثاني لن تحدث أي تغييرات جذرية في القطاع، نافية التأخر في الكشف عن مضمونها حيث تم توزيع الأهداف الكبرى.وقالت في سياق ذي صلة، إن مسابقة التوظيف المنظمة في أفريل الماضي أسفرت نتائجها عن نجاح 148 ألف مشارك وسيتم اعتمادها في التوظيف حسب الاحتياجات الوطنية، مع منح الأولوية للولايات التي جرت بها المسابقة، مناشدة مسؤولي القطاع لتوفير الظروف الملائمة لإنجاح الموسم، ولاعتماد الشفافية في التسيير، لبناء مدرسة مستقرة وذات جودة. أزيد من 8.6 مليون تلميذ سيلتحقون بمقاعد الدراسة يوم 4 سبتمبر وبحسب المعطيات التي عرضها الأمين العام للوزارة عبد الحميد بلعابد، فإن الدخول المدرسي الحالي سيشهد التحاق أزيد من 8.5 مليون تلميذ بمقاعد الدراسة، سيؤطرهم أزيد من 495 ألف أستاذ في الأطوار التعليمية الثلاثة، من بينهم 28 ألف أستاذ جديد، كما خصصت الدولة 15 مليار دج في إطار سياسة التضامن الاجتماعي ودعم التلاميذ المعوزين، من بينها 9 ملايير لتسديد المنحة الدراسية، و6.5 مليار لمجانية الكتب المدرسية.ويبلغ عدد تلاميذ الأقسام التحضيرية أزيد من 493 ألف تلميذ، إلى جانب 4.2 مليون تلميذ في المرحلة الابتدائية، وحوالي 2.7 مليون تلميذ في الطور المتوسط، وأكثر من 1.2 مليون تلميذ في المرحلة الثانوية، في حين تضم حظيرة الهياكل القاعدية ما يفوق 26 ألف مؤسسة تربوية، من بينها 146 مؤسسة جديدة، إضافة إلى أزيد من 14 الف مطعم مدرسي.