عن منشورات المتوسط، ميلانو/بإيطاليا، صدر منذ أيام كتاب جديد بعنوان «سينما الشعر/جدليّة اللغة والسيميولوجيا في السينما» للناقد والباحث السينمائي عبد الكريم قادري. وقد قام الناقد من خلال هذا الكِتاب بتحلل ودراسة «اللغة في السينما» من خلال انعكاسها وارتدادها عبر النظرية الشهيرة، التي أطلقها الكاتب والسينمائي الإيطالي «بير باولو بازوليني»، التي تناول فيها إمكانية إيجاد وخلق «لغة في السينما»، عن طريق علم العلامات –الصور، أو «السيميولوجيا» في السينما. وانطلاقا من هذا النظرية ، قام الباحث بدراسة جميع جوانب «اللغة في السينما»، وهذا من أجل تقديم فهم أفضل وأوسع لنظرية «سينما الشعر». وجاءت البداية بتقديم نظرة شاملة للعديد من المكونات والمصطلحات التي لها صلة بالنظرية. وقال الباحث للنصر بهذا الشأن: «لقد وجدت نفسي مُلزما بالذهاب بعيدا من خلال هذه النظرة الشاملة، حيث ذهبت إلى أصولها، وشرحت أبعادها، وأهميتها في تكوين الدراسات الحالية، التي باتت لها حلّة جمالية جديدة، وهذا انطلاقا من فهم وتفسير الصورة، التي باتت أحد المرتكزات المهمة والضرورية في حياة الفرد والمجتمع في العصر الحديث، من خلال تحليلها سيميولوجيا». وانطلاقا من هذا البحث، قام الباحث أيضا بدراسة جميع جوانب «اللغة في السينما»، لتقديم فهم أفضل وأوسع لهذه النظرية، إذ كانت أولها مع الفكر الماركسي، أو ما يطلق عليه مصطلح «علم الجمال الماركسي»، الذي انبثقت عنه الكثير من المذاهب، والنظريات، والحركات الأدبية والنقدية، أهمها البنيوية التي عنت بالدراسات اللسانية، وعلى رأسها «اللغة» التي تعتبر محورا أساسيا لها. الباحث قام أيضا في هذا الكِتاب، بدراسة تطبيقية لفيلم «كلب أندلسي» 1929 للمخرج الاسباني لوي بونويل، مع تقديم نماذج أخرى مختلفة كانت عبارة عن عينات علمية لنظرية بازوليني، ويتعلق الأمر بمخرجين عالميين، وهم جون لوك جودار، ميكل أنجلو انطنيوني، وبرتلوتشي. حيث قدم العديد من المحطات الحياتية والسينمائية والمرجعيات الفكرية التي مر بها هؤلاء الذين ضمهم بحث بازوليني، إذ ساق بعض أعمالهم السينمائية، كأمثلة لتفسير بعض الجوانب المظلمة والعصية عن الفهم، ويتعلق الأمر بفيلم «الصحراء الحمراء» لمايكل انجلو أنطنيوني، و»قبل الثورة» لبرناردو برتلوتشي، و»محطات» لجان لوك جودار. تكمن أهمية الكِتاب، في كونه جاء ليختصر مسافات البحث في مفهوم «سينما الشعر»، وتقريبها للمتلقي، حيث سيكون بمثابة المرجع الذي يمكن العودة له كلما دعت الحاجة لذلك، ومن جهة أخرى إغناءً للمكتبة العربية الفقيرة في مجال الفن السابع، كما سيسمح للمُتلقي/القارئ العربي، بأنّ يطلع على جوانب عدة من موضوع «سينما الشعر»، وما يتصل بها من فروع اللغة السينمائية، من سيميولوجيا ومذاهب أدبية ونقدية أخرى، وغيرها من دراسات تحليلية ومُقارنات ومقاربات. الكِتاب الذي سيكون حاضرا في معرض الجزائر الدولي للكتاب، جاء في 175 صفحة، احتوى على عدة محاور تناولها الباحث بالدراسة والتحليل، من بينها: «غياب الفعل السينمائي»، «سينما الشعر/ شعريّة السينما»، «اللغة في السينما»، «بازوليني، انعكاس الذات والرؤى»، «التأصيل النقدي للصورة/العلامات»، «قراءة سميولوجية في فيلم أندلسي». نوّارة/ل